أرجعوا أولادنا

يبدو أن أمر كورونا سيطول معنا، ويبدو أن الحجز والحجر والحظر كلها أمور ستستمر لفترة أطول مما توقعنا، فبعد أن كنا نأمل بالصيام في أوضاعنا الطبيعية وصلاة التراويح في مساجدنا، ها هي المؤشرات توحي بأن ضيافة كورونا ستمتد إلى نهاية هذا الصيف، أما تداعياتها الاقتصادية فقد نتعايش معها إلى نهاية العام! لذلك لا بد من التفكير بشكل آخر في كيفية إعادة أبنائنا الطلبة من أمريكا وبريطانيا وإيرلندا ومصر وغيرها قبل فصل الصيف! خاصة أن هذه الدول انفلت فيها الوضع العام، ولم تعد السلطات المحلية قادرة على السيطرة على زمام الأمور، وشاهدنا كيف يفترش المرضى فيها الأرض، وكيف يتساقط الناس فيها بالشوارع وهي الدول المتقدمة في الخدمات الصحية والمتطورة في علوم التكنولوجيا!

لكننا كلما تحدثنا في هذا الموضوع قالوا لنا: إن الخدمات المتوافرة في الكويت غير قادرة على استيعاب أعداد الطلبة، وهم يعلمون أن الطلبة في دول لا يمكن أن تستقبل أياً منهم إن لا قدر الله حدث لأحدهم مكروه!

التقيت بالأمس بشخصية اقتصادية مؤثرة، وحدثني قائلاً: إنه زار أحد الفنادق الكبيرة في البلاد فوجده شبه خال، وزار أحد المستشفيات الخاصة الكبيرة فوجدها كذلك، واتصل بشركة للنقل العام تملك مئات الباصات المتوقفة عن العمل، ثم يقول يوجد في البحرين 1400 طالب كويتي قادمين من بريطانيا، لماذا أبقيهم في البحرين؟ أحضرهم بالباصات (5 ساعات) وأحجرهم في الفندق عندي وأعالج مريضهم في المستشفى! أقل كلفة من بقائهم في فنادق البحرين ومستشفياتها! وأنا أقول: إن بيوت الطلبة آمنة لهم من مجمعاتهم السكنية وشققهم في الدول الأخرى! وأهاليهم أحرص على صحتهم من أنفسهم! فمن وُجد فيه اشتباه نحجزه في المستشفى والبقية تذهب لبيوتها خاصة أننا في وضع حاجر ومحجور!

أرجعوا أبناء الكويت، فالوضع في الدول المتواجدين فيها مرعب، وكل يوم يزداد خطورة، أجّروا لهم طائرات إن كانت طائراتنا كذلك في الحجر! حتى هذه اللحظة وبعد مرور أسابيع على المرض لم يشتك الطلبة من أعراض المرض بفضل الله، لذلك أرجعوهم اليوم قبل فوات الأوان!

رئيس جديد للتجار

بعد أن نعت نفسه بمثقف زمانه، وأنه شيخ الصرافين وخبيرهم، اليوم طلع علينا بلقب جديد، حيث قال بالحرف الواحد: “إنني الرئيس الوحيد لجمعية خيرية الذي يعرف جيداً أسرار التجارة”، فأضاف لقب رئيس التجار لقائمة الألقاب التي أطلقها على نفسه! وكتب مقالاً طويلاً ليؤكد أن توزيع المواد الغذائية على الفقراء لا تنفعهم، بل الأفضل توزيع الأموال نقداً! وكلنا يعرف أن وجود الكاش باليد يطير بلمح البصر، بينما المواد الغذائية أنفع للفقير وأبقى! ولعلنا الآن عرفنا بعض معوقات التجارة في نصف القرن الماضي التي يقول عنها صاحبنا: إنه كان الوحيد الذي يعرف أسرارها!

 

_____________________________

يُنشر بالتزامن مع صحيفة “القبس” الكويتية.

Exit mobile version