الصحوة والفكرة بعد كورونا

بداية، أبدأ بالجهاز الإعلامي الحكومي “تلفزيون الكويت” و”الإذاعة الكويتية”.

وأقولها وبكل فخر: من حيث عين القضية “جائحة كورونا” حيث التطعيم ومواجهة الإشاعات، وأسلوب الاحتياطات لعدم الإصابة؛ حقيقة ما قصرتم، وكنتم وما زلتم تعملون بكل اقتدار واحتراف في عين القضية ومواجهتها بكل حرفية واقتدار.

ولكن، في مثل هذه الأحوال نحتاج إلى النظرة الإعلامية الشاملة المتكاملة، التي ترى تطبيق المطلوب وطرحه بسلاسة وفن في مواجهة الأمر، وهذا حقيقة نجحتم فيه باحترافية، كما أسلفت، وهناك أمور أخرى تسير مع القضية أو مع المشكلة، أو بالأحرى هي تداعيات وظلال للمشكلة؛ وهي الأمور النفسية والأمور الترفيهية لمواجهة الأمور النفسية.

أظن -حسب ما أعلم- والتلفزيون بالذات لم يوفق في ذلك بشكل متكامل، والذي أعنيه “الوضع النفسي للشارع” و”الوضع الترفيهي” الذي لا شك له أثره الإيجابي على النفس والنفسيات؛ هذا أولاً.

ثانياً: لا يختلف أحد منا أن هذه الجائحة (كورونا) قد “هلهلت” اقتصاديات دول ومؤسسات كبرى محلياً وإقليمياً وعالمياً؛ مما جعل تلك المؤسسات تنتهج نهجاً فيه تصرف يميل إلى الخشونة! حيث تسريح الموظفين ما استطاعت تلك المؤسسات، ولأنها لو لم تفعل ذلك لا شك ستكون كالريشة في مهب الريح! فلذلك نقول، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا على أن نكون على استعداد وبشكل جيد لمواجهة شيء كهذا مستقبلاً، وأسأل الله تعالى أن يوفق أجهزتنا الإعلامية للعمل على تأهيل الشارع الكويتي بكل طيوفه لذلك وقبوله استباقاً، أو بالأحرى تحذير مؤسسات الدولة وغيرها لتجنب الوصول إلى هذا الأمر الخشن مستقبلاً، ووضع المصدات له والحلول، والأخذ بالأسباب استباقاً لعدم المرور في هذه التجارب المؤلمة للوطن والمواطن والمقيم، وإن كان لا بد نسارع في وضع الحلول المناسبة لها.

لا شك أن هذه التجربة السلبية الناتجة عن “الجائحة” استفدنا منها في كثير من الأمور، كما أن هناك الكثير من السلبيات، ولكن يجب أن نركز على ما هو إيجابي وتعزيزه، ونضع الحواجز للسلبيات لتقليلها ما استطعنا مستقبلاً، خصوصاً أننا من أكثر الشعوب عالمياً استهلاكاً، والإنتاج بالنسبة لنا شيء لا يكاد يذكر.

أقول وأذكّر، كما يقول أهل الهمم العالية: لنجعل من المحنة منحة، نعم منحة لتغيير الحياة إلى الأفضل، والمستقبل إلى ما هو أكثر إيجاباً من حيث الإنتاج، وتقنين الاستهلاك على مستوى الدولة وحتى على مستوى الفرد، والاستفادة من تجارب الغير، وهذا أمر مهم، والعمل له مبكراً يضمن لنا عدم مساس مدخول المواطن والعامل، وهذا لا يتكون ولا يتعزز ويتأصل إلا من خلال مناهج التعليم، وترويجه بكثافة وفنية عالية من خلال وسائل الإعلام كخطاب إعلامي، لنؤسس أجيالاً تسير على هذا النحو والتجديد والتغيير الأمثل والأفضل مستقبلاً، مستفيدين من تجربة المحنة وتحويلها منحة.

أخيراً، نعم انتقدتُ الإعلام بعض الشيء في جانب، ولكن هذا لا يعني أنهم دون مستوى الحدث، بل على العكس كانوا وما زالوا يعملون فيما هو من صميم مواجهة المشكلة وبمستوى عال وجميل، ولكن لا يمنع من وجود نقص هنا أو هناك كإعلاميين عموماً، ووزارة الإعلام خصوصاً، وللجميع أقول: جزاكم الله خيراً، وبارك في جهودكم.

 

 

________________

إعلامي كويتي.

Exit mobile version