النجومية لدين الله ودعاته

 

انتشر الدين الإسلامي بفضل الله تعالى دعوة ونشراً بالتي هي أحسن، فإن كانت “الأحسن” المعني بها الكلمة الطيبة واللينة فهي الكلمة، وإن كانت الكلمة الزاجرة هي الأحسن فلتكن، وإن كانت بالقدوة فبالقدوة، وإن كانت بالعلم فبه، وإن كانت بالسيف والغلظة فهي كذلك.

تنوعت وسائل الانتشار لكل موقع ومكان حسب ما يستحق من حركة ودعوة لله ذلك المكان والمجتمع وأهله، وسارت الحياة حتى خرج لنا الكثير من الناس وبجميع مستوياتهم، من أهل الكراسي والحكم، من المستشارين، أو وزراء وقضاة، رعاع لكع، سقط جهلة رويبضة، من جميع أنواع الناس وأطيافهم الاجتماعية والمهنية، جاؤوا قاصدين “العذروب” والطعن في الإسلام ودعاته وتشويههم، حتى أصبحت في بعض مناحي ومواقع في الأمة ثقافة غريبة أو شبه ثقافة، في بعض منها: “إن الإسلام ونشره ودعوته ليس من أولوياتهم، ولعلها تكون آخر ما يتم التفكير به”، وهنا ينتفش أعداء الإسلام، ويبدأ أعداء الإسلام يتخللهم شعور الارتياح، ويبدأ هؤلاء الخصوم بعد هذا الارتياح العمل بجد وبكل ما أمكنهم في صناعة العملاء، وذلك خوفاً من المسلمين والإسلام من العودة والنهوض من جديد في قيادة ومنفعة الإنسانية، فعمل الأعداء صناعة المذاهب الهدامة وأهل الداء العضال والمنافقين الكذبة للطعن في الأصول التي تحفظ الإسلام نقياً، وحرص العدو على أن تكون تلك الزمرة القذرة من بني جلدتنا في الغالب، ويكون لا همّ لها إلا الطعن في أصول الإسلام وعلوم الشريعة وعلوم السُّنة النبوية وخصوصاً التوحيد.

فهم يعملون على تسطيح قضية العقيدة والتوحيد، ومن ثم تسطيح خطورة الشرك، أو العمل طعناً في عدالة من بسببهم وبهم حفظ الله لنا الدين، وهم الصحابة الكرام، رضوان الله عليهم، والدعاة الصادقون وكبار العلماء من أمثال البخاري، ومسلم، وابن تيمية، ومحمد بن عبدالوهاب، وحسن البنا، وسيد قطب، ود. يوسف القرضاوي، وابن عثيمين، والطعن فيهم وتسطيحهم، بل تصنيفهم بأنهم زمرة من المجرمين! وهذا أعظم محور من محاور دعوة العدو، الطعن والتشكيك في هؤلاء القدوات والنجوم من الدعاة المخلصين الصادقين.

صنع العدو أقزاماً لا همّ لهم إلا التشكيك في هؤلاء الرجال، والتشكيك في أصول الإسلام، ومن هؤلاء: السقاف، والمالكي والتيجاني، وإبراهيم عيسى، والريس، ووسيم، وأمثالهم، وهناك الكثير من هؤلاء الأقزام ما هم إلا خدم للعدو، وقد مر على الأمة والدعاة من خدمٍ من أمثال أبو رية، والشرقاوي، ومثل الكاذب إسلام البحيري، وإبراهيم عيسى، وعدنان إبراهيم، وغيرهم كثير، كل منهم يدعي أنه جاء لتحديث المعلومات الإسلامية الحقة للمسلمين، مجاراة لهذا العصر التقدمي! حتى أصبح كثير من حكام الأمة لا يستطيع حتى مجرد التفكير في تعزيز الإسلام والدعوة الإسلامية ودعمها ودعم دعاتها الصادقين، إلا من رحم ربي، بسبب ما تنشره تلك الزمرة من سوء وكذب، ولكن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30).

حين تعرض الأمة عن الحق وتصد عنه يسلط الله تعالى على الأمة من لا يعلم توحيداً ولا دعوة، ولا يحترم كتاباً أو سُنة، حتى يصل هذا المبتدع أو المجرم إلى هز الكراسي والعروش؛ فيستيقظ رغم أنفه حينها المسؤول أو الحاكم، فيخدم دين الله شاء أم أبى حينها ورغماً عن أنفه، وأما الثواب فالله أعلم به، فيؤجر العامل حسب نيته في العمل، هل عمل من أجل دين الله تعالى ونصرته، أم لنصرة منصبه وكرسيه، عمل هذا العمل أو ذاك.

لقد مرت الأمة بهذا الفتور حتى سلط الله عليها أراذل الناس، مثلما سلط على الأمة التنظيمات الماسونية التي حركت كلابها حينها ولا تزال تحركهم بكل غباء، وتعتقد في نفسها الذكاء، حركت ندلها وخدمها من الماسونيين، وتآمرت على هذه الأمة بأسماء عدة كما فعل الماسوني الخبيث أتاتورك مع “الاتحاد والترقي” والمشرق الأعظم في فرنسا لإنهاء الخلافة العثمانية، ومن ثم ارتداء رداء البطولة والقومية التركية، وقلده إخوانه من خدم الماسون في القومية العربية، وما هم إلا خدم تحت أقدام اليهود في الاتحاد والترقي، وها هي الكرة تعود لتحرك في الأمة الدعوة والإسلام، يسلط الله تعالى أهل الداء العضال على عباد الله في الشام، فيأبى الله إلا أن تكون النجومية واللمعة البراقة ألا تكون إلا لدينه العظيم ودعوته، دعوة التوحيد والرقي الإنساني، نسأل الله النصر السريع ورفع الكرب عن أمة الإسلام، وقال من هم أفضل منا وأكرم حينما ضاقت عليهم وبيّنها الله في كتابه: (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ) (البقرة: 214)، أجابهم الله تعالى في كتابه: (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) (البقرة: 214)، آمين وعما قريب إن شاء الله تعالى ولا قنوط ولا يأس والبشائر آتية بإذن الله تعالى.

Exit mobile version