النجومية والنظافة

 

هي مقالات نكتبها بقصد بيان أمر ما أو فكرة معينة، أو خطأ ما لتقويمه، أو التفات لإيجابية جميلة بقصد تعزيزها وتطويرها، وتشجيع لممارستها والاستمرار عليها وتطويرها.

لعلك تتساءل، أيها القارئ الكريم، وتستغرب العنوان أعلاه، والعلاقة بين النجومية والنظافة أو العكس، النجومية وعدم النظافة، أو عدم النظافة والنجومية!

لم تكن النجومية والشهرة من الأمور الممقوتة، والساعي لهما ليس بالضرورة أن يكون إنساناً وصولياً أو متسلقاً، كما يدعي البعض، فالشهرة حق مكتسب لكل من يعمل في ميدان النجومية، أو الميدان الذي فيه الأضواء تكون مسلطة عليه، فلذلك الشهرة والنجومية ليستا عيباً، بل هما مطلب وفخر ومجد، وثمرة عمل جاد وتخطيط مدروس، وفي كثير من الأحيان تأتيك الشهرة والنجومية لإجادتك عملك وإتقانك إنجازاً لما وُكِل إليك.

إنه من السهل أن تكون نجماً في ميدان السوء، فسلمان رشدي، مثلاً، ما كان يحلم بهذه النجومية القمامية، وهي الأقرب شبهاً بنجومية إبليس الرجيم ورفضه السجود، فكان نجماً يقتدى به من أجل السقوط في الهاوية والجحيم إلا أنه معلوم ومشهور عند الخلائق، فكلما زادت المخالفة للأصل، وكبر الجرم، زادت النجومية انتشاراً، أقصد بهذا النجومية المشوهة ما أسهلها من نجومية! ولم تكن كذلك إذا كانت حقاً.

نعم ما أسهلها إذا قامت على مبدأ “خالف تعرفَ! كما فعل الساقط سلمان رشدي، والسيد الذي كان يحلم أن يقال عنه مفكر، فما استطاع إلا أن يأخذ مسار الشيطان “خالف تعرف” المفكر مجازاً عدنان إبراهيم، وأمثاله، ومحمود طه الذي أعدم في السودان، وغيرهم، فلذلك أقول: على أهل الفكر والفن حمل ثقيل لوضع الفيصل بين النجومية السهلة تحت عنوان “خالف تعرف”، والنجومية الصعبة، النجومية الحق، التي هي ثمرة جهد وعمل وعلم وفن، وعرق ومجهود متواصل، وخطط وإستراتيجيات، وفهم عميق ودقيق وأخلاق رفيعة.

الغريب فعلاً أننا نجد المتصدين للثقافة والفن وغيرهم ومن دار في فلكهم في الغالب ليس لديهم حدود إلا من رحم ربي، ولا الخطوط ولا حتى القوالب لصناعة النجم، فليس لديهم إلا عملية واحدة صادرة من مفهوم جملتين ننكرهما؛ حرية دون قيد أو شرط، أو الاتكال على الرقابة الذاتية، وإن كانت لدينا في الرقابة الذاتية قبول في مواقع كثيرة، وأقوالنا فيها أخف بكثير من العبارة الأولى (حرية بلا قيد أو شرط).

من منطلق هاتين العبارتين كانت أقوال أهل الفكر والفن عموماً بالآتي تقريباً: الفن يطالب بالحرية دون أي شرط أو قيد للإبداع! الغناء يطالب بحرية دون شرط أو قيد للإبداع! المسرح يطالب بذلك أيضا للإبداع، وكذلك الكاتب الإعلامي والروائي، بل حتى الشاعر الماجن الخمري، وحتى الرياضة اليوم البعض أدخلها في هذا الموال، ورياضة النساء بالذات، لا أدرى.. أهي نكتة أم أضحوكة؟!

حقيقة لا أعلمها، واليوم تبدو هناك حركة عالمية من منطلق حرية بلا قيد أو شرط، منها ينطلق اللوطية والسحاقيات ومن يطلق البعض عليهم مثليين، ينطلقون وسفالتهم لنشر أخلاقهم ومبادئهم السفلية المنحطة.

أقول لهذه الكتل الفنية، مع احترامي للجميع: كل كتلة منكم لها معيارها وحدودها وفهمها في عدمية القيد، وفي الرقابة الذاتية هذا أولاً، ثانياً: كل من هذه الكتل تتكون من مجموعة أفراد، ولكل فرد منها له معياره الخاص في فهم اللاقيد في الحرية، ومفهوم خاص في الرقابة الذاتية، فعليك حينها أن كم هي الأنواع من الرقابة الذاتية سنتعامل معها، وأي تشكيلة منها هي الصحيحة أو الأقرب إلى الصواب؟ فالفهم الوحيد الذي نفهمه من هذه التشكيلة أن الخاسر الوحيد هو المجتمع وقيمه الراقية التي ضاعت بين “حانه ومانه”، وهذه القضية شبيهة بمفهوم الإرهاب عند العالم، والفكرتان شاء من شاء أو أبى من أبى متضافرتان، ويعملان لهدف واحد، التفلت ومن ثم الاختيار حسب الشهوة والرغبة، ولكن كل تخصص في أسلوبه وحدود أخلاقياته!

بالنسبة للإرهاب مثلاً، فأمريكا والكيان الصهيوني مثلاً، لهما مفهومهما الخاص في الإرهاب، والعالم الثالث كذلك له مفهومه الخاص في ذلك، وإيران كذلك، وللإرهاب عند العرب مفهومه وخاصيته، والعراق أيضاً، والحقيقة أن كلاً من هؤلاء إرهابي بذاته، فكل منهم جيّر مفهوم الإرهاب الغَبِش لمصالحه لتصفية حساباته مع خصومه باسم القضاء على الإرهاب “الهلامي” الشكل والأطر! الذي ما استطاع العالم، ومجلسه الأمني التمثيلية الكبرى! أن يضع له شكلاً وأطراً محددة! وترك كل إرهابي عبارة عن مفرخة للإرهاب حسب المزاج والمصلحة، وإلا ما الذي يحدث حول المسجد الأقصى اليوم وكل يوم والعالم أجمع يتفرج وكرس جهوده بين الحركة والصمت! على ما هو أهم حرية اللوطية والسحاقيات -المثليين- بشكل أو بآخر؟!

بل تتوجه أصابع الاتهام إلى القتلى والجوعى من الأطفال والشيوخ، والعجزة الفلسطينيين وبالأخص أهل غزة، والسعي نشراً وتكريساً بأنهم هم الإرهابيون بشكل أو بآخر، وهذا أمر خطير، ولا يقل خطورة من نشر مظلومية من يدافعون عنهم أمثال المثليين عالمياً!

أدخلت الإرهاب بالفن، ولا أعني العلاقة بينهما مهنية، ولكن الفن والأدب والثقافة والمسرح، خير من يخدم الإرهاب، والانحراف في حال اعوجاجه، وفي الوقت نفسه، خير من يقضي على الإرهاب والانحراف بكل أنواعه، وبحرفية عالية في حال جديته واستقامته، نعم فالفن والأدب والثقافة والمسرح خير منظف ومطهر للأفكار والتوجهات الهابطة، إذا كانت تلك الأعمال مرعية من جهات حكومية راقية وعالية الثقافة، وأهم من هذا وذاك، تهتم الاهتمام الأكبر بالوضع الثقافي والاجتماعي والأخلاقي الروحي للمجتمع، وإلا فهم ليسوا من أهل الفن، بل هم من صانعي الأرضيات الخصبة للإرهاب والانحراف، فليبحثوا لهم حينها عن اسم آخر يختلف وبعيد جداً عن اسم الفن والثقافة، وسيجدونه حينها لا شك في مزابل الحاضر والتاريخ، ومع من يدعون بأنصاف اللوطية والسحاقيات وأعطاهم حريتهم المطلقة، ومن ثم مستقبلاً سيأتي بعدهم من يطالب بحرية “الجنس المتناقض”؛ أي زواج المرأة من كلبها، أو الرجل من كلبته، أي الإنسان والحيوان! وذلك بعد الانتهاء من تطبيع اللوطية والمسترجلات السحاقيات في المجتمعات، نسأل الله السلامة والعفو والعافية.

ختاماً، شكراً وزارة التجارة، وجزاك الله خيراً يا وزير التجارة على الإجراء الأخير الذي اتخذته ضد “اللوطية والسحاقيات” وألوانهم المزعومة في ألعاب الأطفال، بارك الله فيك وكثر الله خيرك.

 

 

 

 

__________________

إعلامي كويتي.

Exit mobile version