عندما تكون الطهارة جريمة.. حوار مع المثليين (1)

 

أمـــر تجـاوز مطاف الغـرابة، الممزوجة بغـاية مطاف القذارة، وأمـام غرابته وقذارته لا يملك الإنسان إلَّا أن يُحَدِّث نفسه بصوت مسموع:

– أيها المِثْلِىّ.. إن لم يكن عندك ناهٍ من دين، ألا تملك مانعاً من عقل، أو حاجزاً من عفة وطهارة؟! فالحق والحقيقة يصرخان بأن أمرك ينتظم بين تفاصيله القذرة كل العجب..

 وكأنَّ عاصفة رملية تلفح الوجوه بشظاها وحرِّها، حملت همسي إلى أسماع أحد المثليين، فسألني كالعاصفة:

– ولمَ يا هذا؟!

والإجابة:

– لأنه ما يسمع عنك سامع، أو يذكرك ذاكر إلا ويذكر قومَ لوط، ويذكر معكما اللعنة التي ألمت بهم في دنياهم وأخراهم، والتي تنتظرك في دنياك وأخراك، وإذا أردنا أن نجيب على سؤالك، ونبين القذارة التي تنتظمها تفاصيلُ أمرك، والتي توجب لك هذه اللعنة، فليس من بدٍ من إلقاء بعض الضوء على المنهج الرباني المبدع الذي تحاول أنت تشويهه، فاستمع إلى صوت الحقيقة النقية، إنها تقول:

– بغاية الإحكام، ونهاية مدى الإتقان خلق الله عز وجل الإنسان، وزوده بغرائز غاية في المتعة، والقوة مثل غرائز الحب، والشهوة، والانجذاب إلى الجنس الآخر، بل وحب الذرية الذى يُلْـهِب المشاعر، ويؤجج عاطفتي الأبوة والأمومة، حتى تمضى الغاية الإلهية في عمارة الأرض، واكتمال نظام الحياة الدنيا، وذلك بالحفاظ على الجنس البشرى من طريقه الطبيعي وهو العلاقة بين الرجل والمرأة، فإن لم تتغلغل هذه الغرائز كشهوات (ربما لا تقاوم) وتدفع الفطر السوية، والنقية التي وضعها الله في النفس البشرية رجلا كان أو امرأة إلى علاقة الزواج، فإن ذلك سيؤدي إلى إحجام الكثيرين عن عملية الزواج..

وإلَّا.. فلمَ يُقدِم الرجل وهو في غاية الرضا، والقناعة على جلب امرأة غريبة عنه، مع علمه بأنه سيعطيها كل الحقوق المعروفة بحقوق الزوجة؟

ولمَ تترك المرأة أهلها إلى رجل غريب راضية، مقتنعة مع علمها بأنها ستعطيه كل الحقوق المعروفة بحقوق الزوج؟

وذلك ببساطة ليتحقق الزواج كآية إلهية ربما هي الأعظم على وجه الأرض: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا}.

وتدلل الكلمات الربانية الكريمة على أنه من كمال قدرة الله عز وجل، ومن جمال خلقه أن خلق لنا أزواجنا من نفس جنسنا البشري، حيث خَلَقَ الرجلَ زوجاً للمرأة، وخلق المرأة زوجاً للرجل، ولم يُـقَدِّر علينا سبحانه -وهو القادر- أن نتزوج مثلا من الجن، أو الحيوانات، أو الطيور، أو غيرهم..

ولئن كان ذلك فكيف تكون حال هذا الزواج؟!

وكيف تكون حال الذرية؟!

بل وكيف تكون حال الحياة نفسها؟!

ولكن لبديع خلق الله، وكمال حكمته أن جعل لنا أزواجنا من جنسنا البشرى.. لماذا؟!

الجواب في قوله {لتسكنوا إليها} كي يتحقق السكن الذي يتمدد متباهيا على قمم الراحة، والهدوء، والاستقرار، ولتحقيق هذا السكن الذي يزدهي ويزدان على كل الأسكان، هيأ عز وجل النفس البشرية له، حيث يكمل {وجعل بينكم مودة ورحمة}

أي جَبَلَ سبحانه النفس البشرية على المودة والرحمة، والمودة هي المحبة الموصولة التي لا تنقطع بالوقت، والرحمة هي الشفقة الممتدة ليحنو كل من الزوجين على الآخر مهما امتدت بهم الحياة..

{إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} (الروم 21).

بيد أنك لا تفكر، ولا تتفكر.. وإلا لأدركت أن هذه الغرائز عظيمةٌ عِظَم الغاية من وجودها، وهي الحفاظ على الجنس البشرى، للمضي إلى الغاية الإلهية من عمارة الأرض، واكتمال نظام الحياة الدنيا، وحتى لا تختلط الأنساب ويمتزج الحابل بالنابل وضع سبحانه وتعالى في جميع الأديان السماوية الشروط التي تهذب هذه العلاقة، وتحفظ لكل طرف فيها حقوقه، وعندما تضطرب هذه العلاقة بين الزوجين، أو تفشل لسبب أو لآخر، فلنعلم يقينا أن الخطأ بشري في تطبيق المنهج الإلهي واتباعه..

إذن فالطبيعي أن يحدث التزاوج بين ذكر وأنثى، وليس بين ذكر وذكر، أو أنثى وأنثى..

وليس الإنسان وحده هو الذي يمارس هذا القانون الفطري والتوافق الطبيعي، وإنما تعرفة جميعُ عوالم الكائنات الحية التي تتزاوج كالحيوانات، والطيور، والحشرات وغيرهم.. 

هذا النظام الأجمل والأبدع والذي لا يقدر عليه إلا خالق، وقادر، ومبدع تسعون أنتم أيها المثليون بعدما شاهت أخلاقكم بسبب أو بآخر، وتعملون على تخريب هذا النظام بتشويه هذا الجمال؟! وتقبيح هذا الإبداع؟! بالتزاوج بين شخصين من نفس الجنس أي ذكر وذكر، وأنثى وأنثى..

وإذا قلتم إن المثلية الجنسية هي الانجذاب العاطفي من قبل شخص لشخص آخر من نفس الجنس، فالحقيقة أن هذا الانجذاب مخالف للفطر السوية ويصطدم تمام التصادم مع قيم ومعاني الرجولة والأنوثة في الجنس البشرى، بعدما خالف الأديان السماوية، وإنه -بلا شك- من صنيع شياطين الأنس والجن، وهنا -ربما- يطلُّ علينا أحد المثليين بسؤاله:

– إذا كان الأمر كذلك فلمَ لا يلقي به الشياطين في كل النفوس؟

ونجيبه:

– لأنه فعل عفن خبيث، ولا يستطيع الشيطان أن يبذر بذرته إلا في تربة عفنة وخبيثة، ونفس تتوافق مع هذا الخبث وهذا العفن.

Exit mobile version