من لهم غير الله تعالى؟!

نعم الكويتيون فئة البدون من لهم غير الله تعالى أولًا وآخرًا، فمن أخذ بالأسباب كان الله معه، ومن لم يأخذ بها تقصيرًا أو عدم قدرة كالإخوة الكويتيين البدون، نقول لكل من ظلمهم: الحذر الحذر، إن الله تعالى ناصر المظلوم ولو بعد حين.

الحكومة حينما تسعى من أجل الحصول على معلومة عن هذا المواطن أو ذاك، أو هذا المقيم أو ذاك؛ نجدها تستخرج المعلومة بأسرع مما نتوقع، تظهر هذه المعلومات وبكل دقة وبسهولة؛ وكما نقول: “بكبسة زر”، ومن ثم تقدمها لمن تريد من جهة حكومية أو غيرها!

في مسألة الكويتيين فئة البدون، نجدها دائمًا تدعي الغموض وعدم المعرفة والجهل بأصول هذا أو ذاك! وكأن البدون “طرثوث” فجأة ظهر في الأرض بعد الوسم والربيع! وهم يعلمون جميعهم وجميع لجانهم تعلم، ومسؤولوها يعلمون، من هو الكويتي فئة البدون الحقيقي، وتعلم من هو الذي يدعي ذلك زورًا وكذبًا، والحكومة مع الأسف وكأنها فرحة بهذا الكاذب فتتمسك به من أجل تبرير “خمولها” في الأمر! على أساس أنهم كذبة، ويجب أن تعطل العملية ولا تهب الجنسية لمن يستحقها حقًا، وهذا أسلوب من يريد استعباد العباد، وضعيف الحجة الذي يبحث عن الخطأ ليتحجج به أمام الآلاف من الحقائق والصواب، ومن أجل هذا الشاذ يظلم ويمنع الآلاف من أهل الحق عن حقهم، ويسعى أهل النقص تربويًا وإنسانيًا لإذلالهم وإيذائهم.

وها نحن بين فترة وأخرى نسمع عن بدون فارق الحياة انتحارًا بسبب الاضطهاد والوضع الاجتماعي والمالي والذاتي! وهذه أمور لا يشعر بها إلا من يعايشها، والغريب بالفعل؛ كثيرًا ما نتحدث عن الإنسانية وإعانة الفقير والمحتاج خارج البلاد، وهذا أمر نعم نفتخر به وفيه، ولكن الأولى أن نلتفت إلى من هم منا وفينا من فئة البدون لتعديل أوضاعهم قبل غيرهم ورفع المعاناة عنهم.

من أغرب ما سمعته وأكده لي كثير ممن مر بهذه التجربة، ما سمعته من قوانين سابقًا، وأعتقد من وضع هذا القانون ووافق عليه لا يخاف الله تعالى؛ وناقص عقل ورجولة حقيقة.. قانون يخص زواج البدون.

كان في السابق إذا تزوج البدون لا يمنح عقد الزواج إلا إذا رفع قضية اعتداء فيقدم لهم العقد!

أي قانون هذا وأي رجولة هذه التي وافقت على مثل ذلك؟! ولكن الحمد لله وبفضله سبحانه ثم بفضل تحرك بعض الرجال من أهل الكرامة والمروءة تم إلغاء هذا القانون “الشيطاني” الذي لا يمثل إلا من اقترحه!

كنا نتوقع حل مشكلة البدون إنسانيًا ووطنيًا، ولكن يبدو البعض منا ينتظر “فورة الدم” كما نقول محليًا؛ حتى يعمم الجريمة والخطأ حينها، وحتى يطعن في كل البدون بلا استثناء، ومن ثم حرمانهم من حقهم.

واليوم يتطاول البعض على من يحمل الجنسية الثانية ويدعي أنهم لا يستحقون أن يصوتوا للمجلس وما شابه، وما علم هذا البطل القومي الوطني أن هناك متجنسين في الكويت مضى عليهم أكثر من 80 أو 90 سنة، وجدهم مواليد الكويت، وأبا جدهم كويتي تجنس.

السؤال: متى يكون هؤلاء في نظركم كويتيين يستحقون كل حقوقهم؟!

علمًا أن الفن عند مروره وممارسته كفنٍّ غنائي بعد مائة سنة يكون فولكلورًا للبلد، ومن يتعدى عليه كفنّ بنفيه أنه فولكلور كويتي تقوم عليه القيامة! حتى وإن جاء هذا الفن من بلد آخر، ونحن بشر مضى عليهم ما مضى ويبقون بدوناً ومتجنسين حتى شروق الشمس من المغرب!

 

 

__________________

إعلامي كويتي.

Exit mobile version