سعد العتيبي: سننطلق نحو العمل الخيري «الخارجي» بنسبة 30% من جهودنا

أعلن الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي سعد مرزوق العتيبي عن أن نماء ستنطلق نحو العمل الخيري الخارجي بنسبة 30% من مجهودها، وستركز 70% من جهودها على الداخل الكويتي، مشيراً إلى أن أولى الحملات الخارجية ستنطلق قريباً عبر حملة إغاثية للاجئين السوريين.

وأكد أن المشروعات الخيرية التي تقوم بتنفيذها نماء الخيرية داخل الكويت أو خارجه تتم تحت إشراف كل من وزارتي الشؤون والخارجية، ومن خلال المنظومة الإلكترونية الخاصة بالعمل الإنساني الخيري الكويتي؛ فلا تستطيع أي جمعية فتح حملة لاستقبال التبرعات إلا بموافقة رسمية من وزارة الشؤون الاجتماعية، والموافقة تقتضي تحديد هدف الحملة، ونوع التدخل الإنساني، ومع أي جهة سيتم التنفيذ في الخارج، وأن تكون هذه الجهة أيضاً معتمدة من وزارة الخارجية.

«نماء» قامت بتغيير آليات العمل وضاعفت الإنجاز وعززت الشراكات الخيرية تفاعلاً مع أزمة «كورونا»

وكشف العتيبي عن إنشاء مركز نماء للعمل التطوعي الذي يهدف إلى تعزيز مفهوم العمل التطوعي في المجتمع الكويتي، موضحاً أن نماء الخيرية استطاعت خلال أزمة «كورونا» توفير أشرطة فحص مرضى السكري لـ12 ألف مستفيد، وتوزيع أكثر من 100 ألف سلة غذائية فردية وعائلة، واستفادت 12 ألف أسرة من مشروع إطعام الطعام، كما نجحت في توفير الفرص التعليمية لأكثر من 500 طالب، إضافة إلى مشروع إفطار الصائم الذي استفادت منه 4 آلاف أسرة، ومشروع الأضاحي الذي استفاد منه أكثر من 6000 آلاف أسرة.

بداية، حدِّثنا عن أهم إنجازات نماء الخيرية خلال العام الماضي التي كان على رأسها الجهود المبذولة في أزمة «كورونا».

– مع بداية العام الماضي، وضعت «نماء» خطة إستراتيجية شاملة وواضحة ترسم احتياجات المستفيدين، وحسن استخدام الموارد المتاحة للمساهمة في التنمية الشاملة المستدامة في البلاد، وبدأت في عمل الخطة على العديد من المحاور، منها التعليمية والصحية وغيرها من المشروعات، وسعت إلى مواكبة هذه الخطة بأعمالها وخططها، إلى أن أصيب العالم بفيروس «كورونا» المستجد؛ وعلى إثره عقدت نماء الخيرية اجتماعات عاجلة للوقوف على دعم جهود الدولة في مواجهة فيروس «كورونا» ضمن جهود أكثر من 41 جمعية ومبرة خيرية.

 كما قامت نماء الخيرية بتغيير آليات العمل، وضاعفت الإنجاز، وعززت الشراكات الخيرية، وهو ما جاء استجابة لنداء سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، وتعبيراً عن تضامن كل فئات المجتمع في مكافحة الفيروس وما خلفه من آثار اقتصادية واجتماعية لدعم العمالة المتضررة من الأزمة، ومساعدة الأسر المحتاجة والمتضررة داخل الكويت، ودعم ومؤازرة الوزارات والمؤسسات الحكومية الكويتية من خلال تأسيس وتسيير وتوفير الدعم اللوجيستي للمراكز الصحية والحجر.

12 ألف أسرة استفادت من مشروع إطعام الطعام ونجحت «نماء» في توفير الفرص التعليمية لأكثر من 500 طالب

قبل الحديث عن الشراكات، نريد أن نتعرف بالأرقام على أهم هذه الإنجازات.

– كانت جهود نماء الخيرية متنوعة، حيث قامت بتوفير أشرطة فحص مرضى السكري مع بداية أزمة «كورونا» بالتعاون مع عدد من شركات الأدوية، من خلال توصيلها للمستفيدين مجاناً وبسعر التكلفة، حيث استفاد منها أكثر من 12 ألف مستفيد، كما قامت بتوزيع أكثر من 3 ملايين عبوة مياه على العاملين في الصفوف الأمامية والعمالة في مقرات الإيواء، وأكثر من 100 ألف سلة غذائية فردية وعائلية على مناطق الحظر والأسر المتعففة، استفاد منها نحو نصف مليون فرد، واستفادت 12 ألف أسرة من مشروع إطعام الطعام، كما نجحت نماء الخيرية في توفير الفرص التعليمية لأكثر من 500 طالب، كما كان هذا العام مميزاً في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة؛ حيث قامت نماء بتكريم متفوقي الثانوية العامة من الطلاب المكفوفين بعد حصولهم على نسب متميزة، إضافة إلى مشروع إفطار الصائم الذي استفادت منه 4 آلاف أسرة، ومشروع الأضاحي؛ حيث قامت نماء بتوزيع أكثر من 3500 أضحية استفاد منها أكثر من 6 آلاف آلاف أسرة، علاوة على علاج المرضى، وبرادات المياه، وغيرها من المشروعات، وكل هذه الإنجازات تمت بتوفيق الله تعالى، ثم بأيادي المحسنين من أهل الكويت.

