كرامة وطن

كرامة الإنسان خط أحمر لا يمكن القبول بتجاوزه، وكرامة الأوطان أهم وأغلى من كرامة الأفراد، وقد ورد في الأثر: “حب الوطن من الإيمان”! طبعاً هذا الحديث ينطبق على الأوطان التي تحترم كرامة أبنائها، لكن مع الأسف نشاهد منذ عهد الاستعمار الغربي مروراً بحكم الأنظمة الدكتاتورية إلى اليوم كرامة الأفراد تُهان تحت الأقدام دون أي اعتبار لها، وقد أصبحت إهانة الإنسان العربي المسلم ظاهرة نراها كل يوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي بعض الدول العربية التي لا قيمة للإنسان فيها!

والحمد لله أن الإنسان في الكويت يعيش بكرامته، لكن ما بدأنا نلاحظه أن الوطن بالكويت بدأ بسبب تهاون بعض أبنائه يفقد شيئاً من كرامته، ولعل أوضح مثال على ذلك ما صرحت به السفارة الفلبينية بالكويت من أنها تقوم بخطف الفلبينيات من بيوت كفلائهم الكويتيين بدعوى أنهن اشتكين من سوء المعاملة، وقد سبق ذلك تصريحات استفزازية من بعض المسؤولين في الفلبين تجاه الكويت!

ومنذ فترة ليست قصيرة كنا نسمع عن بهدلة الكويتيين سياحاً أو طلبة في الخارج، حيث لا سفارة تحميهم ولا اعتبار لجوازاتهم وانتمائهم للكويت! بمعنى آخر لا قيمة معتبرة للكويت والكويتيين عند الآخرين! حتى في بعض الدول العربية التي قامت تنميتها على المنح والقروض الكويتية لم يعد لدى الكويتي قيمة واعتبار، ولعلنا نذكر حادثة الأم الكويتية وبنتها اللتين قتلتا في إحدى المزارع ولم نسمع عن رد فعل كويتي رسمي يعيد الاعتبار المفقود، بينما شاهدنا كيف تصرفت حكومة نفس الدولة عندما تضرر أحد مواطنيها وأرسلت وزيراً بشحمه ولحمه لمتابعة الحدث!

اليوم الشعب الكويتي يطالب الحكومة الكويتية برد قوي على تصرفات السفير الفلبيني الأرعن، ليس احتراماً لكرامة الكويتيين، أبداً، وإنما احتراماً لكرامة الكويت التي “انداست” تحت أقدام السفارة!

مرة واحدة كشّروا عن أنيابكم يا وزارة الخارجية واطردوا السفير حتى يعرف العالم أن الوطن في الكويت فوق كل اعتبار، وأن كرامة شعب كامل أُهدرت بالإساءة المتعمدة لوطنهم.

نشاهد الكويتيين في الخارج، ونشاهد غيرهم، فنشعر برقي الكويتي وحسن تعامله مع الآخرين واحترامه للبلد الذي يتواجد فيه، وكل ما يرجوه من حكومته هو أن يشعر أنه مستند إلى جبل لا يرضى له بالإهانة مادام أنه “ماشي صح”!

لا طبنا ولا غدا الشر

التعيينات الأخيرة في مجلس إدارة “الكويتية” لم تأتِ بجديد، بل أكدت مقولة “من صادها عشى عياله”، وأن معظم التعيينات تأتي ترضية للخواطر ولكسب الولاءات، ومع هذا شاهدنا مع أول رحلة لسمو الرئيس كيف انقلبت الولاءات بسرعة البرق، ولنتذكر مثل كويتي قديم يقول: “اللي ياخذ أمي هو عمي”!

ديره مبروكة..!

 

ينشر بالتزامن مع صحيفة “القبس” الكويتية.

Exit mobile version