العيد جائزة

 

كتبت تحت هذا العنوان مقالاً سابقاً وذلك بمناسبة عيد الفطر، وها أنا أكرر العنوان لعيد الاضحى أعاده الله علينا وعلى أمة الإسلام ونحن في أحسن حال بفضل الله تعالى ديناً وعفواً وعافية في الصحة والاوطان، ونذكر من يقبل الذكرى، والذكرى أحبابي لا تنفع إلا المؤمن.

عيد الفطر جائزة من الله الرحمن الرحيم لقيام العبد بأداء ركن من أركان الإسلام وهو صيام شهر رمضان؛ وهو بدون شك ولا يخفى أنه أحد الأركان الخمسة، والجائزة لإتمام ذلك الصيام والاستجابة لأداء هذا الركن العظيم، وهو بدون أدنى شك أحد عيدي الإسلام والمسلمين، والعيد الثاني كما هو معلوم عيد الأضحى وهو أيضاً جائزة من الرحمن الرحيم لعباده بعد أداء ركن من أركان الإسلام أيضاً وهو الحج ” مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا” [آل عمران: جزء من الآية 97].

العيد في معناه الشرعي أيها القارئ الكريم؛ هو الشكر لله حيث يرجو العبد فيه قبول المعبود سبحانه وتعالى أداء أعماله في هذا الركن العظيم ” الحج “.. نعم تعشم العبد بربه وحسن ظنه فيه الذي يقول في كتابه العظيم ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ…. ” فلذلك العبد يتمنى قبول أعماله وعباداته من صيام أو حج، وما نراه في العيد من مظاهر الفرح والسرور والطعام هي أعمال مستحبة في الأعياد، وهي دليل الفرحة بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وذلك بتوفيقه جل جلاله في أداء العبد للفرائض برحمته التي وسعت كل شيء.

العيد كما نقول محلياً ” العيد عوّاد ” أي العيد يعود كل سنة وسمي عيداً لأنه كذلك.. فلذلك يجب أن نحرص أحبابي في الله على أن نجعل الأطفال والأجيال القادمة ينشئون على حب العيد وصلة الأرحام كما فعل آباءنا فحببوا إلينا العيد بكل الوسائل حيث السعادة والتجمعات العائلية واجتماع الأسرة في الأعياد والتعالي عن الخلاف وغرس الخير والعطاء والتسامح في الطفل والأجيال في مثل هذه الأيام السعيدة أيام العيد الرائعة، وتشجيع الأطفال والأجيال على فعل الخير في مثل هذه الأيام وتشجيعهم على صلة الأرحام وأن هذا من الذوق الرفيع والخلق القويم.

ويجب أن نذكر الأجيال والأبناء أن لهذا العيد السعيد قصة عظيمة وغير عادية مع سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وموقفه الحازم والحاسم في طاعة الله تعالى وامتثال أمره مهما كان الثمن، فطاعة الله مقدمة على كل شيء، وذلك عندما رأي سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في منامه أنه يذبح ابنه ورؤيا الأنبياء حق، وأنه رأى أنه يضحي بابنه نبي الله إسماعيل عليه السلام، وكان موقف إسماعيل عليه السلام من أمر الله الخضوع والطاعة أيضاً حيث قال : ” افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ” (الصافات جزء من الآية 102)، وعند لحظة التطبيق يأمر الله تعالى بذبح عظيم لأن سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام صدق الرؤيا بالتضحية، فلذلك يقوم المسلمون بالتقرب إلى الله تعالى في هذا اليوم العظيم بالتضحية بأحد الانعام ” خروف، ماعز، بقرة، جمل ” وتوزيع لحومها على الأقارب، والفقراء، والأهل، والأحباب، وهكذا أصبح المسلمون ينتظرون الركنين بالفرح والسعادة والسرور حيث نعيم الطاعة والعيدين بعدها عيد الفطر وعيد الأضحى، والعيد.. جائزة..

ـــــــــــــــ

إعلامي كويتي.

Exit mobile version