نسعى لأن يكون كل مواطن ومقيم على أرض الكويت شريكاً لـ»نماء» في عملها الخيري

عززت نماء خلال الفترة الماضية الشراكة في العمل الخيري، حيث نفذت العديد من المشروعات بالتعاون مع العديد من المؤسسات الخيرية، هل لك أن تحدثنا في هذا الأمر؟

– الشراكة في العمل الخيري والإنساني أضحت مع تطور الفكر الإنساني ثقافة ضرورية لتنمية المجتمعات، بل أصبحت حاجة ملحة لتمكين المؤسسات الخيرية من آليات التنسيق والجودة وصياغة برامج ومبادرات مشتركة تعود بالخير والنماء على الإنسانية جمعاء؛ فقد أصبحت الشراكة أهم الأعمدة التي يرتكز عليها العمل الإنساني والخيري، فلم يعد بإمكان المؤسسات الخيرية أن تعيش في معزل عما يحدث في العالم، أو أن تعمل وحدها في الميدان؛ لذا سعت نماء الخيرية خلال عملها إلى تطوير الشراكات وتقوية الأواصر والعلاقات بين المؤسسات العاملة في المجال الخيري والإنساني ومؤسسات الدولة وجمعيات النفع العام.

وقد رأينا هذا في الميدان واقعاً حينما أطلقت نماء مبادرة “نعين ونعاون”، بالإضافة إلى شراكات نماء مع الهيئة العامة لذوي الإعاقة، وجمعية المكفوفين، ومعهد البناء البشري، ولا يمكن أن نغفل الشريك الإستراتيجي لنماء الخيرية في مشاريعها المتنوعة وهي الأمانة العامة للأوقاف.

ونسعى خلال الفترة القادمة أن يكون كل مواطن ووافد على أرض الكويت شريكاً لنماء الخيرية في عملها الخيري والإنساني من خلال التطوع.

طورنا آليات المساعدة لتصبح إلكترونية تماشياً مع الإجراءات الوقائية إضافة إلى السهولة

كيف طورت نماء آليات المساعدة لديها لتصبح إلكترونية؟

– تطوير نظام المساعدات في نماء يأتي ضمن الإستراتيجية الجديدة التي وضعتها بهدف تعزيز الاستفادة من المشروعات الخيرية والإنسانية التي تطلقها وبما يعزز شبكة الأمان الاجتماعي، وتطبيق النظم التكنولوجية المعاصرة وضمان التوزيع المالي الفعال للمساهمة في تحقيق الأمن الاجتماعي للوطن ورعاية الأسر المستحقة التي تأثرت من أزمة «كورونا»؛ حيث يمكن للأسر طالبة المساعدة الدخول على موقع نماء الخيرية، وتعبئة البيانات المطلوبة وإرفاق المستندات بشكل إلكتروني، ثم يقوم موظفو نماء بمتابعة الطلبات المقدمة وتنفيذها بالسرعة الممكنة، فالخدمة الجديدة تتميز بالاستغناء عن نظام المغلف والمستندات الورقية التقليدية تماشياً مع الإجراءات الوقائية التي تتخذها وزارة الصحة للوقاية من فيروس «كورونا»، إضافة إلى السهولة واليسر في إجراءات التقديم، ومواكبة التطوير الإلكتروني.

حدثنا عن الانطلاقة الجديدة لنماء الخيرية.

– تعمل نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي منذ 44 عاماً منذ تأسيس النواة الأولى للعمل المؤسسي في مجال العمل الخيري والإنساني، ومنذ الانطلاقة الأولى عام 1977م كإحدى اللجان العاملة داخل دولة الكويت ركزت على المحتاجين داخل الكويت من خلال تنفيذ رغبات المحسنين في عطائهم وزكواتهم وتوصيلها إلى المحتاجين، من خلال دراسة الحالات ومعرفة الحاجة الحقيقية للمحتاج.

