نعم هو منجاة 

 

ما نعنيه ضمن العنوان وهو لا يخفى الصدق، وهو ظاهر ضمناً في العنوان.

المؤمن الحق بالله سبحانه وتعالى، ثم بالخلق الحسن ورقي التربية، لا يمكن ولا يسعه إلا أن يكون صادقاً نية وقولاً وعملاً، فالصدق دليل الإيمان، ودليل الشجاعة، ودليل حسن التربية والنشأة.

المؤمن بالله سبحانه وتعالى ممكن أن تكون فيه الأخطاء والزلات والنقائص البشرية، فهي من طبيعة البشر، بل وممكن أن يكون وقع في الكبائر، ولكن لا يمكن أن يكون كذاباً، فلا بد له أن يكون صادقاً، وذلك كما بينه لنا الحبيب المحبوب الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جباناً؟ فقال عليه الصلاة والسلام: “نعم”، فقيل له صلوات الله وسلامه عليه: أيكون المؤمن بخيلاً؟ فقال صلى الله عليه وسلم: “نعم”، فقيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ فقال صلى الله عليه وسلم: “لا”.

المؤمن عزيز كريم سعيد بصدقه، والعكس صحيح في الكاذب الكذوب، والصادقون مدحهم الله تعالى في كتابه العظيم قائلاً جل جلاله: “من المؤمنين رجال صدقوا الله ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً”. 

والصدق يعرف بقول الحق والكلام المطابق للواقع والأمر المعني، وذلك ظاهر جلي في قوله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة: 119)

والصدق هو الخطوة الأولى والقوية على طريق الاستقامة، هو طريق الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وطريق الصالحين، وكما يقول أهل العلم والدعاة في الصدق: الصدق أنواع وأهمه وأوله الصدق مع الله سبحانه وتعالى، وإخلاص النية والعمل له من غير رياء أو طلب دنيا وما شابه من رياء، فلا بد من الإخلاص بالنية تكون لله تعالى ولا لسواه، وإعطاء الطاعة حقها الشرعي.

وهنا أيضاً صدق الدعوة والتعامل مع الناس سواء في التناصح أو الشهادة أو البيع والشراء وغيره، وهناك أيضاً الصدق مع الذات والنفس، وهناك صدق الحديث والقول.

والكذب لا يأخذ به إلا الجبان أو الخائف أو المنافق، وكما ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خصال المنافق الثلاث بقوله: “إذا حدث كذب”. 

وإذا نقص الإيمان وزيَّن الشيطان الأطماع يتضاءل الصدق ويسود الكذب وتتلاشى الثقة بين الناس حتى تصل الحال بالرجل أو الإنسان يحلف بالله العظيم كذباً!

والدين عموماً وأيضاً الأخلاق الرفيعة تفرض على الإنسان السوي أن يكون صادقاً، والمسلم أولى بالصدق من غيره.

والصادق قولاً وعملاً ونية يجني الخير، ويسعده الصدق في حياته وآخرته، ولا ينجو العبد من العذاب والأهوال إلا بالصدق، قال تعالى: (قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (المائدة: 119).

Exit mobile version