كيف سترد “حماس” على اغتيال الزواري؟!

يوم الخميس الماضي 15 ديسمبر، اغتيل في مدينة صفاقس التونسية مهندس وطيار تونسي يدعى محمد الزواري، حيث أطلق القتلة باتجاهه 22 رصاصة، أدت إلى استشهاده على الفور.

بدأت وسائل الإعلام تتحدث عن أن الاغتيال له طبيعة أمنية، وأن للشهيد علاقة بـ”كتائب القسام”، يوم السبت 17 ديسمبر، حسمت “كتائب القسام” الموقف، وأصدرت بياناً نعت فيه الشهيد، وأعلنت أنه مهندس من “كتائب القسام”، وأشادت بدوره في تطوير الطائرات بدون طيار التي استخدمتها “حماس” أكثر من مرة في المواجهات الأخيرة مع الاحتلال الصهيوني.

هذه هي المرة الأولى التي تتبنى فيها “كتائب القسام” شخصية عربية، تعمل معها، وتنخرط في صفوفها، وفي بلد مثل تونس، وفي أجواء إقليمية ودولية صعبة.

إن تبني “كتائب القسام” للشهيد المهندس محمد الزواري يحمل إشارات مهمة، فهي تؤكد انتماء الشهيد لها، وأنها تستوعب وتستقطب الكفاءات العلمية العربية والإسلامية في إطار مشروعها المقاوم للدفاع عن الأرض والإنسان، وهي تقول للعدو الصهيوني: إنها ماضية في إعداد نفسها وتطوير قدراتها للاستعداد للمرحلة القادمة ولأي مواجهة محتملة.

ولا شك أن حركة “حماس” تعترف بالثمن الذي دفعته بسبب هذا الاغتيال، وبخسارة مهندس له دوره المهم في الإعداد.

وهنا تتطلع الأنظار إلى ماهية الرد الذي ستستخدمه حركة “حماس” على الجريمة الصهيونية.

لقد عمل الاحتلال الصهيوني على نقل المواجهة مع حركة “حماس” إلى خارج فلسطين، فهو حاول اغتيال المجاهد خالد مشعل عام 1997م بالأردن، واغتال القائد خليل الشيخ في سورية عام 2007م، والقائد محمد المبحوح في دبي عام 2010م.

وكانت “حماس” تؤكد موقفها المعروف بإبقاء المواجهة مع الاحتلال في داخل فلسطين، نظراً لأهمية ساحة المواجهة، وحتى لا تدخل “حماس” في خلاف مع أي جهة سياسية ودولية.

اليوم، وبعد ازدياد عمليات الاغتيال، فإن ردود “حماس” تتراوح بين الاحتمالات التالية:

1- إبقاء ساحة المواجهة داخل فلسطين، والتمسك بقواعد التأثير التي تمتلكها “حماس” فوق أرضها، وثقتها بقدرتها على تدفيع الاحتلال ثمن اغتيال الزواري وأثمان الاغتيالات الأخرى.

2- أن تتجاوز حركة “حماس” قرارها السابق، وتفتح جبهات مواجهة أخرى في أكثر من ساحة، وتضرب الاحتلال في ساحات ينشط فيها.

3- انتظار “حماس” مواجهة جديدة قادمة مع الاحتلال، لها توقيتها وظروفها وأهدافها، لتفاجئ الاحتلال بمجموعة من الإنجازات العلمية والاستعدادات العسكرية، التي تكون أفضل رد على اغتيال الزواري.

(*) كاتب فلسطيني

Exit mobile version