قيم المؤسسة المتميزة.. الارتقاء والبقاء

تحدثت في افتتاحية ملتقى «الارتقاء والبقاء للقطاع الاجتماعي» لمؤسسة جمعية الإصلاح الاجتماعي الذي انعقد في ٦ فبراير ٢٠١٦م، حيث بينت الأهداف وشعار الملتقى والقيم المؤسسية التي ناقشها الملتقى، وقلت:

الحمد لله ربّ الأرض والسماوات، أرشدنا إلى الباقيات الصالحات التي بينها رسول صلى الله عليه وسلم: «الباقياتُ الصَّالحاتُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وسبحانَ اللَّهِ، واللَّهُ أَكْبَرُ، والحمدُ للَّهِ، ولا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ».

«استكثِروا مِن الباقياتِ الصَّالحاتِ»، قيل: وما هنَّ يا رسولَ اللهِ؟ قال: «التَّكبيرُ والتَّهليلُ والتَّسبيحُ والحمدُ للهِ ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ».

وشعار ملتقانا قوله تعالى:  (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {33}) (فصلت).

 وأهدافنا:

– أن يتذكر المشاركون القيم الفردية والمؤسسية والعالمية.

– أن يعرف المشاركون بعضاً من قيم المؤسسة المتميزة.

– أن يتعرف المشاركون على مشاريع مجتمعية جديدة.

– أن يمزج المشاركون بين موازين العمل الجماعي وقيم العمل المؤسسي.

وقيمنا:

1- الفردية: العزيمة، الهمة، البذل، الصبر، الحب، الوفاء، الانتماء، الصدق.

2- المؤسسية: الشفافية، المصداقية، الالتزام، المسؤولية، المودة، الإبداع، الشراكة.

3- الإنسانية: السلام، العدالة، الرحمة، الحرية، المساواة.

إن قيم البقاء والارتقاء للأفراد والمؤسسات إنما هي ثمار وأزهار لشجرة الباقيات الصالحات، ونرى هذه القيم نيّرة متلألئة على صفحات القرآن الكريم كما نرى النجوم الزهر في صفحات السماء.

فنرى الصدق والأمانة والعفاف والنزاهة، والإخلاص والسلام، والنظام والنظافة والاحترام، والشفافية والمصداقية والوضوح، والجودة والتميز والإبداع والابتكار، والكتابة والتوثيق والالتزام، والوفاء والعهد والاعتصام.. قيم وأخلاق، وسلوك ومعاملات، إنما هي توجيهات من شريعتنا وتعليمات وآيات، وعلامات وبالنجم هم يهتدون، نستطيع أن نقدمها للناس من خلال الفرد والمؤسسة، وكلما التزم بها الفرد قويت المؤسسة، وكلما عملت بها المؤسسة سمت وارتقت وحلّقت بأفرادها نحو مراقي القيادة والسيادة والفلاح.

قالت بلقيس: (يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ {29} إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {30} أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ {31}) (النمل).

إنها مؤسسة نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام، حيث التزمت بقيم الإيمان والعدل والمتابعة والعمل الجاد والدعوة للتوحيد والحرية والإبداع والابتكار في بناء صرح ممرد من قوارير غاية في الجمال؛ (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {44}‏) (النمل).

إن مؤسستنا بقدر ما تلتزم بقيم البقاء تبقى بإذن الله، وبقدر ما تلتزم بقيم الارتقاء ترتقي بإذن الله تعالى، وهذه سنة الله في خلقه.

وبهذه المشاعر الثلاثة: الإيمان بعظمة الرسالة، والاعتزاز باعتناقها، والأمل في تأييد الله إياها؛ أحياها الراعي الأول صلى الله عليه وسلم في قلوب المؤمنين من صحابته بإذن الله، وحدد لهم أهدافهم في هذه الحياة، فاندفعوا يحملون رسالتهم محفوظة في صدورهم أو مصاحفهم، بادية في أخلاقهم، معتدِّين بتكريم الله إياهم واثقين بنصره وتأييده، فدانت لهم الأرض وفرضوا على الدنيا مدنيَّة المبادئ الفاضلة وحضارة الأخلاق الرحيمة العادلة، وبدلوا فيها سيئات المادية الجامدة إلى حسنات الربانية الخالدة، ويأبى الله إلا أن يتم نوره.

هذا الإسلام، عقيدته وقيمه ونظمه ولغته وحضارته، ميراث عزيز غالٍ علينا.

الإسلام بما فيه من روعة وجلال، وبسلطانه الساحر العذب الجذاب، وأصوله الثابتة، وحجته البالغة.

إننا في مؤسستنا الدعوية نريد أن نجدد عرض الإسلام؛ الدين المعتدل، المتضمن للعقائد النافعة، والأعمال الصالحة، والأمر بكل حسن، والنهي عن كل قبيح؛ (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {162}) (الأنعام).

والحمد لله رب العالمين.

Exit mobile version