فلسطين قضية مركزية لأهل الكويت ودور الجمعيات الخيرية الإغاثي واجب

أكد الرئيس التنفيذي لـ”نماء الخيرية” بجمعية الإصلاح الاجتماعي، سعد مرزوق العتيبي، أن دولة الكويت تعد من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الأوضاع الإنسانية في فلسطين المحتلة تشهد تدهوراً غير مسبوق جراء العدوان الغادر الذي طال المسجد الأقصى وممتلكات الفلسطينيين في مناطق القدس المحتلة وقطاع غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل.

وأضاف العتيبي، في حوار له مع «المجتمع»، أن حملة «فزعة للأقصى» تأتي في إطار التزام دولة الكويت بمناصرة ودعم الأشقاء في فلسطين، والوقوف بجانبهم، واستجابة لدعوة أكثر من 30 جمعية خيرية، وتحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الخارجية.

مواقف أمراء الكويت بشأن القضية الفلسطينية مثّلت إحدى أهم ركائز السياسة الكويتية ومواقفها الواضحة

بداية، حدِّثنا عن دور الكويت الرسمي والشعبي تجاه القضية الفلسطينية.

– دولة الكويت تعد من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية في كافة المنظمات والمحافل الدولية دون استثناء، إيماناً منها بأن القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين الأولى والمركزية، وهو ما تجلى بالسعي الكويتي الحثيث للوقوف بجانب هذا الحق انطلاقاً من عقيدتنا الإسلامية، ولقد واصلت الكويت تقديم الدعم المادي والسياسي لأهلنا في فلسطين المحتلة، ولا يخفى الدعم الكبير الذي تقوم به دولة الكويت في المحافل الدولية وموقفها المشرف في الأمم المتحدة وتصديها لعدة قرارات تضر بدولة فلسطين ودعمها لأي قرار لصالحها، فلم تترك الكويت منبراً ومحفلاً عربياً وعالمياً إلا عبرت فيه عن دعمها التام لحقوق الشعب الفلسطيني، وإدانة كافة ممارسات وجرائم الاحتلال، وهو نهج دأب عليه أمراء الكويت منذ النكبة.

ولقد مثّلت مواقف أمراء الكويت بشأن القضية الفلسطينية، والتأكيد على دعهما الثابت ورفض التطبيع، إحدى أهم ركائز السياسة الكويتية ومواقفها الواضحة، ولا ننسى في هذا الصدد العبارة التي أكدها حكام الكويت، وهي أن “الكويت ستكون آخر دولة تطبع العلاقات مع إسرائيل”، وهو ما يظهر جلياً في موقف الكويت الثابت تجاه قضية الأمة المركزية، والمسجد الأقصى، وحقوق اللاجئين، والاستيطان، وعمليات التهويد، والقتل، والتشريد.

«فزعة للأقصى» جمعت خلال 12 ساعة نحو 7 ملايين دولار من 58951 متبرعاً

ما الذي دفع الجمعيات الخيرية والإنسانية لإطلاق حملة “فزعة للأقصى”؟

– تشهد الأوضاع الإنسانية في فلسطين تدهوراً غير مسبوق، جراء العدوان الغادر الذي طال المسجد الأقصى وممتلكات الفلسطينيين في مناطق القدس المحتلة وقطاع غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني، منذ الإثنين 10 مايو 2021م؛ فأحدث أضراراً مادية ومعنوية وإنسانية بالغة بدرجات متفاوتة.

وفي قطاع غزة استهدفت قوات الاحتلال الأبراج والشقق السكنية والمنشآت الحكومية والأهلية والإعلامية والبنية التحتية بجميع مرافقها، وشهد القطاع -المحاصر براً وبحراً وجواً منذ 14 عاماً- تردياً إنسانياً مجدداً على وقع غارات الاحتلال والقصف المتواصل، وأسفرت الغارات العنيفة والمتتالية عن استهداف البشر والشجر والحجر في القطاع فيما يشبه العقاب الجماعي لأكثر من مليوني إنسان، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني المتردي فعلياً في القطاع في ظل أزمة جائحة “كورونا”، والنقص الحاد في المساعدات الإغاثية والأدوية والمستلزمات الطبية.

إنها مأساة إنسانية بالغة الحدة والصعوبة، تتجسد في عيون أطفال فلسطين ونسائها، ولا سيما في قطاع غزة؛ فالقصف المتواصل على القطاع خلَّف المئات من الشهداء والجرحى، وعشرات المنازل المدمرة، وبات مئات الجرحى بلا مستشفيات، وآلاف العائلات بلا مأوى ولا غذاء.

كيف ترى حملة “فزعة للأقصى”؟

– حملة «فزعة للأقصى» تأتي في إطار التزام دولة الكويت بمناصرة ودعم الأشقاء في فلسطين، والوقوف بجانبهم، واستجابة لدعوة أكثر من 30 جمعية خيرية، وتحت إشراف وزارتي الشؤون الاجتماعية والخارجية، في حملة نوعية جمعت خلال 12 ساعة مبلغ 2233477 ديناراً كويتياً (نحو 7 ملايين دولار) لعدد 58951 متبرعاً.

