مجلس التعاون

دول مجلس التعاون، بداية أقولها: العدو متربص بكم ويتقصدكم، وهو لا يهاب ولا يحترم إلا القوي الذي يملك ذاته وقراراته، دول مجلس التعاون أو دول الخليج العربي، نعم دول موحدة بطبيعتها الاجتماعية والعرقية والعقائدية، وتاريخاً لا شك ولا ريب وجغرافياً.

أما جغرافياً؛ فهي واضحة المعالم والحدود للكل؛ للجاهل والعالم، ولا يخفى أمرها على أحد، هي دول متجاورة جغرافياً من كل جهاتها براً وبحراً، وبعض دولها لها الميزتان؛ التجاور براً وبحراً، ولا شك من أقوى أواصر الترابط بين هذه الدول الشقيقة وكدول خليجية؛ جميعها تنتمي أو يربطها رابط الدين والعقيدة الإسلامية وأيضاً اللغة العربية لغة القرآن العظيم، ولا ينبغي أن نغفل أيضاً العلاقة حيث الأصول، فالعلاقة بينها بالأنساب جداً متقاربة وفي الأعراق، فهذه الدول جميعها أصولها واحدة، وجميعها قبائل عربية من قبائل الجزيرة العربية ذات الأصول العربية العريقة، ولا شك هناك من إخواننا المسلمين ممن انسجم مع هذا التواجد الاجتماعي انسجاماً أخوياً أعلى من انسجام العرق، وهو الانسجام العقائدي الإسلامي.

هذا التواصل الجغرافي العرقي الإسلامي العقائدي، جعل دول مجلس التعاون من السهل أن يتم الانسجام بينها والتوافق مستقبلاً، وهذا يؤهلها بتوافق وانسجام أعمق وأكبر من انسجام إقليمي بين مجموعة الدول، فالأرضية في دول الجزيرة العربية جداً مهيأة لذلك الانسجام الأعمق والأكبر، وهذا الانسجام هو الإرهاب والرعب المستقبلي بالنسبة للعدو المترصد والمتربص في أمتنا عموماً أمة الإسلام؛ فلذلك ما زال يبذل كل الجهود وبكل الوسائل على أن ينقل العداوات بين شعوب وأبناء المنطقة لا الأنظمة فقط!

أعتبر هذه السطور أعلاه عبارة عن مقدمة بسيطة أردت أن أؤكد فيها أو من خلالها أن دولنا الخليجية هي الجزيرة العربية، وأن التعاون بينها وذوبانها في بعضها بعضاً أمر سهل وأيسر بكثير من انسجام دول أوروبا فيما بينها، وذلك بشرط أن نبتعد عن الكبر والتعالي على بعضنا بعضاً، واستحضار التنازلات العقلانية والمنطقية، التي تقدم المصالح العامة للمنطقة عموماً على المصالح الحدودية الخاصة لكل دولة، ويجب أن تستوعب ثقافياً بعفوية شعبية وواقعية أن كل دولة من دول الخليج فيها من المميزات الطبيعية والفكرية والعلمية والمؤسساتية ما تتميز به إيجاباً عن أخواتها من الدول، وهذا يجب أن ننظر له بنظرة التكامل الإيجابي بيننا، وينبغي أن نركز على هذا التكامل الإيجابي ونصرف النظر عن السلبي ولو مؤقتاً، ثم نتدارك ما هو سلبي بعد القوة والصلابة والتماسك أكثر وأكثر.

نعم، عدو الأمة يسعى بكل قدراته تركيزاً وتأجيجاً لهذه السلبيات لظهورها فوق الإيجابيات، لشعوره -العدو- أن اتفاق هذه الدول مع تطور التعامل الإيجابي يعني مستقبلاً ستكون لها قوة وكلمة فاصلة، وهذا أمر بالنسبة للعدو مخيف ومرعب؛ لذلك، يجب علينا أن نستشعر معنى هذا المسمى “دول مجلس التعاون”، فهذا عنوان تجتمع تحته مجموعة الدول، وهذا العنوان لا يفهمه إلا العقلاء، ولا يسحقه إلا الرعناء وعدو الأمة الذي يترصدها!

نعم، كما يقول العنوان أعلاه، العدو لا يحترم إلا القوي المتماسك، ولا يحقر إلا من يبيع ذاته لغيره، ويجعل من ذاته حلساً يمر عليه العدو أو الخصوم.

فالقوي لا يلتفت إلا إلى القوي، أما من يبيع ذاته فلا يلتفت إليه العدو إلا إذا أراد أن يطأ قدمه أرضاً؛ جعله الموطئ الذي يعبر من خلاله داعساً عليه بأقدامه، وذلك بزراعة الفتن، ودعم الرعناء الذين لا همَّ لهم إلا الدنيا والحقد والحسد على الصالحين والدعاة من أهل الخير والصلاح والفلاح الساعين لترابط الأمة والمنطقة الخليجية وتماسكها.

ختاماً، اسأل الله تعالى أن يحفظ الجزيرة العربية ودينها العظيم دين الحق والبطولة والفوز دنيا وآخرة، ويديم الأخوة بينهم، نعم، الأخوة الإسلامية التي يحبها الله تعالى ويحبها الرسول صلى الله عليه وسلم وكل مؤمن حق، وما نسمعه من أخبار مفرحة وإيجابية يفرح بها المؤمنون والعقلاء الراشدون هذه الأيام؛ والحمد لله رب العالمين.

Exit mobile version