مشاركة الكويتيين في الانتخابات.. بين استطلاعات الرأي والنسب الرسمية!

 

تنتظر الكويت، بعد أيام، وتحديداً في التاسع والعشرين من هذا الشهر، إجراء انتخابات مجلس الأمة الكويتي للفصل التشريعي التاسع عشر، ولطالما كان حجم مشاركة الكويتيين في الانتخابات، قبل وبعد انعقادها، موضع جدل ودراسة وبحث مستفيض بين استطلاعات الرأي قبل الانتخابات والنسب الفعلية بعدها.

بغض النظر عن بعض التحديات، ومنها صدقية المستجيب وتقلبات اللحظات الأخيرة وتحالفاتها، تعد استطلاعات الرأي من أبرز الأدوات العلمية المستخدمة لقياس حجم المشاركة، وتنفذها في الكويت عدة جهات، ومن أهمها استطلاع الباروميتر العربي في جامعة برينستون الأمريكية في الدول العربية، وتنفذه بالتعاون مع جهة خبيرة في كل دولة، وقد كان لدولة الكويت أن تكون مشمولة في هذا الاستطلاع في دوراته الثلاثة 2012-2013، والخامسة 2018، والسابعة 2022، وقد تشرفت بالإشراف على آخر دورتين من الاستطلاع بالتنسيق مع جامعة برنستون، وقد كانت نتائجنا وفق ما أفاد الكويتيون في استطلاعاتنا وحسب ما أعلنت سابقاً صباح يوم الاقتراع في مقابلة قناة “الجزيرة” متقاربة مع نسب المشاركة الفعلية.

وبالعودة إلى بيانات الدورة الخامسة 2018، وإجابة عن سؤال “هل شاركت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟”، والمقصود الانتخابات التي انعقدت في ‏26 نوفمبر 2016، ذكر 45.8% أنهم قد شاركوا فيها، على حين نفى 53.8% ذلك، وهو ما يعني أن أكثر من نصف المستجيبين قد أحجموا عن المشاركة ولكنها تبقى نسبة مرتفعة مقارنة بغير الكويت.

وفي الدورة السابعة 2022، والذي نفذه مركز عالم الآراء لصالح جامعة برنستون وسيتم نشره نتائجه قريباً، تم طرح نفس السؤال على المستجيبين فيما يتعلق بالمشاركة في انتخابات مجلس الأمة المنعقدة في 5 ديسمبر 2020، وأظهرت النتائج المعتمدة أن 60% من المستجيبين قد أجابوا بنعم، على حين نفى 40% المشاركة فيها.

ولعل أسباب ارتفاع نسبة المشاركة يعود لانخفاض حدة معارضة الانتخابات ورغبه الكويتيين في التغيير والاستياء السابق من مجلس الأمة، ومع ذلك ما زلنا نحتاج لبيانات أكثر تكشف بشكل دقيق عن أسباب هذا التغير الملحوظ واللافت في حجم المشاركة، بما يسمح بتحليل أكثر عمقاً، ويزيد من فعالية استخدام أداة استطلاع الرأي في هذا الإطار، وقد يسهم في الخروج بتوصيات ومقترحات لزيادة حجم المشاركة الشعبية في الانتخابات.

ورغم عدم نشر الجهات الرسمية وبشكل دقيق لحجم المشاركة في الانتخابات، فإنه وفقاً للأرقام التي نشرها “المركز الإحصائي”، كانت نسب المشاركة منذ عام 2012 على النحو التالي: فبراير 2012: 59%، ديسمبر 2012: 40%، عام 2013: 52%، عام 2016: 66%، عام 2020: 68%.

والملاحَظ ارتفاع نسبة المشاركة خلال السنوات الماضية، وهو ما يتوقع في الانتخابات القادمة كذلك بأن تكون ما بين 60-70% مع تسهيل إجراءات التصويت باستخدام البطاقة المدنية دون تسجيل مسبق ومع استعدادات الحكومة الإصلاحية.

Exit mobile version