مصر.. مبادرات شعبية لحل المشكلات العائلية ودعوات للمودة والرحمة وتيسير الزواج

 

بعد طول تجاهل من الإعلام المصري لمشكلات الأسرة المصرية وما يجري فيها من طلاق وعنف ومحاكم وسلبيات متعددة، تسللت على استحياء بعض المعالجات الجزئية وطرح بعض المبادرات الشعبية لحل المشكلات أو التخفيف منها، أو تيسير الزواج بعد أن بلغت نسبة العنوسة بين الشبان والفتيات حداً غير مسبوق.

ظهرت بعض المقالات والبرامج التي تتحدث عن المودة والرحمة والاحترام المتبادل، وخاضت وسائل التواصل الاجتماعي صراعاً ضارياً مع بعض حاملات شعارات «الفيمنتس» والداعيات لتحطيم الذكورة لحساب النسوية بالمفهوم الغربي، حيث وصفن بخرابات البيوت.

وقد ظهرت مبادرات منذ شهور لإلغاء ما يسمى بـ«القائمة»، التي تعرّض الزوج في حال الطلاق للحبس إن لم تسترد المطلقة ما هو مدوَّن بها، ويعد ذلك جريمة مخلة بالشرف.. قالت بعض الأسر: إننا نستأمن الزوج على ابنتنا وهي أغلى من كل أثاث، فكيف نطلب «قائمة» ونصر عليها؟

كما ظهرت دعوات للتخفيف من المغالاة في حفلات الزواج، وإتمامه بصورة بسيطة، ودون تكاليف باهظة كما يفعل بعض عشاق الاستعراض والمظاهر التي لا تعود بالنفع على الأسرة الوليدة.

وتناولت الصحف بعض المبادرات لتيسير الزواج في القرى ذات التقاليد القديمة، ومنها ما جرى في قرية أبسوج التابعة لمركز الفشن بمحافظة بني سويف (جنوب القاهرة)، حيث قام اتحاد شباب أبسوج الخيري بصياغة مبادرة تبناها اجتماع داخل القرية حضره ممثلون عن العائلات وكبار الشخصيات بالقرية وعدد غفير من الأهالي، واتفقوا على التقليل من تكاليف الزواج، بأن يكون الذهب من 20 إلى 50 جراماً بحد أقصى، وأما الاتفاقات التي أبرمت قبل هذا الاتفاق، فأقروا بأن من حق الشاب أن يلتزم فقط بشراء نصف ما كان عليه سابقاً، كما اتفقوا أيضاً على إلغاء المسيرات بجهاز العروس داخل القرية، وإلغاء «النيش» (دولاب خاص للأواني المنزلية التي لا تستخدم إلا نادراً) وغرف الأطفال والعشاء الكبير وتوزيع الخبز في القرية، وأن تقتصر قراءة «الفاتحة» على أهل العروسين فقط، وإلغاء الفراشة، والاكتفاء في جهاز العروس بثلاجة وغسالة وبوتاجاز وشاشة تلفزيون، وخلاط ومكواة، وطقم واحد من كل صنف في الملابس، كما اتفقوا على منع أي وجود للمخدرات، وإلغاء مراسم الخطوبة، والمبلغ المالي الذي يُدفَع للقمح والحبوب، وحفلات الطعام بعد الأفراح، وأن يدفع العريس لملابس العروس 20 ألف جنيه فقط.

وبعد هذا اتفق المجتمعون على فرض غرامة 20 ألف جنيه على من يخالف هذه القرارات، تُخصَّص للفتيات اليتيمات من أبناء القرية.

فهل تنجح هذه المبادرة، وتمتد إلى قرى أخرى، ومن ثم إلى بقية أرجاء الوطن؟

Exit mobile version