حكاية “معلم يضرب طالباً”!

رحم الله “أحمد شوقي” لما قال:

 قم للمعلم وفه التبجيلا

 كان المعلم أن يكون رسولاً

لو عاش “شوقي” في زماننا لرأى كيف تحول هذا الذي كاد أن يكون رسولاً إلى “ذليل”! فمع كل حادثة “معلم يضرب طالباً”، تتصدع هيبة المدرسة، وتضعف هيبة المعلم والتعليم.

أقرأ هذه الصور، واكتشف الفوارق بين مآلاتها في المجتمع والإعلام..

طبيب يرتكب خطاً طبياً، يروح ضحيته بريء أو يفقد عضو من أعضائه.. ثم نسمع عن فرض غرامة وعقاب بحقه، لكن لا نعرف اسم الطبيب!

يقبض على فاسد أو فويسد بلع كم مليون تحت عباءة الفساد، ويعاقب، لكن لا نعرف من هو؟

يخطي “معلم”، فيثور الإعلام، ويتصدر الأخبار، ويتتبع الموضوع.. والنتيجة تعرف اسمه، ومدرسته، وبيته، ويمكن تتعرف على جيرانه!!

لم اختلف تعاطي الإعلام مع تلك الحوادث الخطأ؟ مع أن خطأ الطبيب والمفسد أشد، وأكثر ضرراً منه؟ فما سر التشهير والتركيز على “المدرسة”، وإهمال “المستشفى” والمال العام؟

لماذا يترك الإعلام آلاف المدرسين المصيبين ويلتفت إلى مخطئ واحد، لماذا يترك الطلاب الموهوبين وممن يحققون مراكز متقدمة في مسابقات دولية، ولا يهتم إلا بطالب مضروب؟!

حادثة “الطالب المضروب” وتناولها الإعلامي، وتضخيمها، تولِّد العديد من السلبيات؛ فالآلاف الأسر كيف ستستقبل هذا التضخيم، وكيف ستكون علاقتها بالمدرسة؟ وما شعور الطلاب لما تأتيهم نتائج ومآلات هذه الأخبار عبر أدوات التواصل، هل سيخزن في العقل اللاواعي للواحد منهم قاعدة “صوّر واشتهر”!!، أو صور معلماً واكسب النشر!!!

في كل حوادث الدنيا صغيرها وكبيرها.. يتم إحالة أي قضية للتحقيق.. في التحقيق تجتمع كل الأطراف ليميز الظالم من المظلوم، والمخطئ من المصيب! في حالات “معلم يضرب طالباً”، المعلم متهم ومدان، والطالب بريء؛ إعلامياً وإدارياً ومجتمعياً، ألا يمكن يكون العكس؟ ألا يمكن للطالب أن يستفز الآخرين، ألم يخطئ الطالب بالتصوير، وإحضار الجوال، ألا يمكن لمراهق أن يخالف؟!

وفي كل الحوادث، الحكم والنتائج بعد التحقيق والفحص؛ إلا حوادث المدرسين فالحكم للصورة قبل معرفة ما دار خلف الكواليس!

بقي أن أقول: لا أحد يبرر الخطأ، فالمخطئ يظل مخطئاً، وأنا مع محاسبة المخطئ “كائناً من كان”، لكني ضد تضخيم الخطأ الطبيعي، والنظر للطالب ابتداءً بأنه برئ ومظلوم، مع أن الكثير من المراهقين لا تستبعد تعمدهم الخطأ، والإزعاج، والتواطؤ على الخطأ!

* تغريدة..

يقولون طالب العلم إما أن يكون راغباً أو راهباً.. طالب اليوم لم يعد راغباً ولا راهباً!

* اقتباس..

هناك نفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء شقاءً.. وهناك نفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء سعادة!

من كلمات أحمد أمين.

Exit mobile version