الشيخ رائد صلاح هزم الاحتلال وهو ذاهب للمعتقل

لم يكن يوم الأحد 8 مايو 2016م، يوماً عادياً في حياة الفلسطينيين، بعدما استطاع الشيخ رائد صلاح أن يحوّل هذا اليوم إلى مناسبة وطنية وإلى مواجهة سياسية، وإلى عرس للفرح، رغم أنه ذاهب لسجن بئر السبع الصحراوي الصهيوني، ليبقى هناك تسعة أشهر، تنفيذاً لحكم قضائي صادر عن سلطة الاحتلال.

الشيخ رائد صلاح جعل يوم 8 مايو منبراً وطنياً للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، وهو الذي خصّص حياته من أجل الدفاع عنهما أمام المخططات والاعتداءات “الإسرائيلية”.

استيقظ باكراً كعادته، صلّى الفجر، قرأ القرآن، وبدأ بحملة سياسية إعلامية ناجحة، وحوّل رحلة الذهاب للمعتقل إلى حملة وطنية للدفاع عن القدس والأقصى، فقد استقبل مئات المواطنين، والعديد من القيادات السياسية العربية، وانتشر مراسلو وسائل الإعلام ليسجلوا هذه اللحظات.

إنه الاعتقال الخامس للشيخ رائد صلاح، الاعتقال الأخير استمر في المحاكم لمدة سنتين تقريباً، إلى أن صدر “قرار قضائي” صهيوني باعتقال الشيخ.

الشيخ صلاح كان يتصرف بهدوء وحكمة، يطلق مواقف صلبة؛ “إنه لشرف لي وللأمة أن أدخل السجن من أجل الحفاظ على القدس والمسجد الأقصى”، و”إن خيّرونا بين السجن والتخلي عن القدس والأقصى، نقول: مرحباً بالسجن”.

عشرات المقابلات الصحفية، والشيخ رائد صلاح كان يؤدي الدبكة الفلسطينية التقليدية التي تُعرف بـ”السحجة”، وفي كل ذلك يواكبه الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ونشطاء التواصل الاجتماعي أيضاً.

استطاع الشيخ رائد صلاح أن يحقق التالي:

1- لقد حوّل قرار الاعتقال الصهيوني التعسفي إلى معركة سياسية إعلامية للدفاع عن الأرض والهوية والمقدسات.

2- لقد ضرب مثلاً في القوة والإيمان والإرادة والصمود، حيث ظلّ شامخاً قوياً متماسكاً صلباً، رافضاً الهوان أو التراجع أو الاستسلام، رغم أن كل الحركة الإسلامية في فلسطين تتعرض لإرهاب الاحتلال، لكنها صامدة وقوية.

3- لقد سجّل نموذجاً في العمل السياسي الفلسطيني، إذ أكد أن الاعتقال أو الحصار ليس مبرراً للتنازل عن المصالح أو لمنح الاحتلال ما يريده.

سيكون ما فعله الشيخ رائد صلاح محطة سياسية وطنية فلسطينية جديدة، تعلّم الناس الصمود والتمسك بالهوية والمقدسات.

ومبارك للشيخ انتصاره على إرهاب السجان.

Exit mobile version