أهمية معرفة العدو! (2)

توقفنا في المقال السابق 8 (أ) على الحالة التي نعيشها مع العدو في هذه الحقبة، وهي حالة مفصلية في تصوري كما بينت ذلك، وأيضاً ذكرنا “اليوم المنتظر” بالنسبة لليهود، اليوم المنتظر هو اليوم الذي فيه ترفع اليهود القناع عن وجهها للعالم عموماً كما تزعم؛ وذلك التزاماً بتوراتها وتعميمه على البشرية حسب معتقدها، وهذا لا يكون حسب عقيدة اليهود إلا إذا كان كل جيرانهم وبلا استثناء يهود، أو من خدم وعمال يعملون سخرة لليهود، ويعمل لهم هذا الخادم بكل ثقله وقدراته كنظام من خدمهم؛ كما يصفونهم الجويم أو الحيوانات، حسب عقيدتهم.

نعم أيها القارئ الكريم، اليهود ينشرون بينهم حضارة، وتدريساً، وتربية؛ أنهم لا يمكن أن تسعهم الأرض بوجود دين الإسلام العظيم دين التوحيد قوياً ومتحركاً بحيوية دعوية، فهذا بالنسبة لهم هو الموت والدمار والفناء، فلذلك أعدى أعداء يهود الماسون اليوم، وخدمهم من الخونة؛ هم الجماعات الإسلامية التي لديها المشروع الحقيقي الذي تتشربه الأمة وأفرادها بعفوية؛ وإن لم يكن ينتمي لهذه الجماعة، لأن مشروعها -الجماعة- يندمج هرمونياً مع الفطرة التي فطرها الله في الإنسان الكيّس الفطن المسلم السوي سليم الفطرة، ومنهجها -الجماعة- المنطلق من كتاب الله تعالى وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

تعمل اليهود لتصل إلى ذلك اليوم، يوم الكشف المنتظر، وهي تسخر كل ساذج وسطحي من غيرهم، وكل خادم وخائن ودنيء للعمل معهم خادماً لهم وضد أمته في هذه المرحلة المفصلية، التي بدأنا نرى فيها مكاشفة لا خجل فيها ولا حياء من بعض خدمهم.

نعم.. مكاشفة بلا خوف ولا حياء، حتى وصل الحال من بعض خدمهم من يدّعِ أن فلسطين بالأصل لليهود! وأنها بالأصل يهودية! وهؤلاء لا نستبعد منهم متى ما زادت قوتهم يدعون أن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصلها لليهود وهي يهودية ويجب عودتها لليهود!

اليهود بذلوا كل الجهد والعلوم؛ وبالأخص علوم الإعلام والدراما والسينما من أجل إفساد دين الإسلام والمسلمين، وذلك ليقينهم؛ أنهم لا يمكن أن يكون لهم وجود مع وجود القوة لهذا الدين القويم.. قوة ظاهرة بحقيقته الطيبة الرائعة، كدين خاتم للإنسانية، فلذلك؛ على مر التاريخ لم ولن تتوقف مؤامراتهم وخباثتهم ضد هذا الدين العظيم منذ قريظة إلى ابن سبأ إلى أتاتورك إلى أبناء اليهوديات، حتى أبناء حارات اليهود وتربيتهم!

نعم أحبابي في الله، فهذه هي طبيعتهم الشريرة الحقود، وهذه جبلتهم السيئة؛ فهم عملوا في كل ميدان وبكل وسيلة من أجل أن يحاصروا هذا الدين العظيم؛ الذي بقوته تزول صهيون والماسون واليهود، فعمل اليهود تركيزاً على الإعلام، وعملوا بكل قوة ودقة في التوجهات الإعلامية وتخصصاتها، عملوا بقوة في صناعة “إعلام نفسي”، و”إعلام سياسي”، و”إعلام عسكري”، و”إعلام تربوي”، و”وإعلام لصناعة الخونة”، و”إعلام جامع لهذا كله من خلال السينما وفنون الدراما!”، وعملوا في كل مجال من أجل النخر في عدوهم “دين الإسلام العظيم”، فالحذر الحذر منهم ومن سفهاء الأمة وخونتها.

الحذر، الحذر، الحذر.. فيبدو أننا نقترب من “يوم الكشف”، حسب ما نرى ونتابع من أحداث ونعايشها.

نعم.. يوم الكشف؛ يوم رفع القناع الذي تعرّفه الماسونية الصهيونية العالمية وتقول في بيانه وتوضيحه: “هو اليوم الذي ترفع به صهيون العالمية القناع، وهو يوم لا يكون للكيان الصهيوني جيران؛ أي تمسك زمام الكون كله بدولتها العالمية” (الماسونية، ص41).

نعم.. هي دولة المسيح الدجال، فلذلك؛ بذلوا الجهود الكبيرة من أجل تأسيس عصبة الأمم، ويبذلون كل جهد اليوم للسيطرة على أهم مؤسسات مجلس الأمن! فالكشف لا يكون إلا حينما تسيطر على الأرض، أو يكون قادة جيرانها من خدمها الأذلاء، ومن ثم تعميم نظامها العالمي الذي تسعى له عقيدةً، وهذا يحتاج إلى تمهيد وبرمجة لأجيال الأمم المقابلة لها من خلال وسائل متعددة وأهم محاورها الرئيسة مناهج التربية والإعلام، الدراما..

[اجمع هذه السلسلة ففيها تكامل الفكرة]

 

_____________________

(*) إعلامي كويتي.

Exit mobile version