لماذا التطبيع ومن أجل من؟! (1 ـ 6)

كثر الكلام حول التطبيع مع الكيان الصهيوني، وخلط البعض بقصد من أجل تضليل عامة الناس ما بين ” التطبيع والصلح ” شرعاً!

على مر التاريخ لا توجد أمة وثقت في يهود إلا كانت النتيجة في آخر المطاف غدر اليهود في هذه الأمة أو تلك التي وثقت فيهم وآوتهم.. فلذلك.. أخذ النصارى بداية مواقف صلبة ضد يهود وذلك لمواقفهم من السيد المسيح عليه السلام، وكما يظن النصارى أن اليهود من قتل المسيح، فلذلك عمل اليهود تطبيعاً، واغراءا، وشراءً بالمال؛ وكيدا حتى رضي عنهم النصارى وتطبعوا بطبيعتهم حرباً على الأديان، واستمرت بلدانهم هكذا بتنظيمات مجرمة ومناهج خسيسة؛ لا هم لها إلا تدمير دين الإسلام بصفته الحق الوحيد الباقي على الأرض كدين سماوي.

وها نحن ننقل لك أيها القارئ الكريم ما قاله ” لافي موسى لافي ” المستشرق الأعظم في محفل فلسطين، وهو دليل عملهم الدؤوب ضد الرسل والأديان، ونجعل قوله عند هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بداية.

وقول ” لافي موسى لافي ” هذا يدمج فيه الكلام على الرسولين بعد موسى، سيدنا عيسى وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال في المسيح وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بعد هجرة محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ويتبين من كلامه مدى حقده أو حقد اليهود على الأديان، وبالذات التنظيمات الماسونية والتي لا يمكن أن نفرق بينها وبين يهود عقيدة وفكراً وحركة.

يقول المستشرق الأعظم في هيكل فلسطين: ” في أواخر الجيل السادس للدجال يسوع الذي اضنكنا بتدجيلاته ظهر دجال ادعى النبوة بالوحي، يدعو العرب لعبادة الله بدل من الأوثان، ويقول: ” ومال له كثيرون في مدة قصيرة فقمنا نناهض دعوته ” ويقول أيضاً: ” أصبحنا ننادي أنه ويسوع واتباعهم دجالون “.

هذا ما يراه يهود في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي الرسل عموماً، فلا أدري على أساس يتم التطبيع مع قوم يرون من طبع معهم أصلاً ليس إنساناً؛ بل هو نطفة حصان، ولكن إكراماً لهم ليكون لائقاً لخدمتهم، جعل الله صورة هذا الحيوان كأنها صورة إنسان.

فلذلك.. نقول لا تفرحوا بالتطبيع، فهذا التطبيع تم الرسم له منذ زمن بعيد وقرون عديدة، وبداية بدأ مع النصارى قبل المسلمين حتى تم انحرافهم من خلال هذا التطبيع والتدليس والتآمر، فأخرجوهم من دينهم لخدمة منظماتهم اليهودية! الماسونية! الصهيونية!  العلمانية!  وبدأ التخطيط له من أجل القضاء على الدين والديانات السماوية والأخلاق الحميدة، وكما هو معلوم قامت هذه المنظمات منذ عام ٤٣م من أجل هدم الدين وصناعة النظام الأوحد العالمي التوراتي !

هل من الصدفة أيها القارئ الكريم أن يتفق كل من يحارب الدين بنقاط معينة ولا سواها على مر القرون والسنوات هي هي يتم الاتفاق عليها من قبل كل من ” ابن سبأ، القرامطة، الديصانية، الصليبية، البابية، البهائية، القاديانية، الزرادشتية، منحرفي الصوفية، الشيوعية، الباطنية عموماً.. الخ “

نعم.. لم ولن يختلفوا على هذه الأمور في مناهجهم ودعوتهم جميعهم كانت دعوتهم:

١- التشكيك في التوحيد .

٢- التشكيك في عدالة الصحابة .

٣- التشكيك في السنة النبوية وعلومها .

