ازدهار عمليات الغش في امتحانات الثانوية العامة بمصر.. والغشاشون يوجهون الشكر لـ”شاومينج”!

 

تشهد الامتحانات في المدارس والجامعات المصرية حالات غش غير مسبوقة، يشارك فيها أولياء الأمور، ويرونها ضرورة يجب الكفاح من أجلها حتى يحقق الطلاب مجاميع تؤهلهم لكليات القمة، أو تقديرات تصل بهم إلى مجال التعيين في هيئات التدريس!

واستخدم الغشاشون ومن يساعدونهم على الغش التقنيات الحديثة وتطبيقات شبكة النت للحصول على الإجابات النموذجية، مقابل دفع اشتراكات تصل إلى 150 جنيهاً للمادة، وفي المناطق النائية يقوم الأهالي بإملاء الإجابات عبر مكبرات الصوت، أو إدخال الكتب مباشرة للطلاب، وتبدو السلطة عاجزة عن احتواء المشكلة المتفاقمة، مع أنها خصصت غرفة عمليات مركزية للمتابعة واتخاذ الإجراءات اللازمة!

والمفارقة المضحكة المبكية أن الطلاب وأولياء الأمور وجهوا الشكر عبر وسائل التواصل لأدمن الصفحات الإلكترونية التي تساعد على الغش ويدعى “شاو مينج”، ودعوا الله أن يجزيه خيراً(؟!) وكأنه يقوم بفعل الخيرات!

وعقب انتهاء امتحان اللغة الأجنبية الثانية لمادة الفرنساوي (الثلاثاء 28 يونيو الجاري) انهمرت رسائل الشكر والامتنان من مجموعات الغش لـ”شاومينج” على جهوده في تقديم الإجابات المطلوبة.

وكتب طالب بالثانوية العامة رسالة لـ”شاومينج” عبر “تليجرام”، قائلًا: “شكراً بجد على تعبك معانا.. بجد مش عارف أقولك إيه؟ أنت صادق جدًا وبتعمل اللي عليك.. شكرًا وربنا معاك(!).

وكتب آخر: “بأمانة ربنا يجازيكوا خير.. ربنا يقدرك وتفرح ناس كثير.. ومن غيركوا مش هنكمل”، وأضاف ثالث: “ألف مليون شكر.. جزاك الله كل خير”، وتابع رابع: “أنت عملت معايا اللي أخويا معملوش”.

وقالت واحدة من أولياء الأمور: “بجد مش عارفة أقولك إيه. ربنا يكرمك ويفرحك زي ما بتفرح الناس.. إنت في إيدك أنك تطلب فلوس من الناس من غير مقابل.. أنت مقصرتش، عشان كدا ربنا هيكرمك بإذن الله”.

وقالت ولية أمر أخرى: “ربنا يجعله في ميزان حسناتك، ويوفقك وتحقق أحلامك”!

وقد نشرت الصحف والمواقع أن المسؤولين عن التعليم أعلنوا ضبط طالب بالثانوية العامة صوّر امتحان الفرنساوي ونشره على مجموعات الغش، كما أعلنوا أن أعضاء فريق مكافحة الغش الإلكتروني تمكن من رصد عدد 9 حالات غش، بعد بدء الامتحان، حيث تم رصد عدد 4 حالات غش بمادة اللغة الفرنسية بمحافظات الدقهلية، والبحيرة، وأسوان، وسوهاج، باستخدام أجهزة الهاتف المحمول، كما تم رصد عدد 3 حالات غش بمادة اللغة الألمانية منها حالة باستخدام ساعة إلكترونية وحالتين باستخدام الهاتف المحمول ونشر أحد أجزاء الأسئلة عبر الإنترنت، ورصد حالتي غش في اللغة الإيطالية باستخدام الهاتف المحمول، ونشر أحد أجزاء الأسئلة عبر الإنترنت، وتم التحفظ على الأجهزة المُحرّزة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الطلاب المضبوطين.

وزعم د. طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن كلمة تسريب الامتحانات تعني خروج الامتحان قبل موعده، وهذا لم يحدث إطلاقًا منذ عام 2017م.   

الغشاش سيكون مهندساً وطبيباً وصيدلانياً وخبيراً في مجالات مختلفة، فهل يمكن الثقة في عمله وأدائه؟

Exit mobile version