يوما الوطني والتحرير.. درس في الوفاء واللحمة الوطنية

في 19 يونيو 1961م، وقع المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح، رحمه الله تعالى، وثيقة استقلال الكويت وإلغاء الاتفاقية البريطانية الموقعة في عام 1899م، في عهد المغفور له الشيخ مبارك الكبير، رحمه الله تعالى، وكان هذا اليوم يوم فرح وسرور للكويتيين، وأنشئت الدولة الحديثة التي أُسست على رفاهية المواطن، وقد تحقق بفضل من الله تعالى وما زال، وكذلك وضع الكويت على خارطة المحافظة على الثوابت الأخلاقية والإسلامية وإقرار الدستور الذي أكد إسلامية وعروبة الكويت، وكذلك عملت الكويت بعد الاستقلال على نصرة الأشقاء العرب والمسلمين، فأسست صندوق الكويت للتنمية عام 1961م الذي شارك ببناء وتنمية العديد من دول العالم، وشاركت الكويت بجميع الحروب العربية، ووقفت سداً منيعاً أمام الصهاينة. 
لقد امتزجت مشاعر الوفاء تجاه الشيخ عبدالله السالم من المواطنين الكويتيين، فتغير موعد الاحتفال بالعيد الوطني إلى 25 فبراير من كل عام، وهو يوم جلوس ذكرى الشيخ عبدالله السالم وحكمه البلاد. 
وبعد 29 عاماً من الاستقلال، نفذ رئيس النظام العراقي البائد صدام حسين -عليه من الله ما يستحق- أحلام شرذمة ممن حكم العراق بغزو الكويت، في 2 أغسطس 1990م، وعاث في الأرض فساداً وقتلاً وإجراماً ليس له مثيل إلا في قاموس المجرمين وقطاع الطرق، وبحمد الله تعالى وبعد 7 أشهر من الدمار المقنن والظلم المطبق وبوقوف الشعب الكويتي أولاً في وجه الطاغية صدام وجلاوزته المجرمين والالتفاف حول الشرعية المتمثلة بسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، رحمه الله تعالى، قائد التحرير، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت بطل التحرير الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، رحمه الله تعالى، ووقوف الشرفاء في العالم، وأول هذه الدول المملكة العربية السعودية الشقيقة، ودول مجلس التعاون، وأحرار العالم الذي شكل تحالفاً غير مسبوق لتحرير الكويت.
إن عيد التحرير شكل ملحمة وطنية خالدة تسجل في سجل الشرف في العالم، فلم يجد النظام العراقي من يقف معه من الشعب الكويتي، ولم يقف معه إلا المبتزون من الأنظمة التي انخدعت به أو كانت حاقدة على الكويت.
اقتران ذكريي الوطني والتحرير في يومين متتالين فيه معنى رائع، ففي 25 فبراير كان الوفاء للشيخ عبدالله السالم، ويوم 26 منه يوم تنفيذ المبايعة الكبرى من الشعب الكويتي لأسرة الحكم التي ردت التحية للشعب باستمرار العمل الديمقراطي والسير في ركب الرفاهية للشعب. 
ما نتعرض له هذه الأيام بتعقد العلاقة بين نواب الأمة والحكومة يحتاج لتدخل عاجل من حكماء البلد لحل هذا الإشكال، فأنا لا أشك بولاء أو حب أي من الكويتيين لبلدهم ولقيادتهم، ولكننا مختلفون على الطرق التي نعبر بها عن حب الكويت  
نكشة: 
التطور بالاستقرار وليس بالخصام.

 
Exit mobile version