إلى محبي الصيد والقنص!

نعم، موسم الصيد والقنص هو الموسم الذي تتوافر فيه الطرائد أرضاً وسماء، فيقتنص أهل القنص والصيد الأذكياء الفرصة وبذل كل الوسائل المبتكرة التي لا تدل إلا على ذكاء ونباهة وفطنة وكياسة، سخرها كلها من أجل عدم ضياع الفرص واغتنام الموسم قبل رحيله، فيعمل الكيّس لصيد ما يمكن صيده في رحلات الصيد والقنص، وهذا دليل الذكاء والفطنة.

نحن في موسم الصيد والاقتناص؛ العشر الأُوَل من ذي الحجة، وهي الأيام المباركة العشر الأُوَل منه، وهي أيام تختلف عن أيام السنة الأخرى، بل هي أعظمها وأكثرها كموسم للصيد واقتناص ما تحويه هذه الأيام العظيمة من خير، ومن ثم العمل خيراً كبضاعة يضاعف فيها الأجر في هذه الأيام المباركة.

هي أيام فضيلة، وأقسم فيها جبار السماوات والأرض الملك العظيم، وذلك بقوله تعالى: (وَالْفَجْرِ {1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ) (الفجر)، ولا شك أن هناك شبه إجماع من المفسرين على أنها هي الأيام العشر الأُوَل من ذي الحجة، التي تتعلق فيها الكثير من الأحكام والفضائل التي تنتظر القناص الذكي الكيّس الفطن الذي يجيد اغتنام موسم الصيد، ويسعى القناص لكسب الرحمات والعفو والمغفرة من العفو الرحمن الرحيم.

هي أيام فضيلة يتضاعف فيها العمل، وأجمع أهل العلم والفقهاء، أن الكيّس الفطن المؤمن هو الذي يجتهد في هذه الأيام بشكل مضاعف مقتنصاً خيرها وما وعد فيها أكرم الأكرمين العفو الغفور الرحيم رب العرش العظيم، وكما بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام”، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء”.

فهي من الأيام التي باركها الله تعالى وميّزها، وحتى الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم حث على استغلالها بالأعمال الصالحة، ولا شك لا يستغلها إلا الموفق من الله تعالى الذي أجاد القنص والاقتناص، فعمل الصالحات في هذه الأيام المباركات التي لا حدود فيها للأعمال الصالحة أو نوع معين منها، فهي شاملة: الصيام، الصدقة، طلاقة الوجه، القرآن تلاوة وحفظاً ودراسة، والذكر، والدعاء.. إلخ، وهي أعمال عامة وشاملة إلا أن الأجر فيها مضاعف وله ميزة كما بينها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وكان قدوتنا وأسوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصوم 9 ذي الحجة ويوم عاشوراء و3 أيام من كل شهر، وهي جميعها مواسم الصيد والقنص.

إنها أيام فضلها الله تعالى على غيرها، بل هي أعظم أيام السنة وتشمل أفضل يوم وهو يوم عرفة، وهو يوم الحج الأكبر، وكما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القرّ”، ويكفي هذه الأيام أن يتخللها يوم عرفة وأداء مناسك الحج، وكما قال صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة”.

أكثروا فيها الأعمال الصالحة.. أكثروا يا أهل الذكاء وحسن القنص وأحسنوه، ولنحسن الفرار من الله إلى الله، اقتناصاً لهذه الفرص والأيام التي أمرنا بها بالعمل الصالح أكرم الأكرمين جل جلاله.

 

 

 

 

______________________

إعلامي كويتي.

Exit mobile version