حتى لا تكون إجازتك “صفراً”!

وها هي أطول إجازة تبدأ.. أربعة أشهر تقريباً تطل على الطلاب والطالبات والأسر والمجتمع.. ماذا سيعمل فيها من برامج تحتوي الشباب؟ كيف سيقضيها الشاب؟ هل ستقضى بين أكل وشرب، وسهر ونوم..؟!

هناك رأي في “تويتر” يقول: إن نسبة الجرائم التي يتسبب فيها الأحداث ترتفع في الإجازات أكثر من بقية أيام السنة، فعلى هذا ينبغي مزاحمة الشر المتكاثر في الإجازات بالخير الذي يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع.

إشغال الشباب في أوقات الفراغ مهمة مشتركة بين الحكومة ممثلة في الوزارات المسؤولة عن الشباب، وبين الأسر، وبين الشباب أنفسهم.

فعلى مستوى الحكومة، هناك جهات حكومية مطالبة بتقديم برامج تجذب الشباب، وتثري ثقافتهم كوزارة التعليم عبر التوسع في إقامة أنشطة صيفية، وإمكانية تفعيل دور المدارس، والاستفادة من المباني المدرسية في الإجازات، وكذا وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من خلال رفع فعالية مراكز التنمية الاجتماعية في الأحياء.. وما المانع من تعاون وزارتي الخدمة المدنية مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في إيجاد وظائف حكومية وخاصة، صيفية ومؤقتة، تشغل بطالبي الوظائف من الطلاب، منها يتعلم الطالب مهارة العمل والدوام، ومنها يستفيد من دخل هذه الوظائف، وحتى على مستوى الدفاع المدني، والهلال الأحمر بإمكانهم إقامة دورات توعوية ليتعلم الشباب كيفية إسعاف المصابين، والتعامل مع حالات الغرق، والحرائق والحوادث.. إلخ.

ومن باب الإنصاف هناك جهود كبيرة لوزارة التعليم في إقامة أنشطة صيفية، وكذا مراكز التنمية الاجتماعية لها دور ملموس، والذي نطالب به الجهتين التوسع في الأنشطة لتستوعب أكبر عدد من الشباب.

على مستوى الأسر، هناك مئات الأفكار التي يمكن للأسر تنفيذ المتاح منها، والتخطيط لها مهماً جداً.. كالرحلات إلى أماكن معينة، والتعرف على الآثار، وتنظيم وقت الأطفال بحيث لا يأخذ النوم نصيب الأسد منه على حساب المفيد، وتشجيع الأولاد على البحث والقراءة، وإجراء مسابقات ثقافية ترفيهية، إشراكهم في دورات متخصصة كحفظ القرآن، واللغة الإنجليزية، ويمكن ممارسة العديد من المهارات، ومساعدة الأبناء على ممارسة هواياتهم المفضلة، كالتدرب على الإلقاء، والرسم والتصوير.. إلخ

وعلى المستوى الشخصي للشباب والشابات، علينا أن نزرع فيهم قيمة الوقت، وأنه من ذهب، ونفعّل لديهم حب القراءة؛ فهي من أسس المعرفة، والذي لا يقرأ يعيش خارج العصر، ويمكن توجيههم إلى “العمل التطوعي”، على مستوى الأسرة أو المجتمع، والتواصل الاجتماعي مع الأقارب، ويمكن الالتحاق بالدورات التدريبية لتعلم مهارة أو معرفة.

وبالمختصر المفيد، اعمل في الإجازة ما تريد، ومارس ما شئت من الأنشطة، لكن لا تخرج منها “بالصفر”، وبالسلبية على المستوى الديني والشخصي، والذاتي والمعرفي، فأنت مسؤول عن عمرك، ووقتك، ومالك وأهلك.. ويا ليت شبابنا يعون هذا الحديث بعقولهم وقلوبهم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: “اغتنم خمساً قبل خمس؛ شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”.

Exit mobile version