تفاعُل الغضب الشعبي بسبب قطع “التراويح” يُرغم السلطات المصرية على السماح بـ”التهجد” ليلة 27 رمضان

 

بسبب الغضب الشعبي لقطع صلاة التراويح في مسجد المراغي، الذي عبرت عنه صفحات التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخطة وصلت إلى حد وصف مسؤول كبير بالدولة أنه “عدو الله” في وسم (هاشتاج)، اضطرت أجهزة الأمن التي يعمل وزير الأوقاف بأوامرها إلى السماح بصلاة التهجد ليلة السابع والعشرين من رمضان، حيث يرجح المسلمون أنها تصادف ليلة القدر، وعلى هذا ستفتح المساجد الجامعة أمام المصلين، مع منع الاعتكاف!    

وقد أعلنت الأوقاف عن إحالة إمام مسجد المراغي بحلوان للتحقيق لتغيبه عن العمل وتسببه في الهرج والمرج داخل المسجد بعد قطع صلاة التراويح، وقال هشام عبدالغزيز، رئيس القطاع الديني، أمس الاثنين: إن تغيب الإمام عن عمله في هذا اليوم هو السبب الرئيس في حدوث واقعة قطع صلاة التراويح، وأيضاً تم إحالة مدير الإدارة إلى التحقيق؛ بسبب سماحه لشخص غير مصرح له من وزارة الأوقاف بإمامة الناس في صلاة التراويح بمسجد المراغي بحلوان.

وقد انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين تعليقات عنيفة وصلت إلى حد وصف وزير الأوقاف بـ”اليهودي”، وقد رد الداعية التلفزيوني مبروك عطية، الأستاذ بجامعة الأزهر أحد مساندي الوزير، على المتابع بطريقة لا تتناسب مع مكانته، حيث سبّ المتابع (ردح له بالعامية) قائلاً: أخشى أن أقول: إن أمك يهودية! وخاطب متابعاً آخر وصفه بالحشرة لأنه قال له: اتق الله.. “الكلام ده يا روح أمك لما أقول إن صلاة الصبح مش مكتوبة!”.

حاولت الوزارة أن تنفي منع التهجد والاعتكاف، وعلّلت قراراتها بأنها جاءت بناءً على الرأي الطبي المنضبط ومشاورة وزارة الصحة، وبناءً على قرارات اللجنة العليا لإدارة أزمة الأوبئة والجوائح الصحية بمجلس الوزراء، وتساءل المراقبون: ولماذا لم تطبق هذه القرارات على الكنيسة؟  

الجدير بالذكر أن الأوقاف شكلت فرقاً من مفتشيها وموظفيها للمرور في جولات ليلية على المساجد، والتأكد من عدم فتحها، وأنه لا يوجد بها من يتهجدون أو يعتكفون! وقال هشام عبدالعزيز، رئيس القطاع الديني: “إحنا (نحن) التفتيش بتاعنا (التابع لنا) بينزل علشان يطمئن على سير العمل”، أي أن التفتيش للاطمئنان على سير العمل! وأضاف رئيس القطاع الديني بالوزارة أن الأوقاف تطبق قرار اللجنة العليا ولا تنشئ القرار، موضحاً: “مش (ليس) إحنا (نحن) اللي (الذين) بنقول هنفتح صلاة التراويح ومش إحنا اللي بنقول هنفتح صلاة التهجد، فالقرار ليس في يد وزارة الأوقاف وحدها ولكن مع اللجنة العليا لإدارة أزمة الأوبئة والجوائح الصحية من السادة أعضاء اللجنة والوزارة عضو في تلك اللجنة”.

وقد لقيت هذه اللجنة استنكاراً شعبياً عاماً، شارك فيه بعض إعلاميي النظام، مثل عمرو أديب الذي رأى في برنامجه “الحكاية” أن تشكيل هذه اللجنة سيئ، وقال: «المسألة ببساطة لأن شكلها سيئ، أن يقال: إن فيه لجان تفتيش تدخل تفض الصلاة»، لافتاً: «هما مسجد أو اثنين خالفوا التعليمات»، وأضاف: «المفروض يخلصوا صلاتهم آمنين وبعد ذلك نتحدث مع الإمام بهذا الشأن».

Exit mobile version