سلفية.. بين السذاجة والكهنوت

 

حقيقة، حينما أنظر إلى من يدعون أنهم سلفيو المنهج والدعوة، وما أراهم إلا أتباع الشيطان الرجيم حقداً وغلاً وحسداً على الدعاة الصادقين إلى الله تعالى، كحقدهم على مؤسسات دعوية لها تاريخها ودعوتها المتجذرة في بلاد الإسلام في الأعمال الخيرية والدعوية؛ مثل جمعية إحياء التراث، وجمعية الإصلاح الاجتماعي، وحقدهم بالذات على الجماعة المباركة؛ جماعة الإخوان العريقة التليدة دعوة وعملاً ميدانياً، وحقدهم على السلفيين الحق، وحقدهم على بعض الجماعات الدعوية، وحقدهم على كل من لا يعبد ما يعبدون من فراعنة وقياصرة وأكاسرة.. حينما أدقق فيهم لا أرى إلا حقداً وحسداً يسيرهم، والشيطان الرجيم قائداً وقدوة لهم، وهم فرحون بذلك حتى لو ألقاهم حسدهم وحقدهم في أحضان تنظيمات صهيون العالمية، وخدمها من مكاتب المخابرات المشبوهة، التي تدار من قبل هذه المنظمات الصهيونية كالماسونية العلمانية العالمية وأمثالها.

نعم، أيها القارئ الكريم، حينما تتذكر كيف تنازل الشيطان الرجيم عن كل حق ونعيم؛ كان يعيشه ويتعايشه حق اليقين وعين اليقين، تنازل عنه من أجل أن يكون من المنظرين في دنيا لا تساوي جناح بعوضة، لا لشيء إلا من أجل إرضاء غروره وحسده وحقده على آدم وذريته؛ والتعالي عليه بأنه أفضل منه (خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) (الأعراف: 12)، لا لشيء إلا لهباء منثور، اختار الخلود إلى أبد الآبدين في نار الجحيم.

إنه الحقد والحسد والغل الذي يجعل المخلوق دون مستوى العقل والمنطق، فيضحي بعين الحقيقة أمام الوهم!

هكذا أنتم أدعياء السلفية المزيفة، هكذا أنتم أيها الجامية بكل أنواعكم، والرسالنة، وبمدخليكم وخضوعكم لحفتركم وأمثاله، وصمتكم عن آهات مسلمي الهند في آسام وعدم نصرتهم، وأنتم ترون الاعتداء الصهيوني كل يوم على المسجد الأقصى وأهل فلسطين، ولا نسمع منكم حتى همسة، فطنطنتكم لا تكون إلا على “حماس” و”القسام” والأبطال المخلصين للدين وللإسلام، وصمتكم بعدم نصرة “طالبان” المتوافق مع “داعش” من جديد في أفغانستان بعد خروج أمريكا حقيقة أمر غريب، وهذا الصمت أقل ما نقول فيه: “انحراف منهج”، ومن يمارسه عبد من عبيد مكاتب المخابرات أجنبية كانت أم غيرها.

ما الذي جنيناه من طنطنة رسلانكم مثلاً؛ وبرهامي، ومخيون، والريس، وأمثالهم، في تشنجهم ومناهضتهم للنظام المصري أيام مرسي، يرحمه الله تعالى، وبعد مرسي ينخرسون بأخس وأحقر لجام باسم السمع والطاعة للمتغلب، وأنه أمر شرعي؟! ما الذي جنيناه من كل من يدعي أنه حصيف وسالم العقل وطويل الذقن، تطاول على الدعاة ويدعي العلم والعقل واليد الطولى علماً ومعرفة وهو عين السفاهة والسطحية، وهو أقرب إلى الجهل وسوء الفهم والظن في أهل الدعوة الصادقين، وهذا في حال لو أحسنا فيه الظن.

هذه النوعية من الأتباع للشيطان حقداً وحسداً لا هَمّ لها إلا ثلاثة:

الأول: هدم وتحطيم كل دعوة لله ما لم تأتمر بأوامرهم، حتى وإن كان ضرب هذه الجماعة أو تلك لا يصب إلا في خدمة صهيون والكيان الصهيوني.

الثاني: العمل على عصمة وقدسية ولي الأمر وولي نعمتهم بشكل أو بآخر، ومن ثم عبادته بشكل أو بآخر أيضاً من دون الله تعالى شاؤوا أم أبوا، فهذه حالهم، وهي ظاهرة وواضحة حالتهم هذه لكل من تجرد ونظر لهم متفرساً بهم بحيادية، فلا يرى إلا ذلك.

الثالث: الطاعة العمياء لولي الأمر حتى وإن كان شاذاً ومارس الزنا وشرب الخمر على الهواء مباشرة يومياً على الشاشات -كما قال أحدهم- وهذه روح العلمانية التي انبثقت من أمها الماسونية فصنعت فراخها أمثالكم، وهذه النوعية التي تترنح ما بين “الكهنوتية والدياثة الأخلاقية والسياسية”، وهذه الدعوة لا شك التي تعتمد عليها “القوة الخفية” مستقبلاً لشرعنة كل الكفر العلماني الذي يعتمد على فصل الدين عن الدولة، ومن ثم شرعنة كل أطياف الكفر تحت شعار “عليك بخاصة نفسك”، وذلك لقيام النظام الأوحد الذي يدير العالم، الذي من أكبر عوائقه اليوم دين الحق؛ دين الإسلام، ودعوة الحق الإسلامية المشهورة عالمياً بعدالتها ووسطيتها وسلفيتها الحق؛ فلذلك، صنعكم أسيادكم لمواجهة الدين والدعوة الحق للإيهام أنكم منهم  -أي من الدين والإسلام والمسلمين- وأنتم “الكهنوتية الساذجة” من أجل تسييح الدين والأمر لينقاد المسلمون بسلاسة كما يظن من صنعكم.

إنكم خير من يمهد الأرض لدعوتهم “الإبراهيمية ” ومثيلاتها التي يدعون، وهذه النوعية من الدعاة هم ذروة الصناعة المخابراتية الماسونية بعد تجارب العدو بعبيد صنعهم سابقاً من أمثال الديصانية والسبئية والفرماوية والبابية والبهائية والقاديانية وفاضل يهوذا، والدونمة ويهودها.. وأمثالهم على مر الزمن، واليوم يصل العدو الذروة صناعةً مستفيداً من صناعاته السابقة وأخطائها ونقائصها، فكانت الذروة اليوم تضليلاً؛ في صناعة السلفية المزيفة من أجل بدء المواجهة المفصلية اليوم، حسب تصوري الشخصي.

 

 

 

_________________

إعلامي كويتي.

Exit mobile version