هياج علماني بمصر حول الحجاب الذي ترتديه طالبات قرية بالدقهلية!

 

على مدى الأيام الماضية، انطلقت أبواق السلطة من علمانيين وطائفيين وشيوعيين وأرزقية لتهاجم مدرسة إعدادية في قرية نشا بمحافظة الدقهلية (شمال مصر)، فقد تبرع رجل أعمال عام 2015 بالزي المدرسي الذي يشبه “البالطو” لترتديه الطالبات فوق ملابسهن، ولحمايتهن من التحرش في منطقة تجمع المدارس الثانوية الفنية وطلابها مراهقون ومثيرون للشغب والعدوان على البنات.

نسي الإعلاميون والعلمانيون مشكلات البلاد والعباد الحادة والأزمات المستعصية في كل المجالات، وفي مقدمتها البحث عن السكر والأرز والسلع الغذائية، وتفرغوا لانتقاد زي الطالبات في قرية نشا، وأفاضوا في تفسير الأمر تفسيراً سياسياً يشغل الناس عن قضاياهم، ويمنحهم فرصة النيل من الإسلام والمسلمين.

قال أحدهم: إنه لا يهاجم الحجاب، ولكنه ينتقد الزي الإيراني(؟) الذي تسلل إلى مصر، ولا يعبر عن الثقافة المصرية، وتساءل آخر: “من أنتم؟!”، وحذر ثالث من سلفية “طالبانية” تغزو مصر!

طبيب جلدية فاشل يكتب لحساب السلطة ويهاجم كل ما هو إسلامي، نشر صورة لطالبات مصريات قديماً، مبدياً الحنين إلى ما سماه الزمن الجميل، فرد عليه أحد رواد التواصل بنشر صور للطالبات في أوائل القرن العشرين وهن يرتدين الزي نفسه ويزيد عليه “اليشمك”؛ وهو قطعة قماش مستطيلة تبدأ فوق الأنف وتنزل إلى الصدر، وهبت عاصفة رافضة لما أثاره العلمانيون والطائفيون الذين اهتمت مواقعهم وتعليقاتهم بالموضوع، ورد رواد التواصل على من ذكرهم بمدارس الراهبات بالادعاء أن هذه المدارس لا تفرض على طالباتها زياً خاصاً!

وأشار الباحث كمال حبيب، في تعليق له، إلى رفض العلمانيين عامة الربط بين شكل الزي وسلوك من يرتديه، ويعدون العقل والسلوك شيئاً مستقلاً عن الزي، إلا أنهم هنا متناقضون حين يقولون: “انزعوا الزي لنحافظ على عقول وأفكار الطالبات”.

وعدّ حبيب ما حدث تحرشاً بالحجاب وبالعفة وباختيار الأهالي وأولياء الأمور للزي الذي يحمي بناتهم ويربيهن علي مكارم الأخلاق، مشيراً إلى أن المدرسة حاصلة على الجودة.

وأكد أن هذا الهياج الغاضب غير المفهوم هياج فاشي لقمع اختيارات قرية في الريف المصري لزي بناتهم للحفاظ عليهن، وقال: إن العالم يقبل التنوع والتعدد.

وأضاف: الزي جميل، وهو محاولة محلية للتغلب على الغلاء وابتكار وسيلة مقبولة وجيدة لتكون علامة توحد سلوك الطالبات.

وقد تمسك أولياء أمور الطالبات بالزي، وعبرت الطالبات عن رفضهن للحملة على زيهن، وطالبن بإعادته مرة أخرى، لأنه على حد قول إحداهن: كان ساترنا.

Exit mobile version