“النورانيون” والبيعة.. بين الركن والمقام

بداية، وحتى لا تختلط الأمور على القارئ الكريم، نتحدث تبيانًا حول “النورانيون”، وإن كنا تحدثنا فيهم وعنهم فيما سبق بمقالات ورسائل عديدة، وبيّنا من هم وما دينهم وعقيدتهم ومبادئهم، وما هو عملهم الدنيء في ومن أجل استحقار الإنسانية، وأن الأنسان عندهم عبارة عن حيوان بالأصل، ولكن إكرامًا لهم جعله إلههم بشكل إنسان ليكون جديراً شكلاً وأداء لخدمتهم ويليق شكلاً لمقامهم بصفتهم شعب الله المختار!

“النورانيون” هم القيادة العليا للماسونية الصهيونية العلمانية العالمية، التي تم تأسيسها رسمياً -بعد ما كانت خفية تحت مسميات عدة- “النورانية” بطلب من أصحاب المال اليهودي في القرن السابع عشر الميلادي تقدموا بطلبهم من البروفيسور الألماني وايزهابت، وكان من بعده خليفته الجنرال بايك، الذي كان الكاهن الأكبر لعقيدة “عبدة الشيطان”، والموجه الأول من بعد أستاذه لقوى الشر عبادة الشيطان.

حينما نقول “النورانيون” قيادات الماسون العليا عبدة الشيطان لم نكن مبالغين، كما يروج البعض تبرئة لأسياده الماسون.

نعم، هناك العديد من الوثائق في المتاحف تؤكد ذلك، وهذه رسالة تعتبر من أعظم وأهم الوثائق التي تبين إله “النورانيون” الماسون العلمانيون، هي الرسالة التي كتبها الجنرال بايك إلى المحفل الماسوني الصهيوني الأمريكي الأكبر يوم 14/ 7/ 1889م، منبهاً المحفل الذي بدأ يدير العالم من أمريكا، موضحاً المنهج والالتزام به قائلاً:

“يجب أن نقول للجماهير: إننا نعبد الله.. ويجب علينا نحن الذين بلغنا مراتب الاطلاع العليا أن نحافظ على نقاء الإيمان بألوهية الشيطان.. أجل الشيطان؛ هو الإله، ولكن الله أيضاً لسوء الحظ إله”! “إذ إن وجود إلهين متقابلين أمر محتوم، ولا إله إلا هما، فلذلك نعتبر عبادة الشيطان وحده كفراً، والحقيقة الخالصة هي أن الله والشيطان إلهان متساويان.. ولكن الشيطان هو إله النور والخير، وهو ما زال يكافح منذ الأزل ضد الله، إله الظلام والشر..”! تعالى الله عما يقولون

“النورانيون” عبدة الشيطان، يمهدون وبكل قوة لإلههم القادم “المسيح الدجال” وخدمه من يهود، ومن بعض الأعراب وغيرهم من سفهاء الأحلام، كما أشار وبيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك.

ما علاقتهم بالبيعة التي ذكرناها عنواناً “بين الركن والمقام”؟

طبعاً لا دخل لهم في ذلك، فهم وخدمهم من “الجويم” أبعد ما يكونون عن هذه البيعة المباركة، ولكن عنينا بالربط في العنوان أن أفعالهم، ومؤامراتهم، التي بدأت بمخطط خطير من أجل قيام ثلاث حروب كونية، كل واحدة منها تكون نتائجها النهائية دعماً للمخطط النوراني الشيطاني، وبالفعل قامت حربان كونيتان، ونحن اليوم نعايش الأوضاع ونتوقع في أي لحظة تقدح شرارة الحرب الكونية الثالثة، نسأل الله تعالى العفو والعافية والسلامة.

نعم أيها القارئ الكريم، حينما نمعن النظر في الأحداث كمسلمين نرى أنه من السخافة والصفاقة وقلة العقل والسطحية فهماً للدين والدعوة ألا نفكر في قيام دولة الإسلام، أو التجمع الإسلامي كمحور تتمحور حوله الأمة، وغير ذلك، ما نحن إلا شظايا يلعب بها خدم عبدة الشيطان، وقبائل بأسماء جديدة بديلة للقبلية السابقة تقتل بعضها بعضاً، وخدم بعلم وبغير علم لليهود الصهاينة الماسون مطبقين ما تم تخطيطه في إدارة العالم لصالحهم وشيطانهم وإلههم القادم “المسيح الدجال”.

العالم اليوم فيما يصنع من جرائم ومخططات؛ ومتقصداً من خلال أعماله هذه القضاء على الإسلام كما يظن ذلك، وذلك بتشريد أهل الإسلام، وقتل أولياء الله تعالى، واعتقال كل من يعرض عن النفاق والتزلف؛ وتلفيق التهم لهم، نراه ونعايشه عالمياً بحرب متكاملة ما بين القتل، والتشريد، والتشويش والتشويه الفكري والعقائدي، والاعتقال القسري والقهري، والتشظي الجغرافي، وادعاء الحق كما يدعيه المجرم “داعش” وأمثاله صنيعة صهيون الموجه لتشويه الأممية استباقاً! والوجه الآخر من العملة لـ”داعش” الانبطاحيون الذين لا نقد لديهم ولا تجريح إلا في العلماء والدعاة الصادقين، وأهل الصمت المترنح ما بين الجبن والنفاق، وكما قال الفيلسوف الشهير أدمون بورك: “إن كل ما تحتاجه قوى الشر هذه لتنتصر هو أن يمكث أنصار الخير مكتوفي الأيدي دون القيام بعمل”.

كما فعل أهل التزوير والزور، وما يدعيه كل كسلان، وطاعن في بلاغة القران، واستفزاز المسلمين طعناً بسيد الأنام عليه الصلاة والسلام وأمثالهم، وحينما نمعن النظر في الحال ونعايشها، نرى الأمور لا تدل إلا على عمل متكامل قريب من حالة مفصلية يرجوها العدو، وهذا سيجعل الأمة في النهاية تكفر بكل شيء، وكل تنظيم، ولا تسعى إلا لوجود محور تلتف حوله والبحث عمن يبايع بين الركن والمقام للنجاة وخروج الأمة مما هي فيه من هذا الفتات والتشظي الجغرافي الذي صنعه العدو، وما زال يسعى للتفتيت جغرافياً أكثر وأكثر، حتى نصل كأمة إلى الأكثر هلهلة، ومن ثم لا يمكن لها الصمود أمام أي نسمة هواء ينفثها العدو .

ستدفع بنا الأحداث كأمة بالتحرك من أجل الخلاص، وحينها سنفهم الأوليات بدقة وبشكل جيد كما فهمها العدو، إن الأولوية بالنسبة له إسقاط الخلافة كمحور للأمة، وتجريم من يدعو لها بشكل أو بآخر استباقاً، سنفهم حينها أن الأولوية قيام بيعة للخلافة، أو كتلة كونفدرالية أو تجمع سمها ما شئت، المهم محور تتمحور حوله الأمة؛ وإلا سنبقى غثاء السيل الممقوت رغم كثرتنا!

 

_____________________

إعلامي كويتي.

Exit mobile version