تحصين البيت من الداخل

المتتبع لتطوّر الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي يلاحظ تسارع وتيرتها نحو التصعيد، ويشعر بالخطر يقترب من دولنا الصغيرة، بعد أن أحرق طرفاً من الكبيرة، وكلنا يعلم جيداً تداعيات أي تصعيد آتٍ على المنطقة عامة، والكويت خاصة؛ لذلك وجب الاستعداد للمقبل من الأيام، وأولى خطوات هذا الاستعداد هي تحصين البيت من الداخل! نعم، البيت الكويتي من الداخل يحتاج اهتماماً وترميماً؛ لأنه متصدع! كيف لا والخلاف بين أبناء البيت الواحد ظهر للعلن، والصراع الداخلي على الكراسي أشغل الكثيرين منا عن الصراع الخارجي على كيكة النفط الخليجي، اليوم تقام الانتخابات البرلمانية على أسس ودوافع قبلية أو طائفية أو مادية! وانتقل هذا المرض إلى الجسم الطلابي، وكلنا شاهد النفَس القبلي والعنصري في انتخابات الجمعيات العلمية، حتى الجوّ الحكومي أصبح موبوءاً بين الكثير من أطرافه، فالصراع بين الوزير المشرف على هيئة الزراعة ومديرها العام يبدو وصل إلى مداه، ولعل محاولة إلغاء ندوة العدواني الزراعية خير دليل على ما نقول، وشعور بعض الشرفاء بأن الفساد متجذّر في معظم الجسد الحكومي، ويصعب اجتثاثه مما يدفعهم إلى الانسحاب من المشهد السياسي، يعتبر مؤشراً على تصدّع البيت من الداخل، ناهيك عن الصراع في الوسط الرياضي، وكثرة قضايا سرقة المال العام المحالة للمحاكم، وحل مجالس إدارات الجمعيات التعاونية المنتخبة بسبب الفساد المالي؛ كل ذلك يدفعنا إلى التصدّي لترميم البيت الكويتي من الداخل قبل التفكير في كيفية مواجهة الخطر المحتمل من الخارج! لذلك، إن أردنا النجاة وحفظ مستقبلنا ومستقبل أجيالنا علينا عقد الندوات للمصارحة في أسباب هذا التردي، وتنفيذ ورش عمل تضع الحلول الناجعة لمجتمع متماسك ومنسجم في أولوياته.

أزمة ثقافة

عندما تدّعي أنك مثقف، وتتصرّف تصرّف الجاهل، فإنك هنا تفضح نفسك أمام قرّائك وتؤكد لهم ضحالة تفكيرك وحدود معرفتك، خاصة إن أسأت استخدام «جوجل»؛ فمثلاً عندما أطالب بذكر العمليات الإرهابية التي قامت بها جماعة الإخوان المسلمين، التي على أساسها جرت شيطنتها ومحاربتها ومتابعة المنتمين إليها وملاحقتهم، ثم تأتي وتستشهد باستجواب نوابهم في البرلمان للوزراء وعدم دعمهم للكفاءات، فهذا استدلال ساقط، يدل على مستوى تفكير صاحبه، وعندما تعجز عن الحجة وترد في مقالة أخرى بالاستشهاد بكلام كاتب سوداني شيوعي عن إرهاب الإخوان المسلمين، معتبراً ذلك دليلاً واضحاً على استحقاق الجماعة الشيطنة فهذا هو السقوط الذي لا نجاة بعده! وكان يسعك إن لم يسعفك «جوجل» بغير هذا الكاتب أن تقول: سمعت الناس تقول، وقلت كما يقولون! هنا نرفع لك العقال لمصداقيتك مع نفسك ولاحترامك لأمانة الكلمة!

أما عن سؤالك عن شعار «الإخوان» (سيفين ومصحف) فله دلالات لا يعرفها إلا المطلعون على تاريخ وظروف نشأة الجماعة، ولا ألومك إن لم تدركها فــ«جوجل» لا تجد فيه مثل هذه الأمور.

نشأت الجماعة عام 1928م، بعد “وعد بلفور” وبداية دخول اليهود فلسطين، وبعد وضع جميع دول العالم العربي تحت الانتداب الفرنسي والبريطاني والإيطالي، وكان على الأمة أن تعمل جاهدة لتحرير الأراضي من المستعمر الأجنبي، الذي لم يكن يحترم إرادة الشعوب، ولم يعط أي اعتبار لحريتها وكرامتها؛ لذلك كانت قناعة الإمام البنا -عليه رحمة الله- أن الجهاد في سبيل الله هو الطريق للحرية من الاستعباد والاحتلال الأجنبي! كلام كبير يصعب على أدعياء الثقافة فهمه!

__________________________

يُنشر بالتزامن مع صحيفة “القبس” الكويتية.

 

عزاء واجب

تتقدم مجلة “المجتمع” باسم رئيس التحرير وجميع العاملين فيها إلى المهندس مبارك الدويلة بخالص العزاء بوفاة أخته.

ونسأل الله لها الرحمة، والفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

Exit mobile version