شهادة لله في حق د. عصام الفليج يرحمه الله

نُشهد لله، ونحن شهود الله في أرضه، بإخلاصه للعمل الدعوي والخيري.

وغيرته على الإسلام والمسلمين وقضاياهم وهمومهم حتى أواخر أيام حياته، يرحمه الله.

فكان وإلى آخر لحظة في وعيه وقدرته وهو -بقلمه السيّال وملكته الكتابية الانسيابية بشكل طبيعي وبلا تكلف- يكتب المقالات التوعوية والتغريدات الدعوية المليئة بالحس الوطني الإسلامي، ويتابع القضايا الإسلامية والدينية والاجتماعية فيتعامل معها بتفاعل إيجابي دائم يحدوه الأمل في الإصلاح، ولا يسمح للإحباط أن يجد محلاً له في حياته العامرة بالإنجاز.

وأبشركم، إخواني وأخواتي الكرام، بأنه خلف ذرية صالحة طيبة عرفتهم عن قرب، متميزة كل في مجال، ويرقبون برّه ورضاه، كما كان هو باراً بوالديه، ولا مجال للتفصيل هنا لسرد الشواهد العديدة المؤثرة في هذا المجال.

وقد وفَّقه الله تعالى بزوجة صالحة صابرة محتسبة وقفت معه في مسيرته الدعوية، ثم في محنة مرضه، فأحسبها شريكة في الأجر الدعوي والخيري بإذن الله تعالى ورحمته.

أما بصماته التي تركها فكثيرة:

أسسنا معاً فور التحرير صندوق التكافل لرعاية أسر الشهداء والأسرى، وكان نائب الرئيس والساعد الأيمن في التأسيس، ثم الرئيس بعد انشغالي في عمادة كلية التربية الأساسية ومسؤولية الأمانة العامة للأوقاف.

كما عملنا معاً في اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، فكان مبدعاً في مجال عمله فيها، مديراً لإدارة الإعلام والعلاقات العامة، ثم مساعداً للأمين العام، ثم أميناً عاماً، رائده خدمة رسالة اللجنة في خدمة الشريعة الإسلامية والعلاقات الأخوية الطيبة مع مرؤوسيه وزملائه.

ثم تزاملنا في تأسيس جمعية المنابر القرآنية التي كان فيها نائباً لرئيسها عند التأسيس فضيلة د. خالد المذكور حفظه الله.

ثم تفرغ للكتابة الدعوية من خلال الكتب الكثيرة والمقالات الوفيرة التي تشكل -وبلا مجاملة أو مبالغة- سجلاً دعوياً تربوياً زاخراً في تلبية الحاجات الدعوية الميدانية بعيداً عن التنظير والمثالية.

وكان يرحمه الله صاحب مبادرات في محيطه، حيث لم يكن يوماً شخصاً عادياً يعيش على هامش الحدث، بل يصنع الحدث ويوجهه بمبادراته الطيبة، ويعين الآخرين على الاختيار الأنسب لأولويات المرحلة ومبادراتها.

ولتعذرنا روحه الطاهرة إن غفلت وأنا أكتب لكم في هذه العجالة أي محطة مهمة من محطات إنجازاته يرحمه الله.

وأُشهد الله تعالى على موضوعية هذا الوصف دون مجاملة أو مبالغة، “وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين”.

رحمه الله رحمةً واسعةً وأسكنه فسيح جناته.

Exit mobile version