الصهيونية الماسونية والإعلام (1 – 10)

شباك الإعلام

لا شك لعلم أو لعلوم الإعلام شباك عديدة يصطاد بها الإعلام الخير والفن والعمل الجيد، وأيضاً هناك جناح إذا صح التعبير يصطاد بشباكه أهل الطمع وأهل السذاجة والبسطاء، بل ويستسذج الشارع عموماً بادعائه الذكاء! وهناك من الإعلام ما يكون جزءاً منه ولكن لجهل هذا الإعلامي وتذاكيه المصطنع أو تلك المؤسسة يعتقد أنه إعلام متكامل وشامل! وما هو إلا شيء أو شعرة في رأس الإعلام.. نعم.. ما هو إلا عامل إعلان فقط، ومن الممكن أن يكون معلناً لإعلانات جيدة، وممكن أن يكون سيئاً ومضراً، بل وإجرامياً في غالب الأحيان.

بعد هذه السطور أعلاه، أود أن أذكر ما هو من أطايب وروائع وزارة الإعلام الكويتية حقيقة كمقدمة للموضوع الذي أنا بصدد الكتابة فيه وعنه والمعنون أعلاه.

وزارة الإعلام الكويتية كانت وما زالت، إن شاء الله تعالى، حريصة على أن يكون مسؤولوها على علم ومعرفة وبينة بأمور تراها الوزارة مهمة، ويجب على رجل الإعلام أن يطلع عليها كمعلومات مستجدة في الساحة عموماً والإعلامية خصوصاً.

كنت مديراً في إذاعة الكويت/ الثاني، وكانت تأتينا دوريات ودراسات بين فترة وأخرى، نعم دراسات حديثة لما وممن يطرأ على الساحة، وزارة الإعلام تطبع هذه الدراسات وتترجمها أحياناً من لغاتها الأصلية إلى العربية وتقدمها للإدارات؛ أي.. لكل مدير إدارة، وأحياناً تأتينا في السنة دراستان من هذه الدراسات أو ثلاث وأحياناً أكثر من ذلك.

في عام 2002 أو 2003 لا أذكر بالدقة، إلا أنني أعلم “الحروة”، كما نقول في المحلية، كانت هذه الدراسات تتحدث عن وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة وأثرها على الأجيال، وعلى ثقافة الشارع وبرمجته الذي تعنيه هذه المؤسسة بأعمالها الإعلامية أو تلك بوسائلها.

من الأمور التي لا انسأها دراسة اطلعت عليها، ذُكرت فيها الأعمال الدرامية وأثرها مع مرور الزمن، وذكرت أن الأعمال الدرامية هي ذات الأثر الأكبر والفاعل على الشعوب والأجيال بشكل مباشر، وبشكل غير مباشر وهو الأخطر -غير المباشر- مع مرور الزمن للبرمجة.

أذكر لك أيها القارئ الكريم ما تحمله الدراسة بدقة لا النص كما جاء فيها.

العجيب في ذلك حقيقة.. بدأنا نرى كثيراً من الدول تهتم حينها وبعدها بالأعمال الدرامية بشكل مكثف، حيث تأثير هذه الأعمال على شعوبها وحضاراتها وتاريخها إيجاباً، وأذكر من هذه الدول تركيا التي كانت لها وما زالت تعمل بنشاط درامي مكثف وغير مسبوق وملموس لدى الجميع ومشاهد.

هذه الدراسة حينما قرأناها تذكرنا التنظيمات الماسونية الصهيونية العالمية التي كانت منذ الخمسينيات وقبل ذلك، وهي تسعى على أن تسيطر على وسائل الإعلام عالمياً، وتسيطر على الأعمال الفنية والدراما من خلال السينما والمسرح والتلفزة؛ لأنها لا تفكر آنياً، ولكنها تفكر في تصنيع الأجيال القادمة التي تخدّم عليها، وتكون خدماً لها ولصهيون والماسونية التي تسعى لإدارة العالم من خلالهم كخدم صنعتهم من خلال الإعلام والأعمال الدرامية.

نحن العرب خدمنا الصهاينة بأفلام الحب والغزل ومسلسلات تحطم كيان المجتمعات، إما بأوامر من التنظيمات العالمية الصهيونية بشكل أو بآخر، أو بتأثيرهم على السذج ممن يدعون أنهم يتصدون لهذا الأمر -الإعلام/ دراما- فكان إما من السذج أو من خدمهم العامل لهم، والدليل أضربه كمثال بسيط جداً أبين من خلاله نتائج البرمجة الإعلامية مع مرور الزمن وأثرها السلبي علينا والإيجابي للعدو.

قبل 35 عاماً تقريباً، هل تستطيع دولة عربية من خلال أعلامها أن تقول: “دولة إسرائيل”؟!

لا يمكن أن تقول الخبر أو المعلومة بهذا الاسم “دولة إسرائيل”، ولكن مع البرمجة الإعلامية من المقابل للشارع المسلم العربي والسذاجة والسطحية الإعلامية من قبلنا ومع مرور الزمن والعمل المدروس من قبل العدو، أصبح البعض يتسابق فخراً ليتشرف بقوله: “دولة إسرائيل”، ومع الأسف بعد ما كنا في السابق نقول: “الكيان الصهيوني”، أما اليوم فنسأل الله تعالى العفو والعافية.

اليوم الماسونية الصهيونية العالمية حسب وجهة نظري نعيش معها كمسلمين حالة مفصلية، وأظنها لا تطول أكثر من 10 أعوام، والله أعلم، فهي اليوم تمهد لرفع كره المسلمين لها أو لليهود عموماً، فلذلك لا تستغرب أيها القارئ الكريم السذاجة أو التقصد من أعمال مثل “حارة اليهود”، وأمثالها كأعمال تُعرض من أجل هذه القضية.

أما من يعمل لذلك أو في ذلك من عروض فمهما كان عذره أو مقصده فهو غير مقبول في أوضاع كالتي نحن فيها ونعايشها مع الكيان الصهيوني، وأذكر من أقوال الماسونية الروتارية ما أختم به افتتاحية هذا الموضوع العام الذي أنا بصدد الكتابة فيه، وجاءت تلك المقولة في كتاب “الماسونية في المنطقة 245” (ص 163): “أول المهام التي ينهض بها نادي “الروتاري” هو القضاء على كراهية الشعب الإسلامي لليهود ومحاولة نشر الود بينهم!”.

لاحظ كلمة “كراهية” هي التي تتداول اليوم في وسائل الإعلام وبكثافة!

هذه المقولة الروتارية لا شك تحتاج إلى آليات عمل، ووسائل للوصول لذلك، وهي كمقولة الشيطان الرجيم: “اجعلني من المنظرين”، نعم قالها ليعمل بآلياته وقدراته لسقوط أبناء آدم في شباكه ومن ثم إلى الجحيم.

(اجمع هذه السلسلة ففيها تكامل الفكرة).

 

______________________

(*) إعلامي كويتي.

Exit mobile version