أحمد الصراف في زمن كورونا

في الوقت الذي تعاني فيه الكويت والمجتمع الدولي من انتشار وباء كورونا القاتل، وفي الوقت الذي تتضافر فيه كل الجهود لمحاصرة آثاره وتداعياته المدمرة لكل مناحي الحياة اليومية، في هذا الوقت الذي تتكاتف كل قطاعات المجتمع الكويتي خلف القيادة السياسية والحكومية متناسية كل خلافاتها السياسية والحزبية والعرقية والطائفية، في هذا الوقت يخرج علينا أحمد الصراف ليطالب بمحاسبة فصيل سياسي كويتي ويطالب بإقصائه ويتهمه بالخيانة لوطنه بسبب موقفه من غزو العراق للكويت الذي تم عام 1990م!! ألهذا الحد سيطر الحقد على بعض القلوب؟ ألا يسعه أن يستغل عموده في أهم صحيفة خليجية لدعم الجهود الإيجابية الشعبية منها والرسمية لمكافحة هذا الوباء اللعين بدلاً من تصفية حساباته مع خصومه؟ وليته احترم مهنة العمل الصحفي ونقل معلوماته بأمانة دون افتراءٍ على الحقيقة، بل استغل كتابته اليومية ليمرر هذه الأكاذيب ظناً منه أن القارئ لن ينتبه لحجم الافتراء والتدليس فيها !

وليعذرني القارئ أن جاريته وخرجت عن الجو العام لتفنيد أكاذيبه وتبيان حجم الافتراء في ما كتب بالأمس القريب !

يقول أنني أنفي دائماً دعم (اخوان الكويت) لصدام في غزوه للكويت، ويستدل بكلام مسؤول أمني خليجي في مقابلة مع احدى محطات التلفزيون يؤكد دعم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين لضم صدام للكويت! ثم يتساءل الكاتب: هل لدى إخوان الكويت رداً على كلام هذا المسؤول الكاشف لخيانتهم لوطنهم !!

أعوذ بالله من التدليس! استمعت للمقابلة كاملة ولم أجد فيها أي اتهام من هذا المسؤول لإخوان الكويت! كان حديثه عن مجموعه من الإخوان سوداني وتونسي ومصري وأردني ولم يأت بذكر لإخوان الكويت عند حديثه عن دعمهم لصدام !

أما موقفنا من دعم هؤلاء لصدام فلم ننتظر طوال هذه المدة لنسمع توجيه أحمد الصراف، بل كان رد فعلنا عملياً لا قولاً عندما أعلنا الانفصال يوم 3/1/ 1991م، وشكلنا تنظيماً سياسياً جديداً أسميناه الحركة الدستورية الإسلامية، وسواء صدق انفصالنا أم لم يصدق فيكفينا مواقفنا طوال الثلاثين سنة الأخيرة تؤكد أصالتنا وسلامة منطلقنا، وأتت متناسقة تاريخياً مع مواقف هذا التيار لوطنه منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وأن جميع مؤسسات الدولة والمجتمع الكويتي يتعاملون معنا على هذا الأساس !

أستاذ أحمد الصراف

اترك عنك تكرار مواضيع أكل عليها الدهر وشرب، وملّ الناس من قراءتها، وتفرغ لما ينفع المجتمع، اكتب عن الوحدة الوطنية وخطر النفس الطائفي عليها، واكتب عن الأموال التي تخرج للدول المجاورة بالملايين دون حسيب أو رقيب، واكتب عن المساجد والكنائس ودور العباده التي تمارس فيها جميع أنواع الطقوس دون ترخيص رسمي! والناس منتبهه إلى هذا النفس الذي تحاول إخفاءه، وهذا واضح من خلال انتقائيتك للمواضيع وإلا كيف تفسر سكوتك عن تخوين أكبر قضية هزت أمن البلد ومشاعر أهله وهي خلية العبدلي وإن تعرضت لذكرها فباستحياء شديد !

تعوذ من إبليس، وتفرغ لقضايا البلد، واترك عنك خصومك السياسيين، وركز على العشرين ألف اللي تبرعت بها للحكومة، وحنا خلنا مع المائتين ألف اللي تبرعوا للفقراء والمساكين دون أن يعرفهم الناس !

ـــــــــــــــــــــــ

ينشر بالتزامن مع صحيفة “القبس” الكويتية.  

Exit mobile version