الاحتلال يبتلع عملية تل أبيب بمرارة

لا يزال الكيان الصهيوني يعيش تحت وقع العملية البطولية التي نفّذها مقاومان فلسطينيان في مدينة تل أبيب على مقربة من وزارة الحرب الصهيونية، وأدت إلى مقتل أربعة صهاينة.

الهاجس الأمني عاد ليسيطر على المجتمع الصهيوني بعدما بدأ هذا المجتمع يميل إلى الارتخاء، في ظل ادعاء المستويات السياسية والأمنية “الإسرائيلية” تراجع “انتفاضة القدس”، بسبب السياسة التي استخدمتها الحكومة “الإسرائيلية” لضرب الانتفاضة بهدوء – كما تقول – والتنسيق الأمني الفاعل مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

عملية تل أبيب جاءت صفعة مدوية للحكومة “الإسرائيلية” التي كانت قبل أيام تحتفل بانضمام الإرهابي أفيجدور ليبرمان إليها، لتتفاخر بأنها أكثر الحكومات يمينية.

بعد أسبوع من تولي ليبرمان حقيبة وزارة الحرب الصهيونية وقعت عملية تل أبيب، على بعد أمتار من وزارته، المعلّقون السياسيون والرأي العام الصهيوني انتظروا أن يخرج عليهم ليبرمان ليعلن الحرب على الفلسطينيين، أو على “حماس”، أو على قطاع غزة.

لكن المراقبين فوجئوا بليبرمان يخرج إليهم بعد اجتماع الحكومة المصغرة، ويقرأ من ورقة مكتوبة التدابير العقابية الجديدة ضد الفلسطينيين؛ تجميد تصاريح عمل 83 ألف فلسطيني، هدم منازل، إغلاق مدن، عقاب جماعي على مدينة يطا التي خرج منها المقاومان.

هناك أسباب كثيرة لهذا التصرف “الإسرائيلي”:

– واقع انتفاضة القدس التي هي عبارة عن أعمال يقوم بها عناصر محدودة، بشكل مفاجئ، بعيداً عن هيكلية هرمية واضحة للاحتلال، بحيث لا يمكن معرفة كامل عناصر المجموعة.

– شعور الاحتلال بفشل الأساليب الأخرى، في وقف هذه العمليات، ورهان الاحتلال على نجاح فكرة المتابعة الأمنية التي يعتقد بأنها مثمرة أكثر.

– رغبة الاحتلال اليوم في عدم التصعيد السياسي والعسكري في فلسطين، في ظل الأزمات التي تعيشها المنطقة، وحرص نتنياهو على عدم تكرار تجربة شنّ عدوان شامل على غزة، الذي مني بفشل ذريع.

– رغبة الولايات المتحدة في تهدئة الأوضاع في فلسطين بسبب اشتعال أوضاع المنطقة، ولعدم خلق أزمة جديدة مع توجه الأميركيين للانتخابات الرئاسية.

– اعتقاد أطراف إقليمية ودولية أن أي تصعيد “إسرائيلي” جديد سيؤدي إلى حرق طبخة التسوية التي يجري التحضير لها في الأشهر القادمة حول فلسطين، ومنها ما جرى في مؤتمر باريس للتسوية.

لذلك فإن عملية تل أبيب نجحت في ضرب “الإسرائيليين” في العمق، وتسببت في خسائر أمنية وسياسية، وأظهرت عجز الاحتلال على الرد.. واليوم بات المجتمع الصهيوني يتخوف من قيام شبان فلسطينيين بتطبيق نفس النموذج.

Exit mobile version