في التمثيل .. لنا رأي (6 ـ 10)

في المقال السابق تحدثنا حول قصص القرآن؛ وتنأولنا السيناريوهات في قصص سورة الكهف، وطرق الاخفاء للتشويق والتحفيز،  ووعدناكم في هذا المقال سنتطرق في حديثنا حول القصاصين بصفتهم ناقلي ما يسمعون، أو ما ينقل لهم وما يُروى لهم بغثه وسمينه، فالغث محرم ومجرّم نقله، على أساس أنه الحق وهو عين الباطل، وأيضاً جائز نقله من أجل بيان بطلانه، والمحافظة عليه لمعرفة الغث من السمين من خلال الاحتفاظ به وهذا أيضاً حق، والسمين مفيد لا شك؛ وفيه العبرة والمعرفة والعلم.

القصص وإلقاؤها وسيلة لا شك لنقل المعلومة، والقاص ناقل المعلومة كما هو المذيع الذي ينقل الخبر السياسي، أو الخبر الاجتماعي، أو المعرفة الطريفة والعلم، أو المعلومات المنوعة للتسلية أو الثقافة المسلية ، أو قصص الخيال من أجل إيصال عبرة أو معرفة.

يقول الشيخ الألباني يرحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة / ج٣، في القصاصين المنحرفين لا القصص والقصاصين جملة كما يفهم البعض من قليلي الدراية في هذا الفن، يقول يرحمه الله تعالى فيهم تعبيراً وتبياناً لحديث الطبراني الذي رواه الصحابي الجليل ” خباب بن الأرت ” رضي الله عنه، عن النبي صلى الله علبه وسلم : ” أن بني إسرائيل لما هلكوا قصّوا ” .

يقول الشيخ الألباني يرحمه الله تعالى ” من الممكن أن يقال؛ إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص والحكايات دون العبرة والفقه والعلم النافع الذي يعرف الناس بدينهم فيحملهم ذلك على العمل الصالح، لما فعلوا ذلك هلكوا وهذا شأن كثير من قصاص زماننا الذين جل كلامهم في وعظهم الإسرائيليات والرقائق والصوفيات نسال الله العافية.

نعم أيها القاريء الكريم.. فالقصص والقصاصين مثلهم مثل الشعر والشعراء، ومثل المتحدث والمتحدثين، إن كان في الباطل فهو حرام أو محرم، وإن كان في الخير فهو الحلال ومن المباح.

نعم أيها القارئ الكريم.. فالكلام حروف ورموز، فالكلام وسيلة تفاهم بين المتكلمين فإن استعملت هذه الحروف والرموز  للكذب والافتراء والسباب والشتيمة؛ فهي لاشك ولاريب من المحرمات والعكس صحيح، ولا يحرمها مطلقاً أو على إطلاقها إلا ناقص عقل مدع علم وتعالم! والقصص محور من محاور السنة النبوية أيضاً، لقد حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في بخاري ومسلم، حدث بقصص السابقين للعبرة كحادثة أو قصة الأقرع والأبرص والأعمى، وغيرها كثير، وإن دل هذا على شيء؛ فإنما يدل على عدم المنع بل ومن السنة الأخذ به، وبما أنها كذلك؛ وجب إذاً تطويرها كوسيلة، والعمل على ارتقائها كعلم قصصي وأدبي، ولا شك ولابد أيضاً من متابعة التقنية الحديثة ومسايرتها من حيث النشر والتطوير في هيكل القصة من أجل النقل والتعليم.

وكما هو معلوم في تعريف القصة: هي فن أدبي قديم جداً ووجد عند معظم الشعوب والأمم قبل الإسلام وكل الحضارات ما قبل الإسلام، والقرآن العظيم احتوى على العديد من القصص للأمم السابقة؛ بل خاطب العرب بطريقة قصصية ملائمة لميولهم وبلاغتهم وطبائعهم. والقصص نوعان، منها الخيالي ومنها الحقيقي.

أحاول أن أتطرق لكل ما يمكن أن يكون له صورة ذهنية كمؤثر إعلامي مباشر وغير مباشر؛ يشمل فن التمثيل ” القصص، السيناريو، الخدعة، التمويه، دقة التعبير، الابتكار، التشويق، والتحفيز لتحريك التساؤل.. الخ “

في المقال القادم سنبدأه إن شاء الله تعالى بالحديث حول العنصر أو النقطة الرابعة والتي تقول: ” غزوة الخندق والاستخبارات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقائم بالعملية أو المهمة الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه”.

[ حأول أن تجمعها ليتكامل الموضوع عندك]

ـــــــــــــــــ

(*) إعلامي كويتي.

Exit mobile version