أسباب تعثّر المصالحة الفلسطينية

عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، منتصف الشهر الحالي، جولة من المباحثات بين حركتي “حماس” و”فتح”، فيما عُرف بملف المصالحة الفلسطينية الداخلية.

وهذه المباحثات هي استمرار للحوارات السابقة بين الحركتين، التي عُقدت في القاهرة والدوحة وبيروت وصنعاء وغزة.

ويبدو أن نتائج حوارات الدوحة وصلت إلى الفشل، مثل سابقاتها، حيث غادر وفد حركة “فتح” بدون أي نتائج معلنة.

وتفاءلت أوساط فلسطينية بمباحثات الدوحة، ذلك أن جزءاً من أهم النقاط العالقة جرى حلّها قبل فترة، حيث عُلم أن جهات أوروبية وافقت عل دفع رواتب الموظفين المدنيين الذين عيّنتهم الحكومة الفلسطينية التي ترأسها “حماس”.

ويرفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاعتراف بالموظفين الذين عيّنتهم هذه الحكومة، ويبلغ عددهم حوالي 40 ألفاً بين مدني ورجال شرطة.

لكن وصول مباحثات الدوحة إلى صفر نتائج، يعني أن الأزمة بين “حماس” و”فتح” لا تزال على حالها، وأن القضية كما هو معروف ليس قضية موظفين بل قضية سياسة.

فهناك تباين كبير جداً بين “حماس” التي تحمل مشروع المقاومة وتطلق الانتفاضة وترفض التنسيق الأمني، وبين “فتح” التي تعترف بالاحتلال، وتتبنى خيار التفاوض، وتنسّق أمنياً مع الاحتلال.

وتسعى “حماس” إلى ترتيب البيت الفلسطيني، وتشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة، والاتفاق على برنامج وطني مشترك، وتفعيل دور المؤسسات.. لكن حركة “فتح” بزعامة محمود عباس ترفض توحيد البيت الفلسطيني إلا على قاعدة الاعتراف بـ”إسرائيل” والاتفاقيات الموقعة ورفض العنف.

وتقبل “حماس” فكرة توحيد الأجهزة الأمنية والسياسية والمؤسساتية الفلسطينية بعد الاتفاق على كل النقاط السابقة، إلا أن السلطة الفلسطينية تريد إخضاع قطاع غزة، ومحاربة المقاومة، وتجريم المقاومين، وتطالب بعودة أجهزة السلطة لحكم قطاع غزة، في ظل خلاف قوي على إدارة البيت الفلسطيني واتخاذ القرار.

إن فشل المصالحة الفلسطينية في الدوحة يرجع للأسباب التالية:

1- محمود عباس لا يريد مصالحة، وهو رجل انقسام وتوتّر، وليس رجل وحدة.

2- إن المناخ السياسي الإقليمي والدولي يرفض مصالحة فلسطينية ما لم تأت “حماس” إلى مربع الاعتراف بالاحتلال والتخلي عن المقاومة.

3- إن القرار الدولي هو تجميد الملف الفلسطيني حالياً وإبقاؤه كما هو في ظل أزمات المنطقة وأطرافها.

4- إن محمود عباس منشغل بحل أزمته الداخلية مثل إيجاد خليفة له، وصراعاته مع جماعة محمد دحلان، وضمان مستقبل عائلته.

5- الموقف “الإسرائيلي” الرافض للمصالحة له وزنه عند عباس، فالمصالحة تعني مكاسب لـ”حماس”، وهو ما لا يتفق مع مصالح عباس والاحتلال سوياً.

Exit mobile version