واستمر العطاء إلى أن وصلنا إلى عام 2020م الذي كان عاماً استثنائياً –كما أشرنا منذ قليل- حيث اختلفت احتياجات الناس بناء على الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة للوقاية من فيروس “كورونا”، فكان لزاماً علينا أن نتغير، فجاءت فكرة تطوير الهوية الإعلامية لنماء من خلال اختصار اسمها الذي مر بالعديد من المراحل، الذي صاحبه شعار لفظي وهو “نهتم بالإنسان”، وهذا الشعار الذي يختصر دور نماء الخيرية في سعيها للوصول إلى الإنسان والاهتمام به بغض النظر عن: من هو؟ وما معتقداته واهتماماته؟ لأن الكويت باعتبارها مركزاً إنسانياً عالمياً أصبحت محط أنظار العالم باهتمامها بالإنسان.

وماذا عن عملكم الخارجي الذي ستقومون بإطلاقه هذا العام لأول مرة؟

– اليوم، الكويت هي قبلة المحسنين، وقبلة كل من ينشد الإنسانية في عمله؛ فكانت هناك العديد من المناشدات بأن يكون لنماء دور في العمل الخيري والإنساني على مستوى المنطقة، ويأتي أيضاً استكمالاً لدورها الذي نقدمه للمنطقة بشكل عام، وحقيقة العمل الإنساني لا ينحصر في مكان معين، ولا إنسان معين.

ونريد أن نوصل من خلال هذه الرسالة اهتمامنا بالإنسان كونه إنساناً، وأذكر بأن الله كرم الإنسان فقال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) (الإسراء: 70)، وارتباطنا بآدم عليه السلام هو ارتباط كل الإنسانية بهذا الأب الذي وحدنا بأننا كلنا بشر، وهذه الانطلاقة تؤكد أيضاً أن نماء الخيرية سيتركز 70% من عملها الإنساني على العمل داخل الكويت، وستوجه 30% من عملها الإنساني خارج دولة الكويت.

وما رسالة نماء التي تسعى إلى إيصالها؟

– تتبنى نماء رسالة بأننا نساعد الناس ليساعدوا أنفسهم، وهذه الرسالة التي تساعد في التنمية الحقيقية للإنسان وتقوم عليها حل المشكلات، وليست الإغاثة فقط التي من الممكن أن تكون مساعدة وقتية فقط، أما المشروعات التنموية والدخول في قضايا التعليم والصناعة والزراعة لا شك أنها تُحدث تغييرات حقيقية في المجتمعات التي نعمل فيها، والمستهدف أن ننتقل من فكرنا الإغاثي إلى فكرنا التنموي في المساعدة، وهو أحد الأدوار الرئيسة التي تقوم عليها نماء في تنفيذ مشاريعها التي تستهدف الاهتمام بالإنسان ونقله من مرحلة العوز إلى مرحلة الاكتفاء.

ما الأثر النفسي من إنشاء هذه المشروعات على المستفيدين؟

– هناك أثر كبير، فتجد في كل بلد اليوم إنساناً يعتقد بانتمائه للكويت ليس انتماء جنسية، لكنه انتماء فضل وحرص وحب لهذا البلد الذي لا يسعى من خلال مساعداته إلا إلى اهتمامه بالإنسان، ولا يريد من خلال هذه المساعدة أي شكر، وهنا أستذكر دور صاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، يرحمه الله، قائد العمل الإنساني الذي علمنا الوقوف مع الإنسان، وأن نكون صورة مشرقة للكويتي الإنساني الذي يقدم المساعدة للآخرين ابتغاء رضا الله سبحانه وتعالى، وأن يرى الإنسانية كلها دار أمن واستقرار وسلام.

وفي دولة تنزانيا بشرق أفريقيا، هناك قرية اسمها “قرية الكويت”، وحينما سألت عن تسمية هذه القرية بهذا الاسم أخبروني بأن أحد تجار الكويت كان يزور تنزانيا، ومن حرصه على الناس بنى لهم مسجداً، ووفاء لهذا الشاب غيروا اسم قريتهم إلى “قرية الكويت”، وهذا يعطيك دلالة أن كل ما تقدمه من خير تجده أمامك.

أنشأتم مركز نماء الخيرية للعمل التطوعي، أعطنا فكرة عن هذا المركز وأهميته وأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها.

– العمل التطوعي ظاهرة اجتماعية صحية تحقق الترابط والتآلف والتآخي بين أفراد المجتمع حتى يكون كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم «كالجسد الواحد»، وكل إنسان مطالب بعمل الخير بما يتناسب مع قدراته، انطلاقاً من قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: 2).

ومركز نماء للعمل التطوعي تابع لنماء الخيرية، يهدف إلى تعزيز مفهوم العمل التطوعي في المجتمع الكويتي، ويعمل على تجديد هذا المفهوم وتطويره بما يتناسب مع متطلبات المجتمع الكويتي واحتياجاته في هذا المجال، ونسعى لأن يكون مركز نماء هو المركز الرائد في العمل التطوعي والإنساني داخل دولة الكويت؛ لنعمل من خلاله على تعزيز روح المشاركة في العمل التطوعي والإنساني وتطويره وتنظيمه.

Exit mobile version