وزير الداخلية (1 ــ 2) *

● هل يستمر وزير الداخلية في عملية الإصلاح التي بدأها في وزارته منذ تولى شؤونها قبل شهر؟

هل يستطيع إزاحة بعض القيادات التي ترفض العملية الإصلاحية؛ لأنها برأينا سبب القصور المستشري في الكثير من أجهزة الوزارة؟
للإجابة عن هذا السؤال لا بد من تشخيص أهم المشكلات التي تواجه الوزير اليوم، والتي عليه مواجهتها وعلاجها بشكل أو بآخر، ولو كلفه ذلك الكثير، لكن في النهاية سيسجل التاريخ له إنجازاً غير مسبوق!
أولى هذه المشكلات وجود قيادات، يتحدث الكثير داخل الديرة عن صعوبة زحزحتها، لأنها تتلقى الدعم من خارج الوزارة! ولقد أثبتت الأيام والتجارب أنه لا مستحيل في هذا البلد الصغير، وأن المصلحة العامة فوق كل اعتبار عند من بيده القرار، ولعل إرجاع وكيل أمن الدولة إلى عمله بداية الإصلاح، وخطوة مشجعة في الاتجاه الصحيح، ومعروف عن الوزير أنه لا يحب الظهور الإعلامي، وهذه طبيعة رجال الأمن، الذين عادة ما يعملون في الظل، لكنه سيواجه جهازاً فيه من يقتات على الصخب والجعجعة الإعلامية واختلاق البطولات الهلامية! وسيواجه مشكلة تجار الإقامات، ويكتشف أنها سبب في زعزعة الأمن، وفي الكثير من المشكلات التي يواجها المواطن يومياً، من زحمة في الشوارع، إلى ضغط على الخدمات وغيرها، فهل يتمكن وزيرنا الهادئ من مواجهة هذا الغول وتحجيمه؟
أثار النائب عبدالله فهاد بالأمس موضوع المنظومة الرادارية، التي تحمي حدودنا البحرية، والتي تعطل استكمالها عدة سنوات، بسبب رغبة بعض المتنفذين في الوزارة تنفيع بعض التجار، ولو على حساب أمن البلد واستقراره! والمعلوم أن تعطل رقابة السواحل البحرية يعطي المجال لتجار المخدرات من نقل سمومهم بأمان إلى البلاد، كما يفسح المجال للخلايا التجسسية للعودة من جديد إلى ممارسة عملها الإرهابي! فهل حان الوقت لوضع حد لهذه المهزلة المكشوفة، وتقديم أمن الكويت على منفعة المحروس ورغباته؟!

قضية الجناسي المسحوبة..!
أنا أعلم أن نفسية الأخ الوزير ستساهم في حل هذه المشكلة، نعم نفسيته! فهي نفسية مستقرة غير انتقامية، وليس لها خصومات مع التيارات السياسية ورموز العمل الوطني، بل هناك الاحترام المتبادل وتقدير وجهات النظر، لذلك من المتوقع أن تساهم نفسية الوزير في تهيئة الأجواء لإرجاع الجناسي لأصحابها بهدوء تام، لتعم الفرحة أرجاء البلد، وينتهي هذا التأزيم الذي سيطر على الأجواء! المطلوب من الوزير إقناع أصحاب الشأن بذلك، والمطلوب من النواب ترك التصعيد والتوتر، ومساعدة الوزير في تحقيق الإنجاز الذي ينتظره الجميع!
القضايا المرتبطة بعمل وزير الداخلية كثيرة، ونتمنى أن نستكمل في المقال القادم (الجزء الثاني).

(*) ينشر بالتزامن مع جريدة “القبس” الكويتية.

Exit mobile version