وثيقة بيت في الجنة (١)

كيف تضمن استلام وثيقة بيت في الجنة، وكيف تبني هذا البيت في الجنة وتحصل على الضمان وأنت في الحياة الدنيا؟

لا شك أيها القارئ الكريم؛ حينما يسمع الإنسان الفطن الحصيف أنه باستطاعته الحصول على بيت في الجنة؛ سيبذل الجهد وكل السبل التي من خلالها يحصل على هذه الوثيقة التي تؤكد له بيته في الجنة.

ولا شك أن البيت في الجنة لا يماثله بيت من بيوت الدنيا مهما كان مستوى ورقي هذا البيت الدنيوي، فالجنة ترابها الزعفران والمسك، وحصباؤها لؤلؤ وياقوت، وكما هو معلوم الجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، وما خطر على قلب بشر.

من أعظم الانجازات في الدنيا أن يبني الإنسان له بيتاً مريحاً جميلاً، فتخيل أنت اليوم في الدنيا أعطاك الله تعالى القدرة لبناء بيتا لك في الجنة وتستلم وثيقته وتضمن ذلك وأنت هنا في الحياة الدنيا!

بداية نذكر ونذكّر بقول الله تعالى القائل: ” إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ “.

نعم الالتزام بمضمون ومعاني هذه الآية الكريمة هي أرضيتك للمطالبة بوثيقة البيت في الجنة.. تكون من:

١- عمار المساجد.

٢- تؤمن بالله واليوم الآخر.

٣- تقيم الصلاة.

٤- توتي الزكاة.

٥- لا تخشى إلا الله تعالى.

بعد هذا يكون الحكم أنك من المهتدين، وعسى من الله تعالى تعني التأكيد.

بعدها نبدأ عملاً للحصول على وثيقة البيت في الجنة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ “، هذا الحديث فيه من الاعجاز اللفظي والعملي الشيء العجيب، فلو دققنا فيه نجد أنه لا يمكن أن يصلي الإنسان في مساحة كمفحص قطاة، ولكن أهل العلم اخذوا اللفظة فهماً من باب التعاون والتظافر، وأكدت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية؛ أن هذا الحديث، وهذا التعبير الدقيق يفتح مجال المشاركة في بناء المساجد مهما كان المبلغ قليلاً وحسب الاستطاعة، فهذه المبالغ القليلة تجعل من المفحص مفاحص عديدة وتكون حينها كبيرة بجمعها، وجديرة لصلاة الجماعة للإنسان، وحينها يكون كل من ساهم في هذا المسجد وإن قل سهمه إلا أن الكريم العظيم الوهاب مقابل هذا القليل ” مفحص قطاة ” مقابله بيت في الجنة.

وهكذا أيها القارئ الكريم؛ نجد بلاغة اللفظة وعظمتها خصت الغني والفقير للحصول على هذا البيت في جنة الخلد، واستلام وثيقته في الدنيا، وهي – الوثيقة – بناء المسجد وإقامة الصلوات فيه، وإن كان سهمك فيه كمفحص قطاة أو أقل من ذلك وأصغر كما جاءت اللفظة في الحديث.

وحسب أقوال أهل العلم فهذا لا يعني فقط بناء المساجد الجديدة؛ بل يشمل أيضاً تجديد المساجد وترميمها كما بينوا ذلك؛ أو تأثيثها، أو تجديد أثاثها وهذا ما تحمله اللفظة ” مفحص قطاة “.

المفحص للقطاة هو موضعها الذي ترقد فيه على بيضها أي هو عشها، وبصفتها طائر صحراوي فعشها يكون في التراب.. ولا شك اللفظة فيها المبالغة في بيان كرم الله تعالى لعباده، والمبالغة في الاندفاع في عمل الخير وعدم الاستهانة فيه وإن قل، وهو قول مثيل قوله صلى الله عليه وسلم ” ولو بشق تمرة “.

نكمل أسباب الحصول على وثيقة البيت في الجنة في المقال القادم إن شاء الله تعالى.

ـــــــــــ

إعلامي كويتي.

Exit mobile version