الكبر والغرور.. والتواضع (2)

 

نبدأ، في هذا المقال، بمؤشرات الكبر والغرور، كما ذكرها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم أهل الاختصاص:

أولاً: المشي في الأرض مرحاً وتعالياً وكأنه يخرق الأرض بقدميه ويبلغ الجبال طولاً!

ثانياً: استعظام النفس وعملها ونسيان المنعم عليه بذلك عز وجل.

ثالثاً: لا يرى المغرور محاسن الآخرين، بل يعمل وينقب تنقيباً عن المساوئ، ويتجسس تنقيباً عليها ليثبت أنه الأفضل، ويصد ويعرض عن الفضائل للآخرين وإيجابياتهم.

رابعاً: العُجْب بالنفس فكراً وعملاً وثقافة، وعدم الالتفات إلى النصح والمشورة لأنه الأرقى والأعلى، فنادراً ما يستفيد من النصيحة، ولسان حاله يقول: أنا على حق وكفى.

خامساً: الترفُّع والتغطرس ومهاجمة الآخرين في النقاش، والحدة في القول، ورعونة باللفظ والمفردة، وعدم الاكتراث بمصالح الآخرين وأوضاعهم النفسية وقدراتهم المعنوية في هذا الأمر المطروح أو ذاك.

سادساً: يتجنب أهل الغرور والكبر النظر في أعين الآخرين عند الحديث، عكس الإنسان المتواضع.

سابعاً: دائماً في النقاش يقاطع الآخرين، مبيناً أن ما عنده هو الأفضل والأكثر أهمية مما هو عند الغير، وغالباً ما يرفع الصوت بكل رعونة واندفاع في النقاش والحوار.

ثامناً: لا يمكن أن يعترف بأخطائه، ويبذل كل الجهد لإثبات أنه على الحق، حتى وإن استغل الكذب بذلك، واللف والدوران باسم الذكاء والأفضل رأياً!

تاسعاً: يتجنب، كما يعتقد، نقاش من هم أقل منه، وإن كانوا من أقربائه كالوالدين والأولاد.

عاشراً: التفاخر بشكل أو بآخر بالنسب والعشيرة والعائلة وما شابه من تفاخُر ليس له دخل في العلم والمعرفة، والثقافة والدين ورجاحة العقل والمنطق.

حادي عشر: حسد الآخرين على النعم والتشكيك بهم أنهم ما حصلوا عليها إلا بالطرق المعوجة والباطلة!

ثاني عشر: كثير الكذب والمكر والخباثة والمغامرة والمقامرة والالتواء بالمعاني، معتقداً أن هذا من الذكاء والشطارة التي يتغلب بها على من هم دونه.

ثالث عشر: النقاش دائماً فيه رعونة، ويناقش من غير علم وكأنه لا صواب ولا حقيقة إلا ما يدعيه، وهو في قمة الاعوجاج.

رابع عشر: يميل إلى المصالح الشخصية، فلذلك يسعى لاستمالة من “يتمصلح” في وصاله مهما كان الثمن.

خامس عشر: لا يعطي أي قيمة أو اعتبار لشعور وعقول الآخرين وآرائهم لأنه لا يرى إلا نفسه.

سادس عشر: لا يرى من هو كفؤ للنجاح غيره ودائماً هو الأفضل.

سابع عشر: يكره ويمقت من ينصحه ومن يعلم خباثته وهفواته واعوجاجه.

ثامن عشر: يعمل بكل ما يستطيع من جهد أن يُذعن كل من حوله إلى رأيه وفكرته، حتى وإن كان ذلك بالحيلة والتحايل بشكل أو بآخر، مدعياً أن هذا ذكاء لا يملكه إلا هو.

من أهم علاجات هذا الإنسان أن يفهم، بداية، أنه مريض، ومن ثم الرجوع إلى الله تعالى بالدعاء والطاعة والذكر ليمنّ الله تعالى عليه بالشفاء.

ونحن لا نعني أن تجتمع كل هذه الصفات في المتكبر، ليكون من أهل الغرور والكبر، ولكن هذه مجموعة تؤهل المغرور إلى نار جهنم، ومن الممكن أن تكون واحدة منها أو مجموعة تؤدي له وبه إلى الهلاك، أما إن اجتمعت كلها في إنسان، فلنعلم أن هذا الإنسان لا يقل عن الشيطان الرجيم خسة وجريمة.

أما صفات المتواضعين:

أولاً: لا يترفعون حتى على الجاهل؛ (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً) (الفرقان: 63)، وذلك في حال مخاطبة الجاهل معهم بخشونة.

ثانياً: ترى فيه الخضوع والخشوع لله تعالى جبلة وسليقة، ولكبار العلم والسن ويخفض صوته عندهم تودداً.

ثالثاً: يسعى ويبذل كل الجهد في رضا والديه، ويخفض لهما جناح الذل من الرحمة؛ (رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الإسراء: 24)، اعترافاً بأهل الفضل من الوالدين.

رابعاً: حَسن الخلق، ويتواضع حتى للصغار، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

خامساً: جيد الإنصات للآخرين، وسريع الرجوع إلى الحق وقبوله.

سادساً: ينظر إلى الناس سواسية كأسنان المشط، ويرى نفسه في عينه صغيراً وهو في أعين الناس كبيراً.

سابعاً: يحرص على مواضع التواضع واجتناب نواهي الدين.

ثامناً: التواضع في المشي والحديث والشكل واللباس والمركوب.

تاسعاً: التواضع مع الزوجة أو الزوج أو الأصدقاء، ويغض الطرف عن كثير من الأمور السلبية أحياناً، وتقديم الإيجابيات وحسن التعامل معها، وذكر الإيجابيات مقدمة على نقد السلبيات، وإن كان لا بد من النقد يكون بلطف ورقي.

عاشراً: التواضع كل التواضع والتسامح مع الخدم والعاملين عنده، مقتدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم.

حادي عشر: احترام كبار السن والتواضع لهم.

ثاني عشر: قدر المستطاع، التواضع والتخفيف من الأنا، والاعتراف بأهل الفضل.

ثالث عشر: عدم العُجْب بالنفس والقول والعمل، والتعوذ من الشيطان الرجيم.

رابع عشر: لا ينتصر لذاته بقدر ما ينتصر لله تعالى وللحق دائماً.

خامس عشر: يتواضع ولا يتفضل على من خدمه وقدم له الخير والخدمة، وبعيد كل البعد عن المن والتفضل والأذى.

سادس عشر: إذا تحدث معك نظر إليك، وأظهر ابتسامة مع سماحة وهو يتحدث.

Exit mobile version