الإغاثة المستقبلية .. أقل كلفة

منذ عشرين سنة وأنا أحب أن أكتب ما يجول في خاطري من أفكار ، تتحول أحياناً لمشاريع عمل وأحياناً أخرى تقف عند حدود الحبر الذي أكتبه ، لكنني أمني نفسي بإمكانية أن يحدث شيء يجعل من تلك الأفكار واقعاً ملموساً.

اليوم أكتب من جديد ما جال بخاطري ، أكتب اليوم للإنسان الذي لا يستطيع أن يساعد نفسه ويحتاج للمجتمع الإنساني أن يكون أكثر استعداداً لكي يقدم له ما يجعله قادراً على تجاوز أزماته المستمرة .

وهنا أتساءل معكم : ألا ترون أننا دائما نجتمع لنعمل على حل مشاكلنا التي حدثت او التي تحدث الان ؟

هل يمكننا ان نجتمع لوضع خطة استباقية لما يمكن أن يحدث في المستقبل ؟ وأقصد بالتحديد المشاكل المتعلقة بالتغير المناخي .

نعم يمكن ذلك .. وخاصة أن العالم الآن متطور ويستطيع أن يتنبأ لمثل هذه الكوارث ومكان وقوعها بل وحجم الكارثة على منطقة معينة .

المتغير في الموضوع هو في مكان حدوث الكارثة وقدرة الإنسان في تلك الأرض على وضع خطته لمواجهة هذا الحدث المستقبلي .

فكلما كانت بلداننا ومجتمعاتنا وأسرنا أشد ضعفاً وأقل استعداداً ، زادت معاناتنا ، وإذا كنا نعيش في مناطق ساحلية أو نادرة المياه أو على سفوح شديدة الانحدار اشتد ما نواجهه من مخاطر ، وإذا كان منزلنا مصنوعًا من مواد متينة قل احتمال أن نتعرض لأذى ، بمعنى أوضح إن كنا فقراء أو نعيش في بلد فقير زاد احتمال أن نفقد حياتنا في ظل هذه الكوارث.

لقد قرأت تقرير من البنك الدولي يقول انه وبحلول عام 2030، قد يسقط 325 مليون شخص في براثن الفقر، ويصبحون عرضة للكوارث المتصلة بأحوال المناخ في أفريقيا جنوب الصحراء.

إن البرامج الإغاثية قبل وقوع الكارثة أو الأزمة أقل كلفة من بعد وقوعها ، إذ أننا ندرك جميعاً ما تفعله الكوارث على أسعار المواد وما يشوب خدمات الدعم اللوجستي من تكاليف إضافية وزيادة في معيار المخاطر على المنتجات .

أعتقد أنه يجب علينا التواصل أكثر ، ليس على نطاق مؤسسات العمل الإنساني فقط ، بل مع القطاعات الأخرى التي تعني بالشأن البيئي والاقتصادي لحجم أثرهما على الإنسان وفي الشأن الاجتماعي الذي يعطينا فهم أعمق لتلك القرارات التي توضح لنا سلوك الانسان في تلك المناطق وحاجته الحقيقية وقدرتنا على تحويلها لقوة مغيره لواقعه ومطوره له .

Exit mobile version