الحقد والهوى!

الدكتور الفاضل عبدالرحمن الجيران حفظك الله، وسدد خطانا وإياك لما يحب الله ويرضى، نحن نعلم أن الأصل في استنارة العقل، والأصل في تهذيب النفس، والأصل في ترويض العقل والنفس، وكبح جماح الأهواء، وكبح جماح النفس الأمارة بالسوء، الأصل لتهذيب هذا كله الدين الذي جاء به سيد الخلق وخاتم الأنبياء والرسل عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

لا أدري د. عبدالرحمن وأمام اسمك يوضع الحرف “د” وأنت بصفتك دكتور في الشريعة، وأيضاً الأصل أنك معلم في كلية التربية الأساسية، لا أدري كيف أستوعب وأهضم ما غردت به أنه لا يخالف الشريعة، وينسجم معها ومع ما تحمله من شهادات شرعية.

وأيضاً لا أستطيع أن أستوعبه كموقف من إنسان المفترض أنه رجل شريعة يناقض مواقف كلنا وقفنا بتأييدها في ذلك اليوم، يوم أن تجمعت الدول العربية والإسلامية وغيرها من النصارى والهندوس لنصرة الكويت من نظام عربي بعثي اعتدى عليها؛ إلا إذا كنت ترى أنه موقف غير صحيح تحرير الكويت، فهذا شأنك ورأيك، وإذا كنت تؤيد ذلك التدخل في تحرير الكويت وتنكر الموقف نفسه على ليبيا! حقيقة لا أستطيع أن أوفق بين تأييدك تحرير الكويت حينها وانتقادك اليوم للحكومة الشرعية الليبية بالاستغاثة بعد الله بإخوانهم المسلمين الأتراك! وتدَّعي أن التحرك التركي غير مقبول، فهل يعقل من رجل شرعي مثلك، إذا جاز التعبير، ينتقد بشكل أو بآخر مشرعناً نقده شرعاً، أنه لا يجوز لدولة أعجمية أن تتدخل في شؤون دولة عربية!

السؤال: إذا كانت تلك الدولة العربية هي التي طلبت من إخوتها المسلمين في الدولة التركية التي تكرهها أنت وتحقد عليها، طلبوا منها رسمياً مساعدتهم، كما طلبت الكويت من العالم حينها لينصرها من العربي الجاهلي صدام حسين وبعثه الكافر! لماذا تقبله هنا ولم تقبله هناك من ليبيا حيث الحكومة الشرعية هي التي طلبت من تركيا، وحفتر ومن يناصره من أهل البدع من مداخلة وجامية وأتباع يهودي الأصل رسلان، وبعض من جماعة حفتر من المنظمات الماسونية هم الذين خرجوا على الشرعية؟ فلا أدري كيف أرجع رأيك هذا إلى الشرع؟! حاولت بكل الطرق أن أذعنه إذعاناً وجبراً للشرع لألتمس لك العذر فما استطعت، فكلما أجره إلى الشريعة أراه يذهب إلى سيده وقدوته الشيطان الرجيم متماشياً مع حقده وحسده على آدم وذريته، حاولت فلم أجد تغريدتك هذه إلا من نفس التوجه الذي انطلق منه الشيطان الرجيم الحقد والحسد لا أكثر ولا أقل.

أسال الله تعالى إذا كنت صادقاً بنصرتك للقومية العربية، فأسال الله تعالى أن يحشرك تحت راية البستاني! واليازجي! وميشيل عفلق! وأمثالهم وتحت رايتهم القومية العربية يوم الوقوف بين يدي الله، وإن كنت تجهل ما هي القومية العربية ومن مؤسسيها، ولا تعلم أصل وجودها أنه تأسس وتأصل على أيدي الماسون تأصيلاً وتأسيساً، فأُحيلك إلى كتاب رائع وقيّم للشيخ ابن باز يرحمه الله تعالى؛ كتاب “نقد القومية العربية على ضوء الإسلام”؛ لعلك تعلم من خلاله ما تجهل، وأرجو أن تكون ممن يجهل فيتعلم، ولا تكون ممن علم وأخذه الحقد والحسد فعشق هواه! عافانا الله وإياك من كل سوء ومن الشيطان الرجيم.

 

_________________________

(*) إعلامي كويتي.

Exit mobile version