٤- العمل الدؤوب لهدم دولة الإسلام .

٥- العمل الدؤوب لرفع فكرة دولة إسلامية من ثقافة المسلمين ودعوتهم .

٦- وهذا في النهاية نتيجته الكفر في القرآن والتحريف والتخريف فيه وهو مربط الفرس .

نعم .. إلا أن هذا المطلب الأخير مدبب لا يطرحونه بشكل مباشر، فبالطرح المباشر المدبب يثير المقابل، لذلك، لا بد من البدائل والفرشات لذلك بشكل أو بآخر مثل صناعة الدساتير العلمانية بداية وفصل السياسة عن الدين ومن ثم اللعب والتشكيك في الدين من خلال رجال الدين المتناقضين ظاهرياً المتفقين منهجاً ولباً.. نعم.. رجل الدين المتشدد حقداً الذي لا يتورع في مسلم ويتزلف للنصارى واليهود، والانبطاحي الذي يسعى لتقريب صهيون ويرى قربهم أولى من قرب المسلمين وحماس والقسام، وهذا لا شك يصنع الاشمئزاز للأجيال من أتباع رجال الدين ومن ثم الابتعاد عن الدين في أقل الأحوال إذا لم يكن هذا قائم لصناعة الصورة الذهنية للأجيال وتطبيعهم على ذلك؛ وأن الدين هو الدمار كما تقول الماسونية، ومن ثم الوصول إلى محور عملها وهدفها تهميش الدين، أو نصب العداء له ومحاربته!

نعم من أهدافها القضاء على الدين؛ إما عن طريق تسييح الأديان أو العمل التدريجي للانحراف.

عندما ذكرنا سالفاً ” تطبيع ” أو عمل دساتير علمانية لا دخل لها في الدين ومن ثم مع مرور الزمن؛ من السهل تجريم الدين من خلال الدستور ولكل من يعمل بالدين وللدين، أنه يعمل بانقلاب، وعمله هذا مخالفة دستورية ظاهرة، ويجب محاسبته قانونياً كما فعل أتاتورك في تركيا.

ومن أقوال الماسون اليهود الذين يسعى البعض بكل ما استطاع من أجل التطبيع معهم وتلميعهم مخالفين كتاب الله تعالى وقوله في يهود السلبي المضطرد؛ تقول الماسونية الصهيونية العالمية سعياً لإزالة الدين لتحل محله فكرة ملك “إسرائيل”.

تقول الماسونية اليهودية متفقة مع العلمانية والباطنية المتزندقة والشيوعية الملحدة تقول: ” لايكفي التغلب على الأديان والمعابد، فالقصد هو محو الأديان، وبعد أن نفرق الدين عن الدولة نبدأ بمحاربة الإله”.

وهذا أيها القارئ الكريم، لا يأتي إلا بالعمل الدؤوب من أجل انتزاع الدين من القلوب والصدور عنفاً وتصفية، ودعوة تآمرية تخترق الإعلام ومناهج التعليم، أما العنف فهو معلوم بالاعتقالات للصالحين من الدعاة والعلماء الصادقين، وتكميم الأفواه الصادقة وتصفيتهم، وإطلاق يد المنافقين في ميدان الدعوة والحركة، ونشر ما يقوله العلماني ” هاشم صالح ” وأمثاله: ” أنا لست ضد رجال الدين في المطلق بشرط أن يتركونا نشرب ” العرق والويسكي ” ونغازل الآنسات والسيدات وبقية الحريات “

وعليك أن تفهم بقية الحريات أيها القارئ الكريم التي يعنيها هذا العلماني؛ فهي لكل ما هو شر يضعف الإسلام، كبناء معابد وثنية، وهدم المساجد، وتعزيز الكنائس، ودعم المثليين، والتفريط في المقدسات مثل المسجد الأقصى وفلسطين والحبل على الجرار.

– يتبع –

[ اجمعها مع بقية المقالات ستكون لديك معلومة متكاملة جيدة]

 

ــــــــــــــــ

إعلامي كويتي.

Exit mobile version