يا محمَّد يا منصور (3)

نعم “يا محمد يا منصور (3)”؛ لأنني أعتقد قبل أكثر من عشر سنوات تقريباً كتبت مقالاً بذلك دفاعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في جريدة “السياسة”، وتكرر هذا قبل فترة في مجلة “المجتمع”، وهذا المقال رقم (3).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء”.

نعم بدأ غريباً وليس ذليلاً، كان في البداية رغم قلة من كان حول الحبيب صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم لا يقبلون الهوان والذل، وبالفعل كانت هجراتهم تشير وكأنهم الغرباء، إلا أنها كانت اللبنات الأولى للقوة والعظمة، وبالفعل أسسوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دولة كبرى وعظمى، ما تركت من يتطاول على الدين والإسلام إلا وأدبته وأوقفته عند حده، وبالأخص من يتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان الصحابة يتفادونه في كل أمر وموقف، وعملوا العمليات الاستشهادية دفاعاً عنه صلى الله عليه وسلم وعن سمعته لعدم الطعن فيه، كما جاء ذلك في السير والمعارك، فكان منهم وفيهم خير الشهداء، وخير الرجال حماة للدين ونبي الله صلى الله عليه وسلم.

قرأت لبعض النكرات ساخراً من المسلمين اليوم في دفاعهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، كتب ساخراً من المسلمين الذين يطالبون بمقاطعة البضائع الفرنسية كيداً في “مايكروب” الرئيس الفرنسي، ويعزو هذا التحرك أنه تحرك بأمر من جماعة الإخوان المسلمين كما يدعي هذا النكرة، ويؤكد أن مقاطعة فرنسا دليل على أن مقاطعته وأمثاله لبضائع تركيا كان له أثر على تركيا، فكان المقابل تحركهم على فرنسا!

طبعاً هذا التفكير يدل على أن هذا الرجل كما نقول “يخلط ماي ودهن”، “الماكينة قايمة عنده”.

نذكّر هذا النكرة ومن يتأثر به ببعض مواقف للصحابة دفاعاً عن الحبيب صلى الله عليه وسلم، ونبدأ بسيدنا أنس بن النضر يوم أن انكشف المسلمون في “أُحُد” حينما تبعثر الجيش المسلم، فصاح أنس بن النضر قائلاً: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، ثم تقدم وهو يقول: إنها الجنة، وإني أجد ريحها من دون أُحُد، وبالفعل وجدوه دون أُحُد شهيداً، وفيه أكثر من ثمانين ضربة سيف وطعنة رمح وسهم.

أما من أساء للرسول صلى الله عليه وسلم تم قتلهم مثل كعب بن الأشرف اليهودي، وأبي رافع اليهودي.

أما كعب فهو إعلامي حسب مصطلحات اليوم، فهو رجل إعلام يقابل الإذاعة أو الصحافة، فهو شاعر من بني النضير، ورغم ما تم من اتفاق في المدينة والصحيفة، فإن الصحابة من جماعة الأوس قتلوه لأنه حرّض المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم، وتكلم بنساء الصحابة بأشعار خادشة للحياء، وكما اليوم تنشر فرنسا صوراً لسيد الخلق ما هو خادش للحياء والخلق، أيها القارئ الكريم.

وأبو رافع اليهودي أيضاً رجل إعلام أو وسيلة إعلام، فهو شاعر وفارس يهودي، ورغم فراره إلى يهود خيبر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مجموعة من الصحابة بقتله؛ لأنه مؤسسة فساد ولم يكن رجلاً يمثل نفسه فقط وغيرهم كثير.

واليوم نقول لهؤلاء النكرات الذين سعوا لمقاطعة دولة مسلمة تحت شعارات كاذبة ومنافقة إلا أنهم لم ولن ينطقوا بحرف أو بكلمة دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أيضاً من حقنا أن نتقدم ببعض الأسئلة أو التساؤلات وقبلها نقول: شكراً، وجزاكم الله خيراً يا جمعيات تعاونية، وجمعيات نفع عام، ونقابات كويتية؛ لموقفكم المشرف بمقاطعة البضائع الفرنسية نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: سؤال نطرحه على المؤسسات العلمية في عالمنا الإسلامي وعلى علماء الأمة، سواء الأزهر ومؤسساته أو التجمعات الإسلامية عموماً، أو التابعة للجامعة الإسلامية! أو هيئة كبار العلماء وغيرهم: ألا يحق لكم شرعاً أن تقدموا سؤالاً للمسؤولين في الدول الإسلامية بصفتكم المسؤولين عن الدين، أن تتقدموا للمسؤولين بهذا السؤال: ماذا قدمتم نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أو ماذا تنصحونهم فيه وبه حتى لا يتحرك كل إنسان ومن ثم يُتهم بالإرهاب ودين الإسلام يكون هو المعني بذلك؟

أم الدفاع عن محمد صلى الله عليه وسلم ليس من شأنكم وتخصصكم؟!

Exit mobile version