عرس فلسطيني فرحاً بفشل الانقلاب في تركيا

إفشال الانقلاب كان في تركيا، أما العرس الاحتفالي فكان في فلسطين.

بهذه العبارة، يمكن أن نلخّص الأجواء الاحتفالية التي انتشرت في معظم المناطق الفلسطينية، وفي أماكن انتشار اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

مثلهم مثل باقي المجتمعات في العالم، تسمّر الفلسطينيون أمام شاشات التلفزة ومواقع التواصل بانتظار سماع نتائج الانقلاب في تركيا، على حزب العدالة والتنمية، وعلى الرئيس رجب طيب أردوغان.

وما إن بدأت أخبار الفشل تنتشر، حتى سارع الفلسطينيون إلى الاحتفال في القدس والمناطق المحتلة عام 1948م والضفة الغربية وقطاع غزة، والمخيمات الفلسطينية في جميع دول اللجوء.

مفرقعات نارية، مواقف احتفالية، توزيع حلويات، صلاة الشكر في المساجد، مسيرات جماهيرية، إطلاق نار في الهواء في بعض الأماكن، نشر صور ولوحات فنية على مواقع التواصل تهنئ الشعب التركي على إفشال الانقلاب.

ينظر الفلسطينيون بارتياح إلى تركيا، العلاقة التاريخية بين تركيا وفلسطين هي علاقة إيجابية وفاعلة، يسودها التفاهم والتعاون.

تستشعر تركيا مسؤولية دينية وأخلاقية عن فلسطين ومقدساتها، ويشعر الفلسطينيون بالقيمة المعنوية الطيبة للدور التركي التاريخي في حماية فلسطين ورفض تسليمها للمشروع الصهيوني.

في التاريخ الحديث، وقفت تركيا إلى جانب الشعب الفلسطيني، خاصة في السنوات الأخيرة التي فُرض فيها حصار شديد على قطاع غزة، وتعرّض الفلسطينيون لثلاثة اعتداءات صهيونية.. ولا يزال الفلسطينيون يذكرون هجوم أردوغان على شمعون بيريز في مؤتمر دافواس قبل ست سنوات، وسفينة مرمرة وشهداءها.

وما زالت تركيا من أكثر الدول التي تقدّم أشكال الدعم للموقف السياسي الفلسطيني من دون تحيّز، وتقدّم الخدمات لجميع الفلسطينيين.

ولا شكّ أنه فوق الشعور العاطفي الذي يربط الفلسطينيين والأتراك، هناك تشابه كبير جداً في التجربة.. فحزب العدالة والتنمية تعرّض لانقلاب من الداخل، وهو يشبه تعرّض حماس لانقلاب عام 2007م، في محاولة لإفشال الخيار الشعبي الذي جاء بها في انتخابات عام 2006م.

لذلك قلّة من الفلسطينيين ساندت الانقلاب في تركيا ودعمته، وهي الفئة التي يمثّلها رئيس السلطة محمود عباس وجماعة محمد دحلان الضابط الأمني الهارب خارج فلسطين. فقد أصرت جميع الصحف ومواقع التواصل التابعة لهؤلاء على نجاح الانقلاب وسقوط أردوغان.. وهم أنفسهم يتمنون ويخططون لانقلاب على حماس ولاعتقال قادتها.

الفرح الذي كان في فلسطين هو امتداد للفرح في إسطنبول، بلدان لا ينسيان بعضهما.

Exit mobile version