فاليوم، فلسطين تمثل لأهل الكويت قضية مركزية، والدور الإغاثي الذي تقوم به الجمعيات الخيرية والإنسانية في الكويت تجاهها واجب ومستحق، ودور الأخ تجاه أخيه، وهذه الحملة لا تستهدف فقط جمع التبرعات، ولكن هدفها إيصال رسالة أننا معكم وبجانبكم؛ فالدعم المعنوي لا يقل عن الدعم المادي، وما قام به أهل الكويت من خلال رفضهم لاعتداءات الاحتلال على قطاع غزة واقتحامات القدس كان له الأثر في دعم إخواننا الصامدين في القدس وفي قطاع غزة؛ فالمجتمع يعبر عن الدفاع عن القضية الفلسطينية، فهي قضية تنبع من عقيدة لدى المسلمين.

ما الاحتياجات الأساسية لهم؟

– يعاني قطــاع غــزة على وجه الخصوص العديد من المشكلات الاجتماعيــة والصحيــة الناجمــة عــن الاكتظــاظ والازدحــام والحصار الجائر وضيــق المســاحة ونقــص المبانــي الســكنية الكفيلــة بإيــواء الأعــداد المتزايــدة مــن الســكان، وهــذا مــا دفــع الســكان إلــى اعتمــاد البنــاء العمــودي والتوســع علــى حســاب الشــوارع، مــا ترتــب عليــه انعـدام التهويـة، وتحـول الشـوارع إلـى أزقـة، وبذلـك يتجـه الوضـع داخـل القطـاع إلـى الانفجار الاجتماعـي والســكاني خــلال الســنوات المقبلــة.

لقد ارتبــط الوضــع الاجتماعــي والاقتصــادي فــي فلســطين بالاحتــلال، حيــث عمــل علـى تدميـر هذين القطاعيـن الحيويين، مـع الإبقاء على أدنـى مسـتويات الحيـاة المعيشـية؛ لذلـك كان لتلـك السياسـات السلبية المتراكمـة الأثـر المباشـر علـى التغيـرات الديمغرافيــة والاقتصاديــة والسياســية التــي شــكلت فــي مجملهــا الخصائــص العامــة للســكان فــي فلســطين.

وفي القـدس، مـا زالـت الانتهاكات الصارخة للمسجد الأقصى وحرمـة المدينـة المقدسـة مسـتمرة حتـى الآن، بالإضافة إلى عـزل المدينـة عــن محيطهــا الفلســطيني والعمل على تهويدهــا وطمس هويتها وخنقهــا اقتصاديــاً وسياســياً.

ما الهدف الذي سعت الحملة إلى تحقيقه؟

– تعزيز الأمن الغذائي: حيث يعاني الفلسطينيون في غزة والقدس المحتلة نقصاً حاداً في الأمن الغذائي، فأكثر من 53% من سكان غزة يعيشون في فقر مدقع، وتبلغ نسبة البطالة 45%، ويشكل الفقر والبطالة المحركين الرئيسين لانعدام الأمن الغذائي في تلك المناطق، منذ ما قبل تفشي جائحة «كـوفيد- 19»، وقد فاقم منها التدهور الأخير في الظروف الأمنية، بحسب برنامج الأغذية العالمي.

دعم القطاع الطبي: في السابق كانت مستشفيات غزة تكافح بالفعل للتعامل مع جائحة “كورونا” قبل اندلاع الصراع مع الاحتلال، ويقول المسعفون: إنهم يتعرضون الآن لمزيد من الضغوط، فالنظام الصحي في قطاع غزة على وشك الانهيار بسبب كثافة الغارات الجوية من قبل الاحتلال خلال الأسبوعين الماضيين، وضعف قدرة المستشفيات على استيعاب الأعداد المتزايدة للجرحى، بحسب منظمة الصحة العالمية.

توفير المأوى: هناك أكثر من 75 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم بفعل هجمات الاحتلال على قطاع غزة، وأكثر من 47 ألفاً لجؤوا إلى 58 مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وهناك 28700 شخص يمكثون لدى عائلات تستضيفهم بعد نزوحهم من منازلهم.

لديكم حملة عن كفالة أيتام فلسطين، نريد أن نتعرف على أهدافها؟

– شكلت رعاية الأيتام واحتضانهم في ظل الأوضاع التي تمر بها فلسطين أولوية كبرى، فكفالة اليتيم، مهما كانت قيمتها المادية قليلة؛ فإنها ستشكل تغييراً ملموساً وتأثيراً إيجابياً في حياة هؤلاء الأيتام الذين سيجدون في كافلهم القلب المتقد بالخير، فقد بلغ عدد الأيتام في قطاع غزة فقط، وفق آخر إحصائية صدرت في عام 2020م، أكثر من 26 ألف يتيم، لذا كانت هذه الحملة لكفالة 300 يتيم.

فلقد جعل الإسلام من كفالة اليتيم باباً واسعاً للخير، يتضح ذلك في قول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (البقرة: 215)، وقال رسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ «‏أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين»، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى وفرّج بينهما‏ (رواه البخاري)، كما كان عليه الصلاة والسلام قدوةً حسنة في التعامل مع اليتيم فقال: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ، فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيم» (رواه أحمد).

Exit mobile version