“الهيئة الخيرية” ومنظمات دولية ومحلية ناقشت أبعاد المشهد الإنساني المتغيّر

 

مع استمرار تزايد الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وحرص الأمم المتحدة وشركائها على التقييم السنوي لسبل وآليات تخفيف معاناة ضحايا الأزمات والخطة الإنسانية خلال عام 2022، نظمت الهيئة الخيرية، حديثًا، ورشة عمل افتراضية عبر تطبيق “زووم” حول تقرير “اللمحة العامة عن العمل الإنساني 2022″، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومشاركة كل من الجمعية الكويتية للإغاثة، وجمعية الهلال الأحمر الكويتي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الهجرة الدولية.

استعرضت الورشة تقرير اللمحة العالمية عن العمل الإنساني في عام 2022 الذي نُشر في ديسمبر 2021، والذي رصد أن 274 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى المساعدة والحماية الطارئة بزيادة قدرها 17%، بالمقارنة مع وقت إطلاق اللمحة العامة عن العمل الإنساني العالمي قبل سنة، وتقدر اللمحة العامة للعمل الإنساني العالمي لعام 2022 أن هناك حاجة إلى 41 مليار دولار أمريكي لتوفير متطلبات الإغاثة وخدمات الحماية لنحو 183 مليون شخص في أمسّ الحاجة للمساعدة وممن تشملهم خطط الاستجابة.

274 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى المساعدة والحماية الطارئة

وأشار التقرير إلى أن أكثر من 1% من سكان العالم نازحون، ومعدلات الفقر المدقع إلى ازدياد، وتعاني النساء والفتيات معظم الأزمات أكثر من غيرهن، وتزداد أوجه عدم المساواة بين الجنسين ومخاطر الحماية، ولا تزال المجاعة تمثل شبحًا مرعبًا لـ45 مليون شخص في 43 دولة.

وبدوره، تطلع المدير العام للهيئة الخيرية م. بدر الصميط، في الكلمة التي ألقاها بالإنابة عنه نائب المدير العام عبدالرحمن المطوع، إلى أن تسهم هذه الورشة في تعظيم الإفادة من قراءة تقرير “اللمحة الإنسانية لعام 2022″، من وجهة نظر الجهات الإنسانية المحلية والدولية، بما يخدم عملها وخططها الإستراتيجية، ويوسع نطاق تأثيرها، بطريقة علمية ورؤية مستقبلية، استنادًا إلى ما يقدمه التقرير من واقع إنساني وتحليل للمتطلبات الإنسانية العالمية.

كما أعرب عن أمله في أن تسهم الورشة في توسعة رقعة العمل الإنساني الكويتي، والتفكير في تقديم منهجيات وطرق جديدة في بناء خطط الاستجابة والمساعدات الإنسانية، واصفًا التقرير بالنوعي والمهم، ومشددًا على أهمية الورشة ومقاصدها المثمرة والبناءة بمشاركة نخبة من الفاعلين في العمل الإنساني.

41 مليار دولار أمريكي لتوفير متطلبات الإغاثة وخدمات الحماية لنحو 183 مليون شخص

من جهته، قال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا محمد زيد خاطر: إن سنوات الصراع تسببت في تداعيات إنسانية معيقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإن قدرة الأشخاص المعرضين للخطر على التكيف وتلبية احتياجاتهم الأساسية تعوقها تأثيرات “كوفيد-19” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإن 5 دول (سورية، اليمن، العراق، ليبيا، الأراضي الفلسطينية المحتلة) شهدت زيادة الاحتياجات الإنسانية خلال السنوات الماضية، فيما تسببت أزمة لبنان خلال العام الماضي في الارتفاع الكبير للاحتياجات الإنسانية، وتأثرت بها بشدة الفئات الأكثر ضعفًا من الأطفال، وكبار السن والمهاجرين واللاجئين.

تناولت الورشة “اللمحة العامة عن العمل الإنساني” حول المشهد الإنساني المتغيّر، وكيف ستبدو الاستجابة الإنسانية وتأثيرها في عام 2022 وما بعده، وناقش المتحدثون الدروس المستفادة من عام 2021، وكيف يمكن استلهامها للتأثير على التفكير ووضع الإستراتيجيات في مجال العمل الإنساني.

المجاعة لا تزال تمثل شبحًا مرعبًا لـ45 مليون شخص في 43 دولة ومعدلات الفقر إلى ازدياد

تحدث في الورشة رئيس مجلس إدارة جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية رئيس لجنة الإغاثة في الجمعية الكويتية للإغاثة جمال النوري، والباحثة في الهيئة الخيرية د. سارة يحيى عبدالمحسن، ومدير مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في دولة الكويت نسرين ربيعان، ومدير إدارة الكوارث بجمعية الهلال الأحمر الكويتي يوسف المعراج، ومدير الشؤون القانونية والعمل التطوعي والشباب بالجمعية نفسها د.  مساعد العنزي، وأستاذ الدراسات الخيرية بجامعة إنديانا مدير مبادرة العمل الخيري الإسلامي د. شارق صديقي.

يشار إلى أن الهيئة الخيرية ترتبط بعلاقات متينة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وكانت قد ترسخت على مدى سنوات طويلة، وتجلت في عقد سلسلة من الفعاليات واللقاءات والمؤتمرات العالمية، ومن أبرزها مؤتمرات الشراكة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل، ومبادرة “إنسانية واحدة ضد الجوع”.

Exit mobile version