من هو العدو الأول والأخطر؟

 

قبل “طالبان”، طالب أهل الزيغ والكذب بالسيطرة على البطل أردوغان الذي نقل تركيا نقلة نوعية في كل مجال، حيث رفعها ونقلها من القاع إلى القمة، ودخلت تركيا ضمن “العشرين”، فلذلك تم التآمر عليه من جموع الحقد والحسد، وكارهي الإسلام والدين والأخلاق بكل ما استطاعوا من حركة، وكيداً له ولتركيا.

بعد تركيا، جاءت “طالبان”، وهي تحاول وتبذل كل الجهود على أن تظهر بالشكل اللائق شرعياً وإنسانياً، فلذلك طالبت بالتحدث للعالم من خلال الأمم المتحدة، وطالبوا بذلك رسمياً، إلا أن الأمم المتحدة يبدو أنها ماطلت حتى يكون المتحدث الرسمي أيزاكزاي! رغم بيان “طالبان” أن أيزاكزاي لا يمثل أفغانستان رسمياً، وأن من يمثلها رسمياً سهيل شاهين، الذي استقر في قطر الحبيبة سفيراً للأمم المتحدة لأفغانستان.

تقافز جنادب أدعياء الإنسانية تشكيكاً في “طالبان” بادعاء حقوق الإنسانية، وحقوق المرأة والمساواة، وكل ما يخطر على البال من كذب إعلامي، لا لشيء إلا من أجل التشكيك في الإسلام وليس المعني عين “طالبان”!

يبذل إعلام الجنادب كل الجهد والسبل من أجل صناعة رد فعل غير مدروس من “طالبان”، ومن ثم تحميل الإسلام مساوئ رد الفعل هذا، والمتابع للإعلام الذي يناهض “طالبان” يجده الأسلوب نفسه في حربه على أردوغان وتركيا وقبلهم مصر في أيام مرسي رحمه الله تعالى.

ولكن يأبى الله تعالى إلا أن يكشفهم، ويظهر ولاءهم للصهيونية العالمية التي هدفها محق الدين، وعداءهم للإنسانية التي يدعونها.

ها هي الهند الهندوسية تمارس أبشع الجرائم، وأسوأ التعامل مع الإنسان المسلم الهندي، ومع ذلك، ما سمعنا من تلك الجنادب ما يدين هذا التصرف، وخصوصاً في الدول التي هي محور من محاور الجريمة؛ روسيا وفرنسا والصين، وعدد لا يستهان به من الدول العربية.

الغريب بالفعل داعش، نعم داعش، ما سمعنا له صوتاً أو نفساً من أنفاسه المنتنة يوم أن كان سيدته أمريكا في أفغانستان، ولكن عاد له إسلامه ورجولته بعد أن خرجت أمريكا من أفغانستان! والشيء بالشيء يذكر؛ نتمنى من “داعش” أن يكون له موقف أو حتى قول حول ما يجري للمسلمين داخل الهند، إذا كانت لديه مروءة ورجولة!

نعم، تم القتل، والذل والاعتداء على أعراض المسلمين، وتشريد أكثر من 20 ألف أسرة، وهدم مساجدهم في آسام وحدها بادعاء أنهم استغلوا أراضي الدولة، وهو القول نفسه لرئيس دولة عربية هدم المساجد بنفس العذر والكذبة، خدمة للصهيونية العالمية!

لا شك، حينما قال الله تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) (الأنفال: 60) لم يقلها الله لنا من أجل الترهل الفكري والعلمي والتشدق المعرفي!

ولكن مع الأسف، حينما نريد أن نذل جماعة مسلمة تشدقنا بها من أجل اتهامهم خوارج، ونعد العدة لمواجهتهم! وسندنا ومنطلقنا هذه الآية الكريمة، وحينما نواجه العدو الحق نلجم أنفسنا بأحقر لجام، وهذا ما أشارت إليه الآية إشارة دقيقة جداً بقوله: (وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ)، وهم العدو الخفي والأخطر على أمة الإسلام والدين العظيم، نعم العدو الخفي الذي إن عد العدة ولا يعدها إلا من أجل إقصاء الإسلام والدعاة الذين يختلف معهم فقط.

تبين لنا الآية أن العدو الظاهر والخفي لا يرهبه إلا المسلم العامل، الذي يعد العدة، ويعمل في الحاضر للمستقبل كما يفعل البطل أردوغان، وتفعل “حماس”، فلذلك لا نستغرب إذا علمنا أن جميع منحرفي العالم من علمانييهم، وملاحدتهم، ويهود وصهاينة ومنافقين متخفين، جميعهم رغم إجادتهم تمثيلية التباين والتضاد، فإن هدفهم واحد لا غير؛ هدفهم ألا تعمل هذه الأمة بمفاهيم ومعاني هذه الآية الكريمة، وما تحث عليه من عدة تحفظ كرامة الأمة، فلذلك العدو الأول والأخطر من اليهود والنصارى والملاحدة، ذاك العدو الخفي فهو الأخطر، ومن دلائله أنه لا يعبأ بإخوانه وما يحدث لهم من سوء، ولا يلتفت إلى مقاصد هذه الآية الكريمة، ولا يعمل فيها إلا إذا سعى ليضرب إخوانه المسلمين واتهامهم بالخوارج، كما يفعل بعض أدعياء السلفية، والسلفية منهم براء، ومقابل هذه النوعية من أدعياء الدعوة إلى الله والعلم، ونذكر مقابلهم د. عجيل النشمي، حفظه الله تعالى، وأمثاله، ونقول: جزاك الله خيراً أبا ياسر، وأكثر الله من أمثالك من علماء تحتاجهم الأمة والأجيال، ونحن إن شاء الله بخير وعلى خير ما دام العلماء أمثالك بيننا، حفظك الله.

نعم أكرر، هناك هدف خفي يعمل له ومن أجله قادة وخدم، ويبذلون كل الجهود والقدرات على ألا تحصل تركيا على تأييد لها من دولة كبيرة مسلمة أو عربية تتفق معها، فهم يعلمون أنه مجرد أن تتفق 3 دول إسلامية بما فيها تركيا على منهج أردوغان، الذي أجاد العمل بالآية الكريمة التي ذكرناها، فإن الأوضاع ستتغير على الكرة الأرضية؛ فلذلك التنظيم العالمي اليوم في كل طرحه ظاهرة لنا مقاصده، وإن كانت تحت الخفاء فحركتهم تقول: “تركيا أردوغان يجب أن تُعزل بشتى الطرق، والوضع مع الإسلام اليوم مفصلي”.

إما الإسلام وإما اليهودية التوراتية النورانية! هذه هي الحقيقة التي تحرك إنسانية أدعياء الإنسانية، وعند دمار المسلم والمسلمين وقتلهم وتشريدهم كما هو حاصل في آسام الهندية اليوم، فالصمت هو الحق والإنسانية، والشريعة الحق عند البعض من أدعياء الإسلام والتوحيد، والصمت هو الحق للهندوسي المتغلب!

يجب أن نعلم كمسلمين من هو العدو الأول والأخطر على أمة الإسلام والدين!

علينا أن ننظر إلى الأحداث، والتعامل معها من قبل أدعياء الإنسانية، وردود فعلهم مع مصر أيام مرسي، ومع أردوغان وتركيا، والآن “طالبان”، اليوم مع مسلمي الهند، هناك خيط مشترك يربط تحركهم للخلاص من الإسلام والمسلمين استباقاً، ولا نامت أعين الجبناء من جامية ومداخلة ورسالنة وباطنية. 

 

 

 

 

 

 

________________________

إعلامي كويتي.

Exit mobile version