قيم العمل التطوعي (4)

تحدثنا في الأجزاء السابقة عن قيم العمل التطوعي تجاه مفهوم التطوع، وتجاه المنظمات التطوعية، وتجاه الجمهور المستفيد، ونختم هذه السلسلة بالحديث عن قيم العاملين في المنظمات التطوعية تجاه بعضهم بعضا.

رابعا- قيمنا تجاه بعضنا:

 ولا تقتصر المخاطر التي قد يتعرض لها العاملون على هذه الأسباب الظاهرة فقط، بل هناك مخاطر أخرى غير مرئية قد تواجههم، وقد تنبهت بعض الجمعيات الخيرية لمثل هذه المخاطر، فلا يجوز للباحثين الاجتماعيين فيها -على سبيل المثال- دراسة الحالة المستهدفة بالزيارة الميدانية والقيام بهذه الزيارة منفردين، لتجنيبهم شبهات هم في غنى عنها؛ إذ قد لا يتواجد في البيت إلا نساء وأطفال، فلا بد أن تكون الزيارة من وفد لا من شخص واحد، وتكون في وقت مناسب. وعلى جهات العمل توفير الحماية القانونية لهم لضمان عدم تعرضهم لمضايقات من الجهات الرسمية بسبب نقص في الإجراءات القانونية اللازمة لاستمرار العمل التطوعي.

وفي دولة الكويت نموذج رائع لتحقيق هذا التعاون المنشود، وهو تأسيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية الذي تأسس في 26/7/2017م برئاسة السيد عبدالله الحيدر، وضم في عضويته 60 منظمة عمل تطوعي، وقد أعلن عن الاتحاد عن أهدافه التي يسعى لتحقيقها، وجاء في الهدف الثالث: “قيادة العمل الخيري في دولة الكويت والعمل على تشجيعه وحمايته، والدفاع عن مصالح أعضائه المادية والمعنوية”، ونص الهدف الخامس على: “تنظيم العمل الخيري، والتنسيق بين نشاطات المؤسسات الأعضاء، وتحقيق الانسجام فيما بينه”، وفي الهدف السادس: “العمل على رفع كفاءة الأداء في المبرات والجمعيات الخيرية بما يحقق أهداف العمل الخيري ويمكنها من تقديم أفضل الخدمات في أوجه البر والخير”. ونرجو لهذا النموذج الراقي في التعاون والتنسيق بين منظمات العمل التطوعي أن يستمر ويكتب له النجاح، وأن تنتقل هذه التجربة لتشمل جميع العالم الإسلامي، وأن يتطور الاتحاد ويجعل من أغراضه التواصل مع منظمات العمل التطوعي ذات الأغراض الشبيهة في العالم لتحقيق مزيد من الكفاءة والتميز والإبداع.

والله ولي التوفيق.

Exit mobile version