المسجد الأقصى المبارك.. وجيل الفتح المبين

 

 

لن يرضى المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بإغلاق أبواب المسجد الأقصى المبارك في وجوه المصلين والمعتكفين، ولقد مرت أيام وساعات عصيبة على المسلمين بوجه عام وعلى المقدسيين المرابطين بوجه خاص عندما أغلقت أبواب المسجد الأقصى المبارك.

وخلال سنوات قليلة عجاف مضت تعرض المسجد الأقصى المبارك لإهانات متعددة، التي منها:

– حرق المسجد الأقصى ومنبر صلاح الدين، (وليت مدارسنا تصنع مثل هذا المنبر فيخطب عليه المعلمون والطلاب ويكون وسيلة تربوية تعليمية للتذكير بالمسجد الأقصى المبارك).

– حفريات متعددة.

– تحديد أعمار المصلين.

– جولات الصهاينة في المسجد الأقصى المبارك وتهديدهم بإقامة شعائرهم.

– إهانة المرابطين والمرابطات.

– اعتقال الأئمة والعلماء.

– إطلاق النار على المرابطين؛ مما أدى إلى استشهاد بعض الشباب.

– إغلاق أبواب المسجد الأقصى المبارك.

– تحويل المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية.

– وضع بوابات إلكترونية.

– دفع وضرب وإسقاط النساء المسلمات المرابطات.

هذا جزء من تاريخ إرهاب الصهاينة الذي يجب أن يُنقل إلى الأجيال، فالصهاينة دعاة حرب وقراصنة احتلال لا يستطيعون العيش بسلام؛ لأنهم مقتنعون أنهم لصوص قتل واحتلال واغتصاب، فلابد أن يكون معهم سلاحهم، وألا يمشي أحدهم وحده؛ إنها نفسية القتلة واللصوص!

والسلام يكون بأن يَخرجوا من بلاد المسلمين أذلة صاغرين أو يُخرجهم المسلمون.

والأقصى وفلسطين أرض إسلامية لا يجوز بيعها أو التنازل عنها أو إهداؤها للصهاينة تطبيقاً لنظرية الأرض مقابل السلام!

وسيقيّضُ الله عباده المؤمنين لتحرير هذه الأرض وإعزازها مهما طال الزمان أو قصر.

وهذه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله سلم يجب أن تُدرس للجيل بمنهجية وفقه وعلم واعتدال، التي منها:

«لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ فيقتلُهم المسلمونَ حتى يختبئَ اليهودُ من وراءِ الحجرِ والشجرِ فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ، هذا يهوديٌّ خلفي فتعالَ فاقتلْه إلا الغرْقَدُ فإنه من شجرِ اليهودِ» (رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه).

وصدق الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {54}) (المائدة).

المسجد الأقصى المبارك مسجد المسلمين الذي تُشد إليه الرّحال عبادة وطلباً للأجر والثواب؛ «لا تشدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى» (رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه).

«إنَّ الصلاةَ فيه (في المسجدِ الأقصى) تعدلُ خمسمائةِ صلاةٍ..» (حديث صحيح).

وهذه أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسأل رسول الله: «قالتْ: يا رسولَ اللهِ، أَفْتِنَا في بيتِ المقدسِ، قال: أرضُ المحشرِ وأرضُ المنشرِ ائْتُوهُ فصلُّوا فيه فإنَّ صلاةً فيه كأَلْفِ صلاةٍ، قلْنَا: يا رسولَ اللهِ، فمَنْ لم يستطَعْ أن يَتَحَمَّلَ إليه؟ قال: مَنْ لم يستطِعْ أنْ يأتِيَهُ فلْيُهْدِ إليه زَيْتًا يُسْرِجُ فيه، فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى إليه زيتًا كان كَمَنْ أَتَاهُ» (الراوي: ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه، ورجاله ثقات).

هذه أحاديث يجب أن نحفّظها للأجيال في المدارس والمعاهد والجامعات حفظاً ودراسة وتاريخاً وإسناداً وفقهاً؛ حتى يعلم الجيل أن المسجد الأقصى عقيدة ودين وآية في كتاب الله تعالى.

ويجب أن يعلم الجيل أن تحرير المسجد الأقصى المبارك يكون بتمسكنا بالإسلام ديناً وخلقاً وتربية وعقيدة وعبادة وشريعة ومنهاجاً في الحياة، وهذا يكون بأن نكون دعاة للإسلام بالعلم النافع والحكمة والموعظة الحسنة والسماحة والخلق الحسن والبصيرة والربانية والعمل الجماعي المؤسسي العاقل المعتدل والمتزن والبعيد عن الغلو والتطرف والفوضى.

وعماد ذلك كله هو الصبر والمصابرة والمرابطة؛ فنتيجة ذلك كله هو النجاح والفلاح، وصدق الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {200}‏) (آل عمران).

هذه بعض المعالم التربوية والتوجيهية لصناعة جيل الفتح المبين للمسجد الأقصى المبارك ونهضة وتنمية بلاد المسلمين.

والحمد لله رب العالمين.

Exit mobile version