الأجيال بين التغريب والمخدرات والشذوذ

 

هناك العديد من يتحدث حول التغريب إعجاباً بالغرب وحضارته، كما يدَّعون، وعلومه وفنونه، وما أرادوا بالتغريب إلا التغريب الخلقي والديني لا التعارف الطبيعي وتبادل المعرفة والعلم بين القبائل والشعوب كما بيَّنها كتاب الله تعالى.

بداية، لنتحدث حول تعريف التغريب؟

التغريب يعني واقعاً كما نعايشه حقيقة، يعني بدقة أكثر مفهوم مضمون قول الله تعالى: (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء) (النساء: 89)، وقوله تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة: 120)؛ أي تكون تابعاً لهم لأي سبب من الأسباب، والسبب هذا إما يجبرك جبراً لجهل عميق وغباء فيك أيها المسلم، أو بمستمسكات تكون عليك تجبرك على الاتباع والطاعة والتلقي والتنفيذ لهم رغم أنفك وإلا الفضيحة بانتظارك، وهدف التغريب هذا يكون حينها تطبيع الجيل المسلم باليهود والنصارى ميلاً إلى حضارة الغرب التي قامت أصلاً من منطلقات يهودية ونصرانية معادية لدين الإسلام والأخلاق تحت مسميات عديدة.

وأول عوامل التغريب العمل بكل الطرق وبذل كل الجهد على إبعاد الجيل المسلم عن دينه وأخلاقه، وذلك من خلال وسائل خطيرة، وها نحن نعايشها اليوم وتعمل بشكل منظم وتنظيمات عالمية تعمل من أجل ذلك، ومن أخطر هذه الوسائل لترويج رغبات العدو فينا جهلنا العميق بعدونا، وإهمال بيان ذلك من خلال إعلامنا ومناهج التعليم، فلذلك أجاد العدو بتنظيماته كيف يروج منهجه لدمار الجيل، وذلك في المسكرات، والمخدرات، والتفلت من الفطرة (من المخنثين والسحاقيات)، وذلك باسم الحرية الشخصية وما شابه، وهذا التنظيم لا يمكن مواجهته بترقيع آني.

وهذه التنظيمات عملت بألوان متعددة، والهدف واحد، عملت تحت الشيوعية مرة، ومرة الاشتراكية، وأخرى البعثية والقومية العربية، وأحياناً كثيرة وهي الأغلب العلمانية، وهذه تنظيمات عالمية تحتاج إلى مواجهة علمية تنظيماً وفكراً وعقيدة وفطنة.

الأمة الإسلامية وأجيالها تصارع الواقع صراعاً شديداً، فالتحديات التي تواجهها الأمة من قبل العدو كبيرة وخطيرة، فعدوها يسعى من خلال ما يصنعه من مكائد لعدم نهوض جيل الأمة الإسلامية مرة أخرى والعودة إلى مكانتها وموضعها بين الأمم والقيادات كرأس متبوع لا تابع!

هذه التحديات لا بد من مواجهتها بالتي هي أحسن، وما أعنيه بالتي هي أحسن هنا أعنيها بمعناها الشمولي والمتكامل في العلم والعمل والخلق وفهم العدو ومخططاته وعلى رأس ذلك كله التوحيد.

علم الأمة بعدوها ومخططاته ووسائله وآلياته في محاربة الأمة من أجل صناعة جيل مستقبلاً لا يخدم إلا الشيطان الرجيم ومن يعبده والعياذ بالله.

فمن هذه الوسائل التي نراها ونعايشها نشر المسكرات والمخدرات بتنظيم دقيق يخترق ما لا نتوقع، والآن المخنثون والسحاقيات، والإبراهيمية.

هذه الأمور المنحطة تدار بتنظيم دقيق ومتقن ولا يمكن مواجهتها مع الجهل بها، والجهل بمن يستعملها كآلية في محاربة الأمة، لا يمكن مواجهتها بالشكل العفوي أو كما نقول الترقيعي، لأنها أمور جاءت من خلال تنظيمات إجرامية دقيقة التنظيم من أجل إغراق الأمة وأجيالها في وحل التخلف والفسوق والكفر، ومن ثم سخرة الأجيال بكل ذل ترغيباً وترهيباً والعصا والجزرة تشويقاً، لخدمة العدو؛ فلذلك لا ينبغي أن نقاوم مناهج العدو المنظم تنظيمات دقيقة وطويلة الأمد من أجل تدمير أجيالنا، نقاومها من باب الصدف والترقيع والاجتهاد الترقيعي الآني، فهذا العمل الترقيعي لا يزيد العدو المنظم إلا قوة وتوغلاً أكثر وأكثر في الأمة وتدمير أجيالها.

والشرع والقرآن وديننا بيَّن لنا أن العدو يجب أن نعلمه وبدقة، كما بين لنا القرآن: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (فاطر: 6)، وبين لنا الله تعالى موقف العدو منا: (لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ {16} ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) (الأعراف)، والآيات ونصوص السُّنة كثيرة بذلك.

يجب أن تكون هناك مادة في مناهج التعليم من بداية المتوسطة إلى الثانوية تبين خطورة العدو وآلياته التي يستعملها وعلى رأسها اليوم المخدرات وتلاشي الفطرة السليمة، وأثرها على الصحة والدنيا والدين اجتماعياً وأسرياً وعقائدياً، لا بد من وضع مادة في التعليم حول المخدرات والمخنثين والسحاقيات، ويكون هناك تفاهم عميق ودقيق بين مناهج التعليم والإعلام الرسمي والأسرة في بيان خطورة ذلك، وبيان أن هذه الأمور من الأسلحة التي يستعملها العدو لدمار الأمة وأجيالها.

Exit mobile version