لا نجاح بلا امرأة

أثبتت المرأة عبر التاريخ أنها النصير الأول للرجل في كل مكان، بدءاً من البيت والأسرة، ومروراً بجميع مناحي الحياة العملية والعلمية والأمنية والتربوية والاقتصادية.. وغيرها، فلا معنى ولا جمال للحياة بدون امرأة؛ أماً وأختاً وزوجة وابنة وجدة وحفيدة، ولا ميزة بدونها؛ معلمة وداعية وعالمة وطبيبة وباحثة ومهناً إنسانية بلا حدود.

كانت المرأة المؤنس الأول لآدم عليه السلام، وأم النبي عيسى عليه السلام، ونصيرة الرسل والأنبياء، وكانت المرجع الأمني لنبينا عليه السلام في بداية دعوته، والمرجع الشرعي بعد وفاته، و«سيدات نساء أهل الجنة أربع: مريم بنت عمران، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخديجة بنت خويلد، وآسية»، «وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»، فهؤلاء نساء خلدهن التاريخ بلفظ نبوي كريم.

وكم حفظت المرأة بيتها عند خروج زوجها للجهاد، أو سافر للعمل، والمرأة التي علّمت أبناءها الأيتام حتى باتوا علماء عرفهم التاريخ، والمرأة التي ربّت أبناءها بعد اعتقال زوجها ظلماً وزوراً، والمرأة التي ساندت زوجها في المهجر ومواجهة صعوبات الحياة.

أكدت دراسة أمريكية بجامعة «جون هوبكنز» أن الزوج يشعر بالكآبة عندما تغيب عنه زوجته لفترة طويلة، والأزواج بعد عمر 55 سنة يهملون طعامهم وأعمالهم ومظهرهم الخارجي ويلزمون البيت عند غياب الزوجة، كما تبين الدراسة أن نسبة الوفيات بين الرجال الذين فقدوا زوجاتهم تصل إلى 63%.

ولا شك أن المرأة تؤثر كثيراً في المزاج النفسي للرجل، ففي إحصائية لشركة أدوية ألمانية أشارت إلى أن الرجل الذي توجد في حياته امرأة تكون صحته أحسن وأفضل من الرجل الذي يعيش وحيداً، كما يعاني الرجال نفسياً في حالة الانفصال.

وتقديراً لدور المرأة في الكويت، خصصت جائزة سنوية للأم المثالية، أنشأتها الشيخة فريحة الأحمد الصباح، يرحمها الله، ونكتشف كل عام إنجازات عظيمة لأمهات معظمهن غير متعلمات، فتجد أثرهن في ذرية طيبة؛ علماً وفكراً وثقافة وخلقاً وديناً.

وكما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:

الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعباً طيب الأعراق

وهذه الأمة ولّادة من روائع النساء في كل زمان ومكان، مؤكدة وجودها ونجاحها في كل ميدان، وما علينا سوى الوثوق بها، وإعطائها حقها ومكانتها على كل مستوى، ومن هذه النماذج: م. زها حديد، المعمارية العراقية؛ أول امرأة تحوز جائزة «بريتزكر» للعمارة، وأ. توكل كرمان، الناشطة والكاتبة الصحفية اليمنية، اختيرت إحدى 7 نساء أحدثن تغييراً في العالم من منظمة «مراسلون بلا حدود»، وأول امرأة عربية تفوز بجائزة «نوبل للسلام» عام 2011م، ود. سميرة موسى، عالمة الذرة المصرية، التي رفضت العمل مع أمريكا، فتم اغتيالها عام 1952م، وأ. أمينة بليك، نائب رئيس الرابطة الإسلامية على مستوى بريطانيا، ود. غادة المطيري، السعودية الفائزة بجائزة الإبداع العلمي في أمريكا (3 ملايين دولار) لاكتشاف «الفوتون»، وهو معدن يتيح للضوء أن يدخل الجسد ويصل إلى الخلايا دون الحاجة لفتح الجسم لإجراء عمليات جراحية، وأ. معالي العسعوسي، الناشطة في خدمة المنكوبين باليمن وسط القصف، وغيرهن كثير.. كثير.

فلتبرز المرأة في كل مجال ومكان وزمان، ولتكن الداعم الرئيس للرجل؛ أباً وأخاً وزوجاً وابناً، وأقولها بكل صراحة: «لا نجاح بلا امرأة».

Exit mobile version