“الهيئة الخيرية” تدشن مدينة “التآخي” الرابعة في تشاد لإيواء 105 أسر فقيرة

وضعت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية حجر أساس مدينة التآخي الرابعة في دولة تشاد، بالتعاون مع “فريق التآخي” التطوعي الذي يعمل تحت مظلتها، وذلك في إطار سعي الهيئة لإقامة مدن متكاملة للفقراء، توفّر لهم المأوى والتعليم والخدمات الصحية والمياه الصالحة للشرب والمساجد وفرص العمل، وتعمل على إحداث نقلة نوعية في حياتهم.

وقال رئيس “فريق التآخي” التطوعي عادل العازمي، على هامش نجاح حملة التبرعات لهذا المشروع التي بلغت نصف مليون دينار: إن فريقي العمل بالهيئة والتآخي أدارا ملحمة إنسانية فريدة نجحت في نقل معاناة الأسر التشادية الفقيرة التي تسكن أكواخًا من القش، وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الإنسانية.

الحملة تجاوزت مستهدفاتها وحققت نصف مليون دينار في ملحمة إنسانية مميزة

وأضاف العازمي أن أهل الخير تعاطفوا مع الصور والمشاهد الإنسانية المؤثرة والمؤلمة التي نقلها “فريق التآخي” بكل دقة وإجادة من خلال العديد من اللقاءات مع الأسر الفقيرة التي لا تملك قوت يومها، مشيرًا إلى أن أهل الخير تبرعوا بسخاء لهذا المشروع ضمن الحملة الرمضانية للهيئة “خيرٌ يجمعنا”، وأن حصاد الحملة بلغ أكثر من نصف مليون دينار.

 

وأشار إلى أن الهيئة تسعى من خلال هذا المشروع إلى توفير حياة كريمة للأسر التي تعيش في الكهوف بالصحراء في ظروف غير آدمية، والعمل على نقلهم للعيش في مدينة متكاملة توفر لهم التعليم والصحة وفرص العمل والمياه الصالحة للشرب.

وأوضح أن مدينة التآخي الرابعة هي مشروع نموذجي متكامل لإيواء 105 أسر فقيرة، كل أسرة تتكون من 7 أفراد، مشيرًا إلى أنها تضم إلى جانب الوحدات السكنية مسجدًا، و3 مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية، ومستوصفًا صحيًا، وبئراً ارتوازية، ومحلات وقفية.

ولفت العازمي إلى أن البيت الواحد الذي يشكل أملًا وطموحًا لكل أسرة فقيرة يقع على مساحة 45 مترًا، ويتكون من غرفة مساحتها 16 مترًا، وصالة مساحتها 20 مترًا، ومطبخًا ودورة مياه وسورًا يحيط بالمنزل.

“فريق التآخي” نقل معاناة الفقراء من داخل الكهوف بكل احترافية وإخلاص وإجادة

وأشار إلى أن المسجد يشكل أهمية بالغة في حياة هؤلاء، ومن هنا كان لا بد أن تشتمل المدينة على مسجد تبلغ مساحته 225 مترًا، ويضم 8 دورات مياه، ومنارة بارتفاع 13 مترًا.

وحرصًا من الهيئة على محاربة الجهل وتعظيم التعليم، نوه العازمي إلى أن المدينة تضم 3 مدارس؛ المدرسة الابتدائية وتتكون من 6 فصول و3 مكاتب إدارية و6 دورات مياه، أما المتوسطة فتضم 4 فصول و3 مكاتب إدارية و4 دورات مياه، وكذلك الثانوية التي تتكون من 3 فصول و3 مكاتب إدارية و3 دورات مياه.

وفي ظل التصحر الذي يعيشه الفقراء –كما يقول العازمي- تأتي أهمية البئر الارتوازية التي ستبعث الحياة في المنطقة المخصصة لإقامة المدينة، ومن المخطط أن تزود بمضخة تعمل بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى أحواض لسقاية المواشي.

وأشار إلى أن الهيئة ألحقت بالمدينة محلين وقفيين، سعيًا منها لوجود مورد مالي دائم من شأنه إعانة الأسر الفقيرة على مشاق الحياة وتشغيل المرافق الخدمية.

وأوضح العازمي أن المدينة تضم أيضًا مستوصفًا صحيًا لتقديم الخدمة العلاجية، ومركزًا للتدريب المهني لتنمية القدرات الفنية والمهارات المهنية لدى الشباب والفتيات، ومركزًا لتحفيظ القرآن الكريم للأبناء والبنات.

يذكر أن الهيئة الخيرية، قد اتجهت خلال السنوات الأخيرة إلى المشاريع النوعية ذات الأثر المستدام في إطار خطتها الإستراتيجية 2020- 2024م الرامية إلى تمكين أصحاب الحاجات، وبناء الإنسان ثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا؛ ليصبح قادرًا على إحداث الفعل الإيجابي في محيطه.

Exit mobile version