رغم تحديات كورونا.. الكويت تواصل مسيرة الخير والعطاء

 

رغم التحديات التي يفرضها تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) ومتحوراته في مختلف أصقاع العالم، تواصل دولة الكويت مسيرة الخير والعطاء، وذلك تماشياً مع النهج الثابت للسياسة الإنسانية التي أخذتها على عاتقها، وتأكيداً على الدور الذي رسمته لها قيادتها الرشيدة بإغاثة المحتاج أينما كان.

وركزت مساعدات هذا الأسبوع على النازحين واللاجئين للتخفيف من معاناتهم، ولا سيما في ظل ما يمرون به هذه الأيام بسبب الشتاء القارس الذي يعمق الأزمة الإنسانية في المناطق التي يقطنون بها وضاعفتها جائحة كورونا.

إغاثة سورية واليمن

وفي هذا الإطار، نفذت جمعية الرحمة العالمية الكويتية مشروع إغاثة عاجلة ومتنوعة للنازحين في محافظة مأرب اليمنية، شمل توزيع مساعدات غذائية وإيوائية استفاد منها أكثر من 20 ألف شخص ضمن حملة “الكويت بجانبكم” المستمرة منذ 7 سنوات.

ودشنت جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية حملة “شاحنات الكويت” لإغاثة سورية واليمن.

وقال المدير العام للجمعية ضاري البعيجان، في تصريح صحفي: إن حملة “شاحنات الكويت” الإغاثية تأتي استكمالاً لحملات الشاحنات الإنسانية التي دشنتها الجمعية منذ عام 2016 بفضل جهود وتبرعات المحسنين والداعمين من الكويت ودول الخليج العربي.

وأضاف البعيجان أن هذه الحملة يستفيد منها أكثر من 1800 مخيم في سورية، ونحو 1500 مخيم في اليمن؛ حيث تضم هذه المخيمات آلاف اللاجئين الذين هم بحاجة إلى مواد غذائية ووسائل تدفئة وملابس خاصة لفصل الشتاء.

وذكر أن الجمعية تميزت في تنفيذ هذه الحملة من خلال تجهيز شاحنات كبيرة لإغاثة سورية واليمن التي تضم تبرعات مختلفة من مواد غذائية وتمور وطحين وملابس وكسوة وأحذية وبطانيات وشراشف وخشب وفحم للتدفئة ومنظفات صحية، مبيناً أنه بعد اكتمال هذه الشاحنات سيتم تسييرها إلى الدول المخصصة لها.

وسعياً للنهوض بالأيتام وتأمين مستوى معيشي لائق لهم وعدم إغفال دورهم الاجتماعي في إطار خدمة بلدهم والمجتمع الإنساني، حرصت نماء الخيرية الكويتية على تقديم كفالة شاملة لهم.

تكريم حفاظ القرآن

وفي هذا السياق، ومن عُمان، أكد الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية سعد العتيبي حرص الجمعية على رعاية الأيتام وتربيتهم وتأمين المأوى لهم من خلال كفالة شاملة تؤمن الرعاية أيضاً لأمهاتهم حفاظاً عليهم في جو أسري.

جاء ذلك في تصريح لـ”وكالة الأنباء الكويتية” (كونا) خلال حفل تكريم نماء الخيرية لخمسين من حفاظ القرآن الأيتام المقيمين في مراكز الإيواء التابعة للجمعية في الأردن، ضمن حملة تشمل أيضاً توزيع العون الإغاثي على اللاجئين السوريين.

وقال العتيبي: إن نماء الخيرية أطلقت باكورة أعمالها في مجال العمل الإغاثي من خلال برنامج يشمل تكريم حفاظ القرآن وعددهم 30 يتيماً ويتيمة حفظوا القرآن كاملاً، و20 آخرين حفظوا أكثر من 15 جزءاً.

وأضاف أن مراكز الإيواء في مدينة إربد الأردنية تكرس نهج الجمعية بالاهتمام بالأيتام وأسرهم، من خلال كفالة شاملة تشمل السكن والتعليم واحتياجات اليتيم (ملابس وغيرها)، ورعاية أمهاتهم للحفاظ على الجو الأسري، بالإضافة إلى برامج سلوكية.

وأشار إلى أن البرنامج يشمل أيضاً تقديم العون الإغاثي للأسر السورية القاطنة في مناطق السكن العشوائي وفي المخيمات شمال المملكة.

وزار وفد نماء الخيرية وقف الإيواء والمشغل والمعرض التابعين للوقف، ووزع كسوة الشتاء على قاطني المخيمات العشوائية في مدينة المفرق شمال البلاد.

مواجهة الأزمات والكوارث

وبمناسبة الذكرى الـ56 لإشهار جمعية الهلال الأحمر الكويتي في العاشر من يناير 1966، أكد رئيس مجلس الإدارة د. هلال الساير أن الجمعية ستظل داعمة لكل جهد إنساني، تماشياً مع النهج الثابت لسياسة دولة الكويت الإنسانية.

وأشاد الساير، في كلمته، بدور وجهود كل من أسهم في دعم العمل التطوعي من أجل إبراز دور الكويت الإنساني وحرصها على المشاركة في الجهود الدولية الرامية إلى خدمة الإنسانية والفئات المحرومة وضحايا الكوارث الطبيعية.

وقال: إن الجمعية دأبت على تعزيز العمل في مختلف المحافل والأنشطة الدولية، إذ اتسع نطاق عملها منذ نشأتها لتصل مساعداتها الإنسانية إلى أكثر من 104 دول ومنظمات في شتى أنحاء العالم لتقديم الدعم للمنكوبين جراء الكوارث الطبيعية أو من صنع البشر أو في النزاعات المسلحة.

وذكر أن الجمعية قدمت، خلال العام الماضي، مساعدات إنسانية لعدد من الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة الأزمات والكوارث في ظل جائحة كورونا، كما أقامت عدداً من المشاريع التحتية والتنموية لإعادة الحياة في كثير من الدول، مبيناً أن أبرز الدول المستفيدة من هذه المساعدات اليمن ولبنان والأردن والسودان، بالإضافة إلى اللاجئين السوريين ولاجئي الروهنجيا.

وأضاف أن الجمعية لها برامج دائمة على المستوى المحلي من خلال تقديم الخدمات في مجال الصحة والتعليم والإغاثة ورعاية الأيتام والمعاقين والمسنين والعمالة إضافة إلى المشاريع الرمضانية والأعياد الدينية.

ولفت الساير إلى أن الجمعية تقدم كذلك الدعم إلى الأسر المحتاجة داخل الكويت من خلال رعايتها لـ5000 أسرة مسجلة في كشوفاتها علاوة على عمل الجمعية في مكتب السجن المركزي لرعاية النزلاء وتقديم الخدمات الإنسانية لهم.

وبين أن الجمعية استمرت في عملها خلال جائحة كورونا عبر مشاركتها التطوعية في محجر الخيران ومراكز التطعيم في مشرف وجسر جابر لمساعدة المواطنين والمقيمين لتلقي اللقاح ضد فيروس كورونا.

وأشار إلى أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي أصبحت جسراً ممتداً بين المتبرعين والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم للتأكيد على مسيرة الكويت في مجال العمل الخيري والتطوعي.

وقد لاقى الدور الذي تقوم به دولة الكويت في مجال العمل الإنساني ترحيباً من قبل المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) د. سالم المالك.

وفي تصريح لـ”كونا”، ثمن المالك خلال زيارته الأخيرة للكويت مبادرات دولة الكويت في مجال العمل الخيري والإنساني ودعمها اللامحدود للمشروعات ذات الصلة.

Exit